الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظامنا التعليمي بين إعادة انتاج ماهو سائد وبديل التحرر.

زينب حمراوي

2015 / 3 / 22
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


من أهم اسباب تخلف التعليم بالدول العربية هي السياسات اللاشعبية للانظمة العربية فلا تعليم يخدم الشعوب في ظل الانظمة الديكتاتورية التي ترى في النهضة التعليمية والثقافية والعلمية معولا لهدمها .فالتعليم الشعبي الهادف يؤدي الى التفكير العلمي والتفكير العلمي يصب في الوعي السياسي.وهم يعملون بقولة:اذا أردت ان تحكم شعبا فاحكم فكره . ولايمكن السيطرة عليه الا بسياسة التجهيل والتجويع . فالجاهل والجائع لايفكر. مما يعطي تبريرا لمقولة "جوع كلبك يتبعك" في ردة فعلل للدكتاتور عن ظاهرة الاحتجاجات الشعبية التي سادت ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
فالمستوى التعليمي المتدني لغالبية التلاميد أبناء الكادحين على امتداد الأطوار الدراسية. يعكس بالملموس فشل السياسة التعليمية اللاشعبية التي يدهب ضحيتها الاﻻ-;---;-----;---ف من أبناء الشعب المهمش والمقهور. فوزارات التربية الوطنية المتعاقبة مند الاستقلال الشكلي للمغرب تستحق صفر مكعب على انجازاتها الكارثية بل يجب محاكمتها كجزء من آليات النظام السائد في تعميق أشكال الاستغلال والاستبداد . لقد أجهزت المنظومة التعليمية للطبقة السائدة . على كل مكاسب الشعب المغربي مند انطلاق أول شرارة للحركة الوطنية التي وضعت المبادئ الأربع المشهورة من أولويات المطالب . لإقامة تعليم وطني ديموقراطي شعبي. - التعميم - المغربة - المجانية - اﻻ-;---;-----;---جبارية - .في حين استهدفت المدرسة العمومية فتم تفويتها للأوليغارشية والتحالف الطبقي والمقاوﻻ-;---;-----;---ت اللاتربوية في اطار سياسة الريع . فلم تعد المدرسة تقوم بوظيفتها اﻻ-;---;-----;---يدلوجية في إعادة انتاج نفس الهياكل اﻻ-;---;-----;---جتماعية - اﻻ-;---;-----;---قتصادية فحسب . بل تجاوزته الى تحويلها الى مؤسسة لنهب جيوب المواطنين . اضافة الى ما يسرقه التحالف الطبقي السائد من فائض للقيمة اﻻ-;---;-----;---قتصادية . وجباية الضرائب المجحفة المباشرة منها وغير المباشرة . في هجوم فاحش على القدرة الشرائية للمواطن البسيط . في ظل التملص من التزامات الدولة المادية من خدمات حيوية . حسب توجيهات البنوك اﻻ-;---;-----;---مبريالية لتعميق اﻻ-;---;-----;---ستغلال المزدوج .استغلال بورجوازية المحور الامبريالي واستغلال التحالف الطبقي والوسيط المحلي المتخلف.
فالتنشئة الاجتماعية في المجتمعات المتخلفة . والتي تحكم السيطرة عليها الأنظمة الاستبدادية . هي من تزرع فينا مظاهر الخوف كما تزرع الجبن والاتكالية والخنوع والانتهازية والنفاق والعكس بالعكس.....فالطفل يأتي الى الحياة صفحة بيضاء ليتشبع بما هو سائد في مجتمعه من مظاهر اجتماعية وفكرية وأخلاقية وثقافية وفق النمط السوسيو- اقتصادي المهيمن. فحتى "الفلاسفة لاينبثون مثل النبات الطفيلي بل هم وليدي زمانهم"كما يقول رائد الاشتراكية العلمية.وبعبارة أدق "ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي.بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم "
وبديلنا وفق منهجنا العلمي يحتم علينا ألا نعبئ أطفالنا في القوالب الفارغة بمفاهيم لن يدركوها في سن مبكرة قد تفوق إدراكهم العقلي حتى ولو كانت الأفكار التي نحاول غرسها فيهم كبديل ثوري تستقي أسسها من الماركسية - اللينينية.مما يساهم في إعاقة تطورهم العقلي والإدراكي والوجداني . فلن يلبثوا أن يرتدوا .لأن أسلوب الشحن والتعليب سرعان ما يؤدي ألى النتائج العكسية انطلاقا من التجارب التربوية المعتمدة على العلوم التربوية. بل يجب أن نكتفي في المراحل الأولى لتنشئتهم . بتزويدهم فقط بآليات ترجيح العقل والمنطق الجدلي في أبجدياته . انطلاقا من تعاملنا مع الوقائع وتفسيرنا لها بطريقة تتجاوز أسلوب الوعظ والإرشاد . واعتماد تقنية التضمين إنطلاقا من القدوة في التعامل مع أي ظاهرة بمنظور نقدي علمي. يشجع خصلة المبادرة وينمي روح المسؤولية . بإشراكهم في القرارات العائلية . ومن خلال إعطاء القدوة في الالتزام والتضامن والتعاون واحترام رأي الأغلبية .والتعامل مع الآخر. وتقبل الاختلاف ومبدأ النقاش الديمقراطي الهادف . وطريقة وأسلوب الاقناع دون أن ننسى صدقية عملنا وإخلاصنا فيه . والجدية والمثابرة وميزة نكران الذات . وأهمية العمل الجماعي . دون إغفال الوسائل الترفيهية الهادفة . التي تنمي الشخصية . وتقوي الارادة انطلاقا من المنافسة الشريفة في الرياضات . والفنون التي تصب في تطويرالحس الانساني .وقيم الحب والتسامح وصقل المواهب تنمية للذوق الرفيع . من موسيقى ومسرح وسينما وآداب عالمية .مع نبذ الفكر الخرافي والدجل وكل ما يسئ الى الحضارة ويعرقل التطور الانساني مع تشجيع التحصيل الدراسي وغرس روح الفكر العلمي وملكة العقل........ولن يتم ذلك دون توجيه يومي ونقاش مستمر . خصوصا باستغلال فترات الجلوس على المائدة أثناء فترات الوجبات الغذائية . وأمام التلفاز وأسلوب تعاملنا الديموقراطي في المنزل . ومع الأسرة والمحيط العلائقي .وفي فترات التنزه والاستجمام . هكذا فبسلاسة يمكن أن نمرر البديل لما يكتسبه الأبناء من سموم الأجهزة الإديلوجية السائدة . فيكتسبون على العكس من كل ذلك بمناعة ضد التربية التي تهدف إلى إعادة انتاج العلاقات الاجتماعية - الاقتصادية - الثقافية السائدة . حتى يتسنى لهم التعامل معها كضرورة وجودية انطلاقا من الحس النقدي والملكة العقلية وشق طريقهم بنجاح نحو الغد الأفضل والأسمى والأرقى والأجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة