الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة السورية في عامها الخامس

زياد عبد الفتاح الاسدي

2015 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



مع دخول الازمة المأساوية في سوريا عامها الخامس , والتي ما زال يُطلق عليها للأسف بعض الطائفيين والاغبياء ( من غير العملاء) تعبير " الثورة السورية " متجاهلين ومنذ بداية هذه الازمة كل هذا الكم الهائل من التآمر الخارجي المُدمر ..... ومع صمود جبهة المقاومة والممانعة الاقليمية والقومية بقيادة سوريا وأيران وفشل الغرب وعملائه في اسقاط النظام السوري وثبات الدولة والشعب في وجه المؤامرة الخارجية الشرسة التي تتعرض لها سوريا بشكلٍ خاص والمنطقة بشكلٍ عام , يتبادر الى الذهن السؤال التالي " ما هي العوامل والاسباب التي تدفع الغرب بقيادة الولايات المتحدة لكي يستمر بلا توقف في تبنيه لاسترتيجية الارهاب التكفيري والطائفي والفوضى الامنية الشاملة في الشرق الاوسط ؟؟ "...... يمكننا بكل تأكيد تلخيص هذه العوامل والاسباب كما يلي :

أولاً : تجنب التدخل العسكري المُباشر المُكلف في ظل استمرار الازمات الاقتصادية في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأوروبية في منطقة اليورو , وشعور الغرب باستمرار الخطر على نفوذه ومصالحه الاستراتيجية في المنطقة منذ اندلاع الثورات والانتفاضات الشعبية في تونس ومصر واليمن والبحرين .... والتي نجحت باسقاط نظام بن علي في تونس ثم اسقاط نظام مبارك وهو أكبر وأشد الانظمة العربية فساداً وعمالة وولاءاً للغرب والكيان الصهيوني , ليتبع ذلك مباشرة اسقاط حكم الرئيس مرسي والاخوان المسلمين في صيف عام 2013 ..... ومنذ إندلاع تلك الثورات أعلن الغرب حالة الاستنفار الشامل في المنطقة واستعان بتركيا ودول الخليج لاستخدام الاسلام السياسي الممول خليجياً بأساليب مُتعددة , من بينها إستخدام الجماعات التكفيرية المسلحة , وذلك ليس فقط لركوب موجة التغيير لحرف وإجهاض هذه الثورات , بل أيضاً لنشر الدمار والخراب والفوضى الامنية الشاملة في المنطقة وعلى نطاق واسع .
ثانياً : الحد من تمدد نفوذ الجمهورية الاسلامية الايرانية المُعادية بقوة للكيان الصهيوني والداعمة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية من خلال تحالفها مع النظام السوري في قيادة جبهة المقاومة والممانعة الاقليمية , وذلك بإطلاق الجماعات التكفيرية السنية المسلحة على نطاق واسع في المنطقة لتصعيد العنف والصراع الطائفي بين السنة والشيعة , بحيث يؤدي ذلك الى خنق النفوذ الايراني المعادي للغرب وإسرائيل بأسلوب طائفي .
ثالثاً : متابعة الغرب لمحاولاته المستميتة في إسقاط النظام السوري المتحالف أقليمياً مع الجمهورية الايرانية ودولياً مع روسيا الاتحادية والصين , وما يُشكله ذلك من خطر مباشر على اختلال موازين القوى الاقليمية والدولية في غير صالح الغرب . لذا أصبح إسقاط النظام السوري منذ عام 2011 هدفاً إستراتيجياً رئيسياً للغرب من خلال توظيف الجماعات المسلحة للاخوان المسلمين وما يُسمى بالجيش الحر , ثم استخدام جماعات القاعدة ومنظمات السلفية الجهادية التكفيرية في محاولات متواصلة ومستمرة الى الآن لاسقاط النظام تحت غطاء ما يُسمى بالثورة السورية , وذلك بالتعاون والتنسيق مع الاستخبارات السعودية والقطرية والتركية والاردنية وقوى 14 آذار في لبنان .
رابعاً : الاستمرار في محاولات الغرب لتهديد الامن القومي الروسي وإضعاف النفوذ الروسي في المنطقة من خلال متابعة الجهود الرامية لاسقاط أو إضعاف النظام السوري , وما يُشكله ذلك من تهديد للامن القومي الروسي في حال سقوط الجغرافيا السورية كلياً أو جزئياً بيد الجماعات الاسلامية من تنظيمات القاعدة المُختلفة . وهي تنظيمات يُشارك فيها كما نعلم أعداد كبيرة من المقاتلين والقيادات الشيشانية منذ اندلاع الازمة السورية عام 2011 . لا سيما وأن هذه الجماعات الشيشانية المسلحة على اتصال وتنسيق كامل مع الجماعات الشيشانية المُتطرفة التي تنشط في موطنها الاصلي من القوقاز الروسي القريب جغرافياً من المنطقة . وهي جماعات تُنفذ بين فترة وأخرى اعمال إرهابية في القوقاز ومختلف مناطق الجغرافيا الروسية .
خامساً : توجيه الجماعات التكفيرية المسلحة ليس فقط لاضعاف وتقسيم وتفتيت مجتمعات المنطقة طائفياً وقبلياً وعرقياً , بل أيضاً لاستهداف الجيوش العربية في سوريا ولبنان والعراق ومصر وليبيا واليمن ...الخ من خلال القيام بأعمال إرهابية متواصلة ضد هذه الجيوش بهدف إستنزافها وإضعافها , وإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي من خلال إلهاء هذه الجيوش في صراعات داخلية وإقليمية وطائفية لا نهاية لها .
سادساً : نهب وابتزاز وسرقة بعض الثروات النفطية العربية في المنطقة بأساليب جديدة , ولا سيما في سوريا والعراق وليبيا من خلال سيطرة الجماعات المسلحة على بعض آبار ومصافي التكرير وحتى بعض موانئ التصدير , حيث تقوم هذه الجماعات بدورها ببيع النفط الخام المسروق ( أو المُكرر) بأسعار زهيدة جداً لتركيا ودول الغرب المتآمرة ومن ثم استخدام عائدات هذا النفط المسروق لشراء المزيد من الاسلحة سواء من هذه الدول أو حتى من الكيان الصهيوني , لكي تستخدمها للمزيد من العنف والارهاب والنهب والدمار في المنطقة .

إذاً يُمكننا القول أن الغرب الامبريالي من خلال قواه السياسية والطبقية الحاكمة في أوروبا والولايات المُتحدة قد وجد في استراتيجية الارهاب والتطرف الاسلامي والجماعات التكفيرية ضالته المنشودة لكي يُوظفها باستمرار من وراء الستار في أجواء من الكذب والتضليل الاعلامي المُكثف للرأي العام العربي والغربي والعالمي , وذلك بالتعاون مع عملائه وحلفائه في الشرق الاوسط , من أجل تحقيق جملة من الاهداف الاستراتيجية التي لا يستطيع الغرب تحقيقها عبر تدخلاته العسكرية المباشرة , لا سيما في ظل مناهضة شعوب الغرب والولايات المُتحدة لأي تدخلات عسكرية في الشرق الاوسط خاصة في ظل استمرار بعض الأزمات الاقتصادية التي يُعاني منها الغرب . هذا من جهة , أما من جهة أخرى فإن بعض القوى الدولية والاقليمية كروسيا والصين وإيران لن تقف مكتوفة الايدي في وجه أي مغامرات عسكرية مباشرة قد تقوم بها جيوش الغرب أو تركيا وحلف الناتو في الشرق الاوسط والمنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا