الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتفليقة للجزائريين: - لا نصر لمن نصر لهم-

بوشن فريد

2015 / 3 / 21
كتابات ساخرة


قراءة جزائرية حول خطاب الرئاسة في عيد النصر الجزائري
بوتفليقة للجزائريين: "لا نصر لمن نصر لهم"
- تحتفل الجزائر بمناسبة ذكرى وقف إطلاق النار الموافق ل 19 مارس من كل سنة, و تحاول السلطة الجزائرية من خلال هذه المناسبة التاريخية كالعادة, إبراز نوعية مخالبها و كيفية مسايرتها لطبيعة التفكير السياسي المنتهج من طرف خصومها السياسيين, بحيث تشهد الساحة السياسية و الرأي الجزائري في هذا اليوم من كل سنة, استماتة "السيستام" الجزائري بالحرص الشديد على مصالحها المتمثلة في الماديات و المناصب و النفوذ في التموقع من طرف جماعة المتحكمين في زمام الأمور منذ الاستقلال, و بذلك و دون أدنى ريب, تحاول جماعة النظام إيصال رسالة لاحبة لكل المتشككين في طبيعة تسييرها و قدراتها السياسية في الحفاظ على سيادة البلاد و رعاية مصالح العباد, فلا يخفى على أحد, أن خطاب الرئيس بوتفليقة الذي قرأه مستشاره بن عمر زرهوني المكلف بصياغة الخطب, بمناسبة احتفال الجزائر بعيد نصرها التاريخي, كان خطاباً عنصرياً و خالي من أبجديات ما تمليه ثقافة بمستوى منصب رئيس جمهورية, إذ مجمل المصطلحات المستعملة في صياغة الخطاب, كانت استفزازية و تحريضية للفتنة و العنف المباشر, و من الداعي من؟, للأسف هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة, رئيس دولة مليون و نصف مليون شهيد, و من هذه المحطة الكارثية يقع مثل هذا الإشكال القريب إلى التفكير التخويني: " هل بوتفليقة رئيس كل الجزائريين أو قائد جماعة معينة متجسدة في أطراف من الرئاسة و رجال العسكر و المال؟", و لماذا الرئيس بوتفليقة قلق جدا من حراك المعارضة و مختلف الجمعيات الواعية؟ لماذا الرئيس بوتفليقة خائف من الجزائريين؟.
لاشك أن الخطاب الذي تم قراءته باسم الرئيس بوتفليقة, لم يكن فعلياً من وحيه و يمكن هنا أيضا الاستعانة بالجزم المطلق, أنه يجهل تماما محتوى الخطاب, و إن لم أقل ليس بدراية حتى برمزية المناسبة, فكيف يعقل لأول مسؤول رسمي على الجزائر, و يتقلد أسمى منصب سيادي أن يتفوه بكلمات هي في الواقع تدعو للاقتتال بين الجزائريين, و يحرضهم على المعارضة المتلاحمة و المساندة لهم, و كان جديراً على القائمين بصياغة الخطاب أن يصنفوا أحزاب المعارضة على أنها أطراف و شريكة في بناء مقومات دولة عصرية و ديمقراطية, و ليس العكس, فهذا الفهم الخاطئ لماهية المعارضة من زاوية النظام, قد يؤدي إلى توسع المسافة أكثر بين الطرفين" المعارضة و السلطة" و هذا بالفعل لا ينتج غير المزيد من المتاهات السياسية و ضياع الثقة المتبقية بينهما, و تصبح الجزائر مقبلة على أسوء السيناريوهات الخطيرة.
تصنيف المعارضة من طرف النظام البوتفليقي, و في مناسبة تاريخية و لها أكثر من دلالات في النصر و الفخر بالثورة النوفمبرية المجيدة, على أنها معارضة يقودها أشباه السياسيين و من رعاة المؤامرة و خدام المصالح الأجنبية, يضع البلاد بين أنياب الخطر المحدق من كل جانب, و كما يعطي انطباعا سلبيا على سياسية النظام الجزائري منذ تربع عبد العزيز بوتفليقة على عرش السلطة في عام1999 .
19 مارس من كل سنة, هو عيد النصر للجزائر و للجزائريين, هو لب التحرر من الهيمنة الفرنسية الاستعمارية, حدث تاريخي تم صياغته بأنامل جزائرية فحلة و أسطورية, فلماذا يحاول هذا النظام الذي يدعي الشرعية الثورية, كل مرة, دحر التاريخ و تمزيقه و تشويهه في كل مناسبة؟ لماذا حوّل نصرنا إلى ملهاة له؟.
ففي جزائر هذا النظام الأعمى, الفرعوني, المستبد و المتغطرس, تبقى جزائر رجال نوفمبر بدون نصر يذكر, أو بالأحرى يجدر القول و بكل وضوح :"19 مارس, يوم لا نصر لمن نصر له"..فمن يتحمل المسؤولية التاريخية في ظل تشويه حاشية الرئيس بوتفليقة مكتسبات الثورة الجزائرية, و يصف شعبه بالمتآمرين و هواة الفتن و العنف؟, وهي مفردات مرادفة للكلمات الجرذانية لعمار القذافي و آخرون من رؤساء الديكتاتورية المفرطة في حق شعوبهم, و لكن هيهات.. بقاء الحال من المحال.
بقلم: بوشن فريد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تغيير مصيري من الهندسة المعماري


.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: والدي لم يدعم قراري بترك الهندس




.. صباح العربية | رهف ناصر تتحدى الحرب بالموسيقى وتغني للأمل


.. تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس




.. وداعًا للعلمى والأدبى .. التعليم تكشف ملامح الثانوية العامة