الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية..بعيون أخرى ( الجزء الأخير)

رفيق عبد الكريم الخطابي

2015 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية




كلمة للمترجم :

نأتي إلى ختام ترجمتنا للفصل الأخير من الجزء الأول لكتاب " المؤامرة الكبرى " كما وعدنا بذلك قبل أكثر من سنة ، والذي يضيئ باعتقادنا على مرحلة مهمة ومفصلية من مراحل الصراع الطبقي في روسيا ( خصوصا وعالميا أيضا ) في بداية ثورتها الاشتراكية . وكما قلنا سابقا فإن مهمة دراسة تاريخ الثورة الاشتراكية السوفييتية ( دراسة تاريخية علمية ) هي مهمة لا غنى عنها بالنسبة لكل حامل لقضايا وتطلعات الطبقة العاملة . هذا الجزء بقدر ما يكشف عن الوجه التآمري والإجرامي لمصاصي الدماء الإمبرياليين وعملائهم ، و بقدر ما يفضح ويعري كل الدعاية التحريفية والقراءات التبريرية الانتكاسيتين ، فإنه يلقي الضوء كذلك على بطولات وتضحيات وحنكة مناضلينا ـ مناضلي الشعب الروسي وقادته البلاشفة ، بالإظافة إلى أنه يزودنا بنوعية الأسلحة الفكرية ، الإيديولوجية وأيضا التنظيمية التي يتوجب على بلاشفة اليوم التسلح بها للمواجهة القادمة ( بعض نكرات السياسة الانتهازية يستحلون لوك كلمات مثل النضال في الميدان و يستصغرون النضال الإيديولوجي فصارت عندهم الزبارة والسكين بديلا عن الكتاب والمنشور والشعار السياسي بديلا عن البرنامج واللهاث وراء أرداف التحريفية قرينا للثورية ! ) ..

إن الامبريالية في مرحلة أزمتها الدائمة لن تتوانى في إحراق كوكبنا بالحروب المدمرة وبنشر الفاشية غطاء إيديولوجيا لهمجيتها ..أمل البشرية اليوم ان تستيقظ البروليتاريا و شعوب العالم معها ليس لإطفاء الحرائق الملتهبة فقط بل لكنس المتسببين بهذه الحرائق وتشييد عالم بدون استغلال ، بلا نهب و بلا ملكية خاصة اصل كل شر في عالمنا ، ولا ينخدعن أحد بدعاية أعداء الإنسانية الإمبرياليين .

في صيف 1914 قادت الإمبريالية البشرية إلى حرب لصوصية مدمرة ، حرب جلبت الدمار و الشقاء ، المعاناة والموت إلى عشرات الملايين من البشر . كانت حربا بين كتلتين إمبرياليتين بهدف تقسيم العالم ومناطق النفوذ وبهدف نهب الشعوب الأخرى واستعبادها . عندما اندلعت تلك الحرب اجتمع جميع البلاشفة الذين كانوا يعيشون في بورونين في بيت لينين لمناقشة الوضع . ولنا أن نتأمل موقف هذه الثلة من الثوريين الفعليين والمبدئيين : لقد كان لينين ورفاقه على ثقة بأن الحرب ستشدد بأسرع ما يمكن من جميع التناقضات التي تعانيها الرأسمالية وتزيد من تفاقمها وبذلك تعجل في اندلاع الثورة مجددا في روسيا . لذلك أخبر لينين رفاقه بأنه بات من الواجب ابتكار أشكال وطرائق جديدة للعمل الحزبي تتلاءم وظروف الحرب وإعادة تنظيم الاتصالات المباشرة مع روسيا بأسرع ما يمكن .

في صيف 1919 ستغزو قوات لجيوش 14 دولة ( تشكل ما يسمى زورا العالم الحر ) روسيا السوفييتية وبدون إعلان للحرب ، على رأس هذه الدول كانت بريطانيا ، فرنسا ، اليابان ، ألمانيا ، إيطاليا ، الولايات المتحدة ، تشيكوسلوفاكيا ... إظافة إلى جيوش الثورة المضادة الجيوش البيضاء العميلة بقيادة جنرالات رجعيين حاولوا استعادة نظام الأرستقراطية الإقطاعية التي أزاحها الشعب الروسي ( وصل تعداد القوات الأجنبية في الربع الأول من سنة 1919 إلى 55 ألف يضاف إليها 20 ألف من الروس البيض.. ) .
في حرب التدخل ضد روسيا السوفييتية رأينا المستشفيات تقتحم ويقتل الجرحى ويسود النهب ( إبان احتلال قوات دينيكن لسيباستوبول كنموذج ) ، شاهدنا أحد عملاء الامبريالية اليابانية (اونغرن ستيرنبرغ أحد مساعدي سيميونوف وقائد جيشه ) يلبس عباءة جنكيز خان كما يلبس متأسلمو اليوم العملاء الفاشيين عباءات من سبقهم لتبرير الهمجية . خلال حرب التدخل رأينا نسخة عن الوحشية التي يستخدمها الرأسماليون لضمان مصالحهم الفعلية ( النفط الفحم ..إلخ ) شبيهة بل نسخة كربونية عما يمارس اليوم من جرائم و فظاعات ، ( تقطيع الرؤوس ، الإعدامات بالرصاص ، قتل الأطفال والنساء المشانق الاغتيالات التعذيب بكل أساليبه ، مصادرة الممتلكات و إبادة عائلات بأكملها ) ، البعض من هؤلاء العملاء مارس تلك الفظاعات بإسم العدالة الإلاهية أو عدالة السماء التي لخص سماتها أونغرن قبل الخليفة أبو بكر البغدادي :" لن يكون هناك سوى عدالة الأعمال الوحشية و القسوة و بدون رحمة ، الشر الذي انتشر في جميع أنحاء البلاد من أجل تدمير المبادئ الإلهية في النفس البشرية ، لا بد من اقتلاعه من جذوره " ( إنه نفس مضمون الخطاب الظلامي في كل زمكان ) .
أثناء حرب التدخل في روسيا رأينا كيف تغاضت كل الأبواق الدعائية الرجعية للإمبريالية عن تلك الهمجية بل تواطأ إعلام العالم المسمى " حرا وديمقراطيا " مع مرتكبيها ، بل إنهم حاولوا جاهدين إلصاق جزء من تلك الفظاعات بالبلشفية و حاملي لوائها ، لنتذكر هذه العناوين التي أشرنا إليها في المقالات السابقة : ال " نيويورك سون " : " جنود أمريكيون جرحى تم تشويههم بضربات فأس من قبل الحمر " ، صحيفة نيويورك تايمز كتبت : " روسيا تحت سيطرة الحمر ... أضحت نزلا أو مستشفى عملاقا للمعتوهين والمجانين ... الضحايا الذين استطاعوا الفرار قالوا بأن المجانين في حالة هياج وهذيان يتسكعون ويملؤون شوارع موسكو... " وهكذا دواليك . وسائل الإعلام العالمية كلها ، إعلام الحلفاء وإعلام ألمانيا ، نشرت " وثائق أصلية أو رسمية " تبين أنه في روسيا " نساء صغيرات و فتيات من البرجوازية تم " تسليمهن إلى الثكنات بناء على احتياجات أفواج أو كتائب المدفعية ! " .
لسحق الثورة الألمانية ، تم السماح للقيادة العليا الألمانية بالاحتفاظ بجيش قوامه 100 ألف رجل ، و كذلك على ما يسمى فرقة " الدفاع الوطني الأسود » « la Reichswehr noire " التي تتألف من أفضل الجنود تدريبا والأفضل تعليما في ألمانيا . بالإضافة إلى ذلك ، سمح لها بدعم " رابطات قومية سرية و منظمات إرهابية التي مارست الترهيب والتعذيب و القتل في حق الديمقراطيين الألمان المتمردين . تم كل هذا تحت اسم " حماية ألمانيا ضد البلشفية !" . بل إن سبب تخلي الحلفاء عن السير على برلين في عام 1918 و نزع سلاح العسكرية الألمانية بشكل نهائي كما أوضحنا سابقا يعود إلى الحلقية التي مارسها الحلفاء و خوفهم من البلشفية ، وهو الشيء الذي تم استغلاله بذكاء من قبل السياسيين الألمان وهو ما مهد الطريق لاحقا للنازية .
لقد تم نعث البلاشفة بالوحوش والهمج وبأعداء الإنسانية ، لنتذكر كذلك كلمات سيدني رايلي : " هذا الفحش المخجل ( يقصد البلشفية ) الذي رأى النور في روسيا يجب إعدامه فورا . صلح مع الألمان : نعم ، صلح و مع أي كان ! لا يوجد غير عدو وحيد . الإنسانية يجب أن تتوحد ضمن حلف مقدس ضد هذا الرعب الأسود " لنتذكر كيف تم تزويد الجنود اليابانيين في سيبيريا من طرف قيادتهم العليا ، بقواميس ( للترجمة من اليابانية إلى الروسية والعكس ) ، كلمة " بولشفي " ترجمت ب " Barznk " وتعني الحيوان المفترس و أتبعت بكلمة " تجب إبادته " : أي يجب إعدامه ( à exterminer ) " . في نفس الوقت نعث عملاء مجرمون برجالات دولة ومنقذي الشعب الروسي وبالحاملين لمفاهيم وقيم الديمقراطية والحرية ، مجرمون على شاكلة كيرينسكي ، كولتشاك ، دينيكين ، يودينيتش ، سيميونوف ، كالميكوف ، فرانجيل ، أونغرن و الجنرال إيفانوف رينوف ..هذا الأخير الذي كان أحد أكبر الهمجيين ومن أكبر الساديين ضمن مساعدي كولتشاك . جنوده ذبحوا كل السكان الذكور في بلدات سيبيريا الشرقية المشتبه في كونهم منحوا الملجأ إلى " بلاشفة " . لقد ارتكبوا الاغتصاب الجماعي للنساء اللائي تم جلدهن بالقضبان . كانوا يقتلون الشيوخ النساء والأطفال .
من كليمانصو إلى تشيرشيل مرورا بلويد جورج كان التهديد البلشفي بالنسبة لهم أخطر على أوربا من النازية ، و للدقة يجب القول ان البلشفية وحدها دون غيرها تشكل أكبر خطر ، بل الخطر الوحيد على البرجوازية و على مستعبدي الشعوب و ناهبي ثرواتها وقوى عملها ومصاصي دمائها ، إنها خطر على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وبالتالي خطر على مصالح أولئك الذين استخدموهم كي يعبروا عن مصالحهم . إزاء هذا الخطر الوجودي بالنسبة للبرجوازية يصبح خطر المجموعات الظلامية الفاشية المجرمة غير ذي شأن ، في الماضي كما الحاضر . كل هذا التاريخ الزاخر لمرحلة تاريخية غاية في الأهمية يقربنا من المعنى الدقيق لكلمات قائد الثورة الإشتراكية الرمز الأممي لكل الأجيال البلشفية ، سنرى هذه الكلمات للينين حية حين كتب ذات يوم :" كم هم متوحشون أولئك ( الساسة ) الأوربيون ( المتمدنون) ، رجال تخرجوا من مدرسة الدستورية العالية ، وبوسعهم أن ينقلبوا عليها حين يهب نضال جماهيري ضد رأس المال وضد النظام الاستعماري الرأسمالي ، أي نظام الاستعباد والنهب والعنف " .

في الأخير نرى من واجبنا أن نقدم الشكر والتحية العالية للرفيقين الرائعين : رفيق زروال وعبد المطلب العلمي ، الأول لتزويده إيانا بالنسخة الورقية لهذا الجزء من الكتاب والثاني للمجهود والملاحظات المهمة التي أبداها في تنقيح مسودات ترجمة الأجزاء الثلاثة الأخيرة خصوصا ما تعلق بالأسماء الروسية والأخطاء اللغوية وغيرها . نحيي رفيقينا عاليا ونتمنى أن يشكل هذا المجهود المتواضع حجرا صغيرا يساعد في تسنين وشحذ أسلحة بلاشفة الحاضر ممن يتهيؤون لخوض معارك بلشفية حقيقية ومفصلية سيرا على نهج أسلافهم بلاشفة الأمس القريب .



الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية..بعيون أخرى ( الجزء الأخير)


الفصل السابع : تقرير ملخص .



لقد تسبب التدخل الدموي والحرب الأهلية ، لعامين و نصف في موت حوالي 7 ملايين من الروس ، جراء المعارك القتالية ، والمجاعة أو المرض ، ، رجال و نساء و أطفال . و تسبب في خسائر مادية للبلاد قدرت لاحقا من قبل الحكومة السوفيتية ب 60 مليار دولار ، وهو مبلغ يفوق بكثير حجم ديون القيصرية لدول الحلفاء . لم يتم دفع أي تعويض من قبل الغزاة .

لا تمنح البيانات الرسمية سوى القليل من المعلومات حول تكاليف الحرب ضد روسيا السوفييتية و التي تكبدها دافعو الضرائب في بلدان الحلفاء . وفقا لمذكرة تشرشل المؤرخة في 15 شتنبر 1919 ، كانت بريطانيا قد أنفقت ما يقارب 100 مليون جنيه إسترليني و فرنسا ما بين 30 و 40 مليون جنيه لقوات دينيكين وحده . الحملة البريطانية على ساحل مورمانسك كلفت 18 مليون جنيه . اليابانيون اعترفوا بإنفاقهم ل 900 مليون ين [ الين = العملة اليابانية ] لتأمين نفقات جنودهم ال 70 ألف في سيبيريا .
ما هي دوافع هذه الحرب غير المعلنة والمكلفة وغير المجدية ؟ .


الجنرالات البيض قاتلوا علنا من أجل استعادة روسيا ( روسياهم ) العظمى ، من أجل أملاكهم / ممتلكاتهم ، أرباحهم وامتيازاتهم الطبقية و من أجل رتبهم ونياشينهم ، كان هناك عدد قليل من القوميين الصادقين بينهم ، لكن الجيوش البيضاء كان مهيمن عليها من فوق من طرف الرجعيين ، كانوا نماذجا لضباط ومغامرين فاشيين ، والذين سيظهرون في وقت لاحق في أوروبا الوسطى .
أهداف الحرب بالنسبة للحلفاء في روسيا كانت أقل وضوحا .
تم عرض أهداف التدخل للعالم في نهاية المطاف من طرف المتحدثين الرسميين بإسم الحلفاء ، تلك الاهداف كانت إعلان حرب صليبية سياسية ضد البلشفية ..
في الواقع ، لعبت " معاداة البلشفية " دورا ثانويا . عوامل مثل الخشب في شمال روسيا ، والفحم في الدونباس ، والذهب في سيبيريا و نفط القوقاز كان لها الوزن الأكبر في الميزان . كانت هناك أيضا مصالح امبريالية و على نطاق واسع مثل المخطط البريطاني لفيدرالية ما وراء القوقاز transcaucasienne و التي كان من شأنها أن تفصل روسيا عن الهند وتحقيق السيادة الحصرية للمملكة المتحدة على حقول النفط في الشرق الأدنى [ الشرق الأدنى بالنسبة لبريطانيا ] . المخطط الياباني لغزو واستعمار سيبيريا . المخطط الفرنسي للسيطرة على الدونباس ومنطقة البحر الأسود . والمخطط الطموح لألمانيا للاستيلاء على دول البلطيق و أوكرانيا .

واحدة من أولى أعمال الحكومة السوفياتية ، منذ وصولها إلى السلطة ، كانت تأميم التروستات الاقتصادية الكبرى للإمبراطورية القيصرية . المناجم الروسية ، المطاحن ، المصانع والسكك الحديدية ، وآبار النفط ، وغيرها من المؤسسات الصناعية ذات الأهمية الكبرى ، جميعها أعلنت كممتلكات دولة الشعب السوفييتي .
كما رفضت الحكومة السوفيتية الاعتراف بالديون الخارجية التي اقترضها النظام القيصري ، ويرجع سبب ذلك جزئيا إلى أن تلك الأموال قدمت عمدا لتمكين القيصرية من مواجهة الثورة الشعبية (1).


امبراطورية القياصرة ، بجميع زخارفها الخارجية من ثروة و سلطة ، كانت ( قد أصبحت ) شبه مستعمرة من طرف المصالح المالية الإنجليزو ـ فرنسية و الألمانية . بلغ الاستثمار المالي الفرنسي ما مجموعه 19 مليار و 591 مليون فرنك . المصالح الإنجليزو ـ فرنسية أضحت تسيطر على ما لا يقل عن 72٪-;- من الفحم و الحديد و الصلب ، و على 50٪-;- من النفط الروسي . في كل عام ، تجنى مئات عديدة من ملايين الجنيهات والفرنكات من الأرباح والفوائد و إيرادات أسهم ، من عمل العمال والفلاحين الروس ، لفائدة المصالح الأجنبية المتحالفة مع القيصر .


بعد الثورة البلشفية ، الكتاب السنوي في بورصة لندن لعام 1919، أشار تحت عنوان : " الحسابات الروسية " : الفوائد المستحقة : منذ عام 1918 : متراكمة [أي ما زالت متأخرة ، غير مصروفة أو غير مؤداة ] .
قال أحد أعضاء البرلمان البريطاني ، العقيد سيسيل ليسترانج مالون [le lieutenant-colonel Cecil l Estrange Malone ] ، سنة 1920 ، في مجلس العموم خلال مناقشة ساخنة إلى حد ما حول سياسة الحلفاء في روسيا : " يوجد في هذا البلد مجموعات من الأشخاص ، و يوجد محظوظون [ أعيان أو شخصيات اعتبارية ] ، يملكون المال والاستثمارات في روسيا ، و هؤلاء الناس هم الذين يعملون ، ينسقون ويهتمون بقلب النظام البلشفي ... في ظل النظام القديم ، كان من الممكن لنا الحصول على 10 أو 20٪-;- من خلال استغلال العمال والفلاحين الروس ، ولكن مع الاشتراكية ، فبدون شك لم يعد ممكنا الحصول على أي شيء ، ونؤكد أن جميع المصالح الرئيسية و الكبرى تقريبا لهذا البلد هي بهذه الطريقة او تلك مرتبطة بما يحدث في روسيا السوفياتية " .

" الكتاب السنوي لعام 1918 حول روسيا ، استمر في السرد ، حيث قدر أن الاستثمار البريطاني والفرنسي في روسيا كان في حدود المليار و 600 مليون جنيه " .
"عندما نقول أن المارشال فوش و الشعب الفرنسي يعارضون السلام مع روسيا ، أضاف العقيد مالون ، نحن لا نفكر في الديمقراطية الفرنسية ، ولا في العمال والفلاحين الفرنسيين ، بل في مالكي الأسهم الفرنسيين . دعونا نكون دقيقين جدا في هذه القضية . نحن نفكر في هؤلاء الأشخاص الذين يتوفرون على أموال ومدخرات [ غير شرعية أو سيئة الإدارة : mal acquis ] والتي تقدر بمليار و 600 مليون جنيه والذين غرقوا في روسيا " .

كانت هناك شركة رويال دوتش شل للبترول ـ والتي شملت مصالحها في روسيا حقول البترول في الأورال و بحر قزوين ، و حقول النفط في شمال القوقاز ، الشركة الجديدة للبترول شيباريف Chibarev و العديد من شركات [ تروستات ] النفط الأخرى ، كان هناك التروست الإنجليزي الكبير للأسلحة مترو فيكيرز Metro-Vickers ، مع كروزو ـ شنايدر الفرنسي وكروب الألماني l allemand Krupp التي كانت تسيطر تقريبا على الصناعة القيصرية للعتاد الحربي و الذخائر . كانت هناك البنوك الكبرى من إنجلترا وفرنسا : هووار Hoare ، الأخوين بارينج هامبرز ، كريدي ليونيه ، الشركة العامة ( سوسييتيه جنرال) ، روتشيلد ، و le Comptoir d Escompte de Paris ، و كل هؤلاء ، استثمروا مبالغ ضخمة في النظام القيصري .

" كل هذه المصالح/ الاستثمارات الكبيرة ، يقول العقيد مالون ، متداخلة فيما بينها . و جميعها معنية بمتابعة الحرب في روسيا ... وراء هذه المصالح والممولين الذين يجلسون على الجانب الآخر من الغرفة ، هناك الصحف والمؤثرات الأخرى التي تشكل الرأي العام في هذا البلد " .
بعض الناطقين الرسميين المتحدثين بإسم الحلفاء كانوا صريحين حول أهدافهم في دعم الجيوش البيضاء في روسيا .
السير فرانسيس بيكر ، المدير الأوروبي لل " فيكرز " و رئيس اللجنة التنفيذية للغرفة التجارية الروسية ـ البريطانية في عام 1919 ، خلال مأدبة لنادي روسي ـ بريطانيا ، و التي حضرها الصناعيون والسياسيون الأبرز في لندن ، أخذ الكلمة وتحدث بهذه العبارات :
" نحن نتمنى الفوز للأميرال كولتشاك وللجنرال دينيكين ، وأعتقد أنني لا أستطيع فعل شيء أفضل من أن أرفع كأسي وأطلب منكم جميعا أن تشربوا نخبا في صحة الاميرال كولتشاك و الجنرال دينيكين وفي صحة الجنرال يودنيتش ! روسيا بلد عظيم . أنتم تعلمون جميعا ، و بسبب مصالحكم أنتم على اتصال وثيق بها ، ما هي إمكانات روسيا ، سواء من منظور صناعي أو من منظور الثروة المعدنية ، أو من أي منظور آخر ، لأن هناك كل شيء في روسيا "...

بينما كانت القوات الإنجليزية والفرنسية و الامدادات تهبط في سيبيريا ، كانت نشرة الاتحاد البريطاني للصناعة ، أقوى جمعية للصناعيين البريطانيين ، تعبر عن الفرح بعبارات :
" سيبيريا ! الجائزة الأكثر ضخامة منذ اكتشاف أمريكا توهب للعالم المتحضر! ".

بينما قوات الحلفاء تغزو القوقاز و تحتل باكو ، المجلة التجارية البريطانية " الشرق الأدنى " أعلنت : " أما بالنسبة للنفط . باكو لا تضاهى ... باكو هي أكبر مدينة للنفط في العالم . إذا كان النفط هو الملك ، فإن باكو هي عرشه ! " .
بينما الجيوش البيضاء للجنرال دينيكين ، بمساعدة و دعم من الحلفاء تغزو الحوض المعدني للدونباس ، كان السادة مارتنز و تروسته الضخم [ أي شركته الضخمة ] للفحم الحجري البريطاني ، يقولون في نشرتهم التجارية :
" روسيا تمتلك احتياطيات من الفحم مهمة و معترف بها ، بعدها فقط تأتي احتياطات الولايات المتحدة في المرتبة الثانية . وفقا لتقديرات المؤتمر الجيولوجي الدولي ، فقد يحتوي حوض الدونباس (حيث لا يزال الجنرال دينيكين يواصل عملياته ) على أكثر من ثلاثة أضعاف احتياطيات بريطانيا العظمى وما يقرب من ضعف الكمية التي لدى الولايات المتحدة " .
و في الأخير " البائع المتجول الياباني le Japan Salesman " لخص المسألة : روسيا ب 180 مليون نسمة من السكان ، بتربتها الخصبة التي تمتد من أوروبا الوسطى عبر آسيا إلى شواطئ المحيط الهادئ والقطب الشمالي إلى الخليج الفارسي وإلى البحر الأسود .. تشكل سوقا بإمكانيات لا يستطيع حتى أكثر المتفائلين أن يجرؤ على الحلم بمماثل لها... روسيا ، اليوم بإمكاناتها مجتمعة : مخازن الحبوب مصائد الأسماك ، مناجم الفحم ، والذهب والفضة والبلاتين ، الأغنى في العالم ! ".

الغزاة الإنجليز ـ فرنسيون و اليابانيون جذبتهم الغنائم الوفيرة والغالية التي تنتظر من يغزو روسيا . ومع ذلك ، كانت تحركات الولايات المتحدة مختلطة / ملتبسة وملطفة . السياسة الخارجية التقليدية للولايات المتحدة الأمريكية ، كما عبر عنها ويلسون و وزارة الحرب ، كانت تسعى إلى الصداقة مع روسيا ، التي ستكون حليفا قويا لتغيير موازين القوى ضد الإمبريالية الألمانية و اليابانية . كان الاستثمار الامريكي داخل الإمبراطورية القيصرية ضعيفا ، و لكن بناء على نصيحة من وزارة الخارجية ، أنفقت مئات الملايين من الدولارات في روسيا لدعم نظام كيرنسكي المترنح . واصلت وزارة الخارجية دعم كيرينسكي بل و دعمت ماليا أيضا " السفارة ـ سفارته الروسية " في واشنطن لعدة سنوات بعد ثورة أكتوبر . بعض المسؤولين في وزارة الخارجية تعاونوا مع الجنرالات البيض و مع الغزاة الفرنسيين-الإنجليز واليابانيين .

كان الأمريكي الأبرز الذي لمع مع الحرب المعادية للسوفييت هربرت هوفر ، الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة في وقت لاحق وكان أيضا مشرفا على الامدادات الامريكية .
مهندس تعدين سابق ملحق بشركات بريطانية قبل الحرب العالمية . هربرت هوفر كان قد وضع رساميل في آبار النفط و المناجم في روسيا . النظام القيصري الفاسد المشكل من كبار الموظفين وملاك الأراضي الأرستقراطيين مستعد للمتاجرة بقوة العمل وبثروات بلاده مقابل فوائد أجنبية أو حصة من الغنائم . هوفر كان مهتما بالبترول الروسي منذ سنة 1909 ، عندما تم حفر آبار مايكوب . في ظرف سنة ، حصل على شراكة مصلحية لما لا يقل عن أحد عشر شركة نفط روسية :
الاتحاد / سانديكا نافتيانوي مايكوب Le syndicat Neftyanoï de Maikop .
شركة النفط شيرفانسكي Chirvanski لمايكوب ، شركة النفط ابشيرون لمايكوب ، التروست العام للبترول مايكوب .
شركة النفط لمنطقة مايكوب ، المنتجات المشتقة من البترول والزيوت لمايكوب .
شركة وادي مايكوب .
شركة النفط المتبادل لمايكوب .
اتحاد / سانديكا هاديجينسكي Hadijenski لمايكوب .
شركة المنتجين الجدد لمايكوب .
حقول النفط المجتمعة لمايكوب .

في عام 1922، كان مهندس التعدين السابق متشاركا مع المليونير الإنجليزي الشهير ليسلي أوركهارت Leslie Urqhart في ثلاث مشاريع جديدة أقيمت لاستغلال خشب الامتيازات المنجمية في جنوب الاورال وسيبيريا . ثم شكل أوركهارت مؤسسة روسيا - الآسيوية و عقد اتفاقا مع بنكين قيصريين بموجبه حازت هذه الشركة على الحقوق الحصرية للتنقيب عن المعادن في هذه المناطق . قيمة أسهم هذه الشركة " روس ـ آسيوية " ارتفعت من ما بين 16 و 25 دولار في 1913 إلى ما بين 47 و 50 دولار في سنة 1914 . في العام نفسه ، حصلت هذه الشركة المساهمة على ثلاثة امتيازات جديدة كبيرة شملت : 10 آلاف متر مربع من الأراضي ، و التي كانت تحتوي على غابات ضخمة وشلالات ، و على احتياطي من الذهب والنحاس والفضة والزنك ، قدر بأكثر من 7 ملايين طن .


12 منجم في حالة عمل .
2 معامل ( معملين ) لصهر أو لسبك النحاس .
20 معمل لنشر الخشب .
400 كيلومتر من السكك الحديدية .
2 بواخر و 29 مركب .
أفران الصهر و مطاحن في حالة عمل ، مصافي الذهب و احتياطيات هائلة من الفحم الخ ... القيمة الإجمالية لهذه الممتلكات قدرت بمليار دولار .
في عام 1927 ، هوفر انسحب من الشركة المساهمة " روس ـ آسيوية " . بعد ثورة أكتوبر ، تم إلغاء كافة الامتيازات التي كان هوفر شريكا فيها و المناجم صودرت ( أممت ) من قبل الحكومة السوفيتية . ال " روسو - آسيوية الموحدة " ، إسم الكارتيل الجديد الذي شكله ليسلي أوكهارت ، الشريك السابق لهوفر ، عرض بالتعاون مع الحكومة البريطانية طلبا ب 282 مليون دولار تعويضا عن الأضرار التي لحقت بممتلكاته وعن خسائر الأرباح السنوية المحتملة .

" البلشفية .. هي أسوأ من الحرب " تصريح هبرت هوفر في مؤتمر السلام .


حتى نهاية حياته كان يرغي ويزبد كألد عدو للحكومة السوفياتية . إنها لحقيقة ، و مهما كانت أسبابها و أغراضها الشخصية ، فإن الإمدادات الأمريكية التي دعمت بها الجيوش البيضاء في روسيا والقوات المعتدية لأكثر الأنظمة رجعية في أوروبا ، سعت لتدمير الهبة الديمقراطية التي تفجرت بعد الحرب العالمية الأولى . وهكذا أصبحت المعونة الأمريكية سلاحا موجها ضد الحركات الشعبية في أوروبا (2).

"كل السياسة الأمريكية لما بعد الهدنة ارتكزت على المساهمة في ما يمكن أن يمنع أوروبا من الذهاب نحو البلشفية أو أن تجتاح من طرف مسلحيها [ مسلحي البلشفية ] " من تصريح لهبرت هوفر في وقت لاحق في رسالة الى أوزفالد فيلارد Oswald Villard مؤرخة في 17 غشت 1921 . تعريفه " للبلشفية " انضاف إلى تعريفات فوش ، بيتان ، كنوكس ، رايلي و تاناكا . كوزير للتجارة ، و كرئيس للولايات المتحدة ، و بعد ذلك كقائد للجناح الانعزالي في الحزب الجمهوري ، قاتل بدون كلل ضد إقامة أي علاقات ودية و تجارية بين الولايات المتحدة و أقوى حليف لها ضد الفاشية العالمية ، أي الاتحاد السوفياتي .
التدخل المسلح في روسيا فشل ، ليس فقط بسبب التضامن غير المسبوق و روح البطولة التي أظهرتها شعوب الاتحاد السوفياتي، التي قاتلت دفاعا عن حريتها التي حصلت عليها حديثا ، و لكن أيضا نتيجة الدعم القوي الذي منحته الشعوب الديمقراطية في العالم للجمهورية السوفييتية الفتية . في فرنسا و في إنجلترا ، و في الولايات المتحدة ، وقف الرأي العام بقوة لمعارضة إرسال الرجال والسلاح والإمدادات والمال للجيوش المعادية للسوفييت في روسيا . تم تشكيل لجان للدفاع . خاض العمال إضرابات و تمرد جنود ضد سياسة التدخل لقيادتهم العليا . رجال دولة ديمقراطيون و صحفيون و أساتذة / رجال تعليم والعديد من رجال الأعمال ، احتجوا ضد الحرب غير المعلنة وغير المبررة في روسيا السوفياتية.

السير هنري ويلسون ، قائد الأركان الإنجليزي ، اعترف بصراحة أن سياسة الحلفاء التدخلية كانت غير مدعومة من قبل الجماهير. في 1 دجنبر 1919 ، في الكتاب الأزرق البريطاني ، كتب يقول : " الصعوبات التي واجهتها بلدان الوفاق ، للتعبير عن سياستها اتجاه روسيا كانت مستعصية على الحل في الواقع ، لأنه في أي دولة من دول الحلفاء ، لم يوجد رأي عام كافي لتبرير التدخل ، ضد البلاشفة على نطاق حاسم ، و النتيجة الحتمية لذلك ان العمليات العسكرية كانت تفتقر إلى التماسك والترابط وإلى وضوح الأهداف " .

وهكذا ، فإن انتصار الجيش الأحمر على أعدائه كان في الوقت نفسه نصرا أمميا للشعوب الديمقراطية في جميع بلدان العالم .
أخيرا ، سبب أخير لفشل التدخل كان بسبب عدم وجود وحدة بين الغزاة . المحرضون على التدخل مثلوا ائتلافا للرجعية العالمية ، ولكنه كان ائتلافا دون تعاون فعلي . التنافس بين الامبرياليين مزق التحالف الإمبريالي . البريطانيون كانوا يخشون الطموحات الفرنسية في البحر الأسود والطموحات الألمانية في دول البلطيق ، الأميركيون اعتبروا كضرورة معارضة الأهداف اليابانية في سيبيريا . الجنرالات البيض تشاجروا فيما بينهم حول الغنائم الخاصة بهم .
حرب التدخل ، بدأت سرية لئيمة و غير شريفة ، وانتهت بكارثة ودمار مخزي .
إرثها من الكراهية وانعدام الثقة سمم أجواء أوروبا طيلة ربع القرن الذي تلاها .


انتهى ( الجزء الأول من الكتاب )

ترجمة رفيق عبد الكريم الخطابي : البيضاء في 14 مارس 2015


الإحالات :


(1 ) بعد المذابح الرهيبة ( المعادية للسامية ) والجرائم المرتكبة في ( rgo6 ) ضد اليهود من طرف المائة السود [ المائة السود هي عصابات أنشأها البوليس القيصري لمكافحة الحركة الثورية . كانوا يغتالون الثوريين وينظمون مذابح ضد اليهود ] بتواطؤ مع البوليس السري القيصري ، أناتول فرانس أدان بعنف الدوائر المالية الفرنسية التي استمرت في المصادقة والتوقيع على قروض للقيصرية : " ليكن أخيرا لمواطنينا آذانا كي يسمعوا بها ، يقول الكاتب الفرنسي الشهير ، ليكن في علمهم ، أن مستقبلا كارثيا وقاتما ينتظرهم ، إن استمروا في إقراض المال إلى الحكومة الروسية لكي تستطيع ممارسة القتل و الشنق و التعذيب كما يحلو لها ـ و إعدام أي شكل للحرية و كل وجه للحضارة في كل ارجاء الإمبراطورية الممتدة الشاسعة والتعيسة المكلومة . يا مواطني فرنسا ، لا تعطوا مزيدا من الاموال من أجل بشاعة / إجرام جديد ، لا تمنحوا مزيدا من الملايير كي يصبح إحصاء شهيد الشعب متعذرا " . لكن الأوساط المالية الفرنسية لم تستمع إلى المرافعة العاطفية المتقدة والحماسية لأناتول فرانس . بل استمروا في استثمار الملايين داخل إمبراطورية القيصر .

(2 ) اقتصر نشاط هيربت هوفر ، باعتباره مدير الإغاثة الغذائية طيلة فترة الحرب الأهلية في روسيا ، في الدعم المقدم إلى الجيوش الروسية البيضاء ، بينما منعها عن السوفييتات . مئات الأشخاص ماتوا من الجوع في المنا طق السوفييتية . و عندما اضطر للخضوع أمام ضغط الرأي العام الأمريكي ، هوفر أرسل القليل من المؤن إلى روسيا السوفييتية ، فقد استمر ، بحسب تقرير أحد العاملين في الإغاثة بالشمال الشرقي الذي نشرته النيويورك تايمز العالم في أبريل 1922 ، في " وضع العراقيل أمام جمع الأموال والدعم لفائدة روسيا المهددة بالمجاعة " . في شهر فبراير 1922 ، بينما كان هوفر وزيرا للتجارة ، كتبت النيويورك غلوب ( العالم ) التالي : " البيروقراطيون في وزارة العدل ، ووزارة الخارجية و وزارة التجارة ، ولأغراض دعائية ، يواصلون حربا خاصة ضد حكومة البلاشفة ..الدعاية التي تقوم بها واشنطن تكبر و أخذت أحجاما مهددة .. السادة هوغس ، هوفر و دوغيرتي يفعلون خيرا إن قاموا بتنظيف بيتهم الداخلي ( كل على حدى) قبل أن يصل الغضب الشعبي إلى درجات مرتفعة جدا . الشعب الأمريكي لن يتحمل طويلا بيروقراطية متعجرفة والتي من أجل مصالح حقيرة و مخزية ، وهي مصالح شخصية لهم ، تترك ملايين الأبرياء يموتون .


لائحة المراجع :


من أجل التفاصيل المتعلقة باستثمارت هبرت هوفر في روسيا القيصرية ، ومن أجل توثيق نشاطه المعادي للسوفييت كمدير للإغاثة الغذائية ، الكاتبان اقتبسوا واغترفوا كثيرا من الثلاث سير الذاتية لهوفر :
JOHN KNOX, The great Mistake (La grande erreur )
WLIGGETT,, The Rise of Herbert Hoover (L ascension d Herbert Hoover )-;-
JOHN HAMILL, The Strange Career of Herbert Hoover under two Flags (L étrange carrière d Herbert Hoover sous deux drapeaux).
سنجد التوثيق الشامل حول الاستثمارات الأجنبية في روسيا القيصرية في الخطاب الملقى في نونبر 1920 من طرف الكولونيل سيسيل ليسترانج مالون داخل غرفة الجماعات المحلية . معلومات ومعطيات أخرى موجودة في كتاب الكولونيل مالون ( الجمهورية الروسية )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة