الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية .....بغدادية

حامد الزبيدي

2015 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حكاية ... بغدادية
اللكلك علا وطار .....وكر في بيت المختار ...البغداديون كانوا يعرفون ان اللقلق (اللكلك) لا يبني عشه الا في المناطق العالية المرتفعة كالمأذن والاديرة وبعض البيوتات العالية ...وكانت هي الابنية العالية في ذلك الوقت ... وانسحب هذا المفهوم على ذوي المكانة الاجتماعية والاخلاق الراقية ...وكعادة العراقيين لازم يشبهون ويقارنون ... فكانوا يتندرون حينما يرون احد المتواضعين يترفع على الناس ويشيل خشمه (اي يتكبر على الناس ) كونه اصبح مسؤل شعبة او قسم او توظف بالدولة وصار افندي ولبس السدارة .... هاي شنو يابه صاير لكلك واحنا مندري ....؟ في احد مواسم الانتخابات .........................................................................................
ترشح عن محلتنا شخصيتان للانتخابات النيابية ...احد هؤلاء كان الناس يسمونه الباشا لا لانه باشا حقيقي ولكنه كان طويل مهيب وذا خلق وادب جم وعفة يد ونظافة لسان. اضافة الى انه من عائلة معروفة ومرموقة و ذات صيت وجاه وتاريخ مجيد وسمعة طيبة ....اما الثاني فلا يعرف له ولعائلته جاه او مال او حسب اونسب لكنه سكن المحلة منذ فترة وتوفق في مجال المقاولات ويطمح الى الترشح لمجلس النواب ....ولما كان يريد باي شكل من الاشكال الفوز ...ذلك انه يدرك ان خصمه ذا هيبة وكريزما واصل وفصل ...فعمد الاخير الى انه اذاع ان جميع رواد المقاهي الاربعة الموجودة في المحلة بامكانهم تناول مشاريبهم من الجاي والحامض والنركيلة ... على حسابه لمدة اسبوع واصلة ...وفي اليوم الثاني هلت على المقاهي الاربعة صواني البقلاوة والزلابية وقد اوصلوها صبيان الحاج جواد الشكرجي ....لتوزع مجانا على رواد المقاهي الاربعة ....فشهدت المقاهي ازدحاما شديدا وهرج ومرج ....وفي اليوم الثالث ....حضرت فرقة المربعات البغدادية لتحل في المقهى الكبير لتطرب الحاضرين من الرجال والشباب والاطفال والنساء اللواتي اكتفين بالتفرج من على السطوح القريبة ... ليشاركن ازواجهن واولادهم بين الحين والاخر بالزغاريد البغدادية العذبة وكانت اطلالتهن كالنجوم يلمعن في السماء الصافية .... وقد استمرت هذه الفعاليات لمدة اسبوع دون ان يحرك المرشح الاخر(الباشا) ساكن او ان يعلق لافتة او يدعوا الى اجتماع ...فاغاظ هذا التصرف المرشح الاخر فما كان منه الا ان يلجأ الى اسلوب اسقاط الهيبة عن الباشا غريمه في الانتخابات ... فطلب من فرقة المربعات قبل يوم الانتخابات ان تتجول الفرقة بين الازقة ويرددون اغنية .... (الباشا طوله طول الكلك ....ولمن يمشي يتزحلك) . ......كان الباشا يضحك عندما تمر الفرقة بالقرب من منزله....ويردد اطفال ابنائه معهم المربع ..... (الباشا طوله طول اللكلك .....ولمن يمشي يتزحلك )..... يرددها مع نفسه ويضحك ويهز راسه قبل ان يتوجه لغرفته ليستمع الى الراديو ... جاءت نتيجة الانتخابات كاسحة لصالح الباشا ......اما المرشح الاخر فقد انتقل الى محلة اخرى ولم يسمع عنه احد ...الا انه لفترة طويلة حينما كان يذكره الناس كانوا يسمونه اللكلك .....؟؟؟ في حين بقى الباشا باشا بتصرفاته و اخلاقه وتعامله مع الناس ....؟
حامد الزبيدي
22/3/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تخفق في إبقاء قواتها في النيجر بعد فشل المحادثات بين


.. مصطفى البرغوثي: ما حدث اليوم يمثل نهاية عصر الحصانة لإسرائيل




.. جوزيب بوريل: الدول التي صدقت على النظام الأساسي للمحكمة ملزم


.. مانشستر سيتي بطلاً للدوري الإنجليزي للمرة الرابعة




.. حكومة الحرب الإسرائيلية تبحث مقترحاً لاستئناف مفاوضات صفقة ا