الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما للعراق

مصطفى حسين السنجاري

2015 / 3 / 22
الادب والفن


ما للعراق
الأمسُ ماتَ لِبَـثِّ الـرّوحِ فـي غَـدِهِ=ما للصّباحِ تَوارى خَلْـفَ مَوْعِـدِهِ.؟
لا نُورَ في الأفقِ بالبُشـرى يُطالِعُنـا=كالحَرفِ مـاتَ علـى أوداجِ مُنْشِـدِهِ
ما لي أرى وَطَنـي غـارَتْ مَباهِجُـهُ=عـاثَ الزمـانُ بـه كالطّفـلِ فــي دَدِه
وللخَـريـفِ عـلـى أغصـانِـهِ شَـغَـبٌ=فـبـاتَ قَـفـراً مــن التّأيـيـه والـنَّــدَهِ
تَلْـهـو بـأرجـائِـهِ الأسْـقــامُ عـابِـثـةً=حتّى انحَنى ضِلعُـهُ كالمُجْهَـدِ الكَـدِهِ
والجـوعُ يجـأرُ سَبْعـاً فــي بَـيـادِرِهِ=وفي جُحور الفلا فَيّـاضُ ُ مَـورِدِهِ
وَيْـحَ العـراقِ ألـم يُنجـبْ أخـا ثِـقَـةٍ=يأتي.. وسَعدُ العراقيّينَ في يَدِهِ..؟؟
ال(كـلُّ) يَطبُـخُ مـا يكـفـي لحاشِـيَـةٍ=مـنْ للعـراق جميعاً..طَبـخُ مَـوقِـدِهِ؟
ها هُم يُريدون تقسيـمَ العـراق ولـمْ=أجـدْ سِـوى كُــلِّ بــاغٍ فــي تَـمـرُّدِهِ
عافَ العراقَ على ما فيهِ مِن مِحَـنٍ=لـــمْ يـنْـشَـغـلْ بــالُــهُ إلاّ بـمَـقـعَـدِهِ
دَعِ العراقَ وخُذْ ما شِئْتَ من علَـفٍ=إنْ كنـتَ تُؤمِـنُ بالمَـولـى وأحـمَـدِهِ
هـذا العـراقُ وهَـمُّ الشّعـبِ وَحـدَتُـهُ=توحـيـدُ ربّــكَ يَسـمـو فــي تَـوَحُّـدِهِ
ما قيمةُ الدِّينِ والإيمـانِ فـي وطـنٍ=إنْ عــاثَ مُؤمـنُـهُ يـومـاً كَمُـلـحِـدِهِ
كالذّئـبِ يَبْطـشُ إنْ أدمَـتْ نَـواجِـذُهُ=هلْ يجعلُ الذئبَ ذئباً غيرُ مَقصَـدهِ؟
حتى اليَهوديُّ يأبـى شَعْـثَ موطِنِـهِ=إن كـانَ أغـراكَ شـيءٌ مـن تَهَـوُّدِهِ
مَــنْ كــانَ ذابـــحَ أهـلـيـهِ مُـهَـنّـدُهُ=لا بــاركَ اللهُ فــي مَسْـعـى مُـهَـنَّـدِهِ
ليسَ العـراقُ بعيـراً قـد حَظيـتَ بِـه=وَرِثْـتَــهُ مـــن أبٍ ثــــاوٍ بـمَـرقَــدِهِ
تـأتـي عـلـى لَـحْـمِـه إرْبـــاً تُـقَــدّدُهُ=ولَـحْـمُــهُ لاعــــنٌ كَــفَّــيْ مُــقَــدِّدِهِ
هذا العراقُ حَضاراتٌ بها ازدهَـرَتْ=مَواطـنُ الفخـرِ مـن أضـواءِ فَرقَـدِهِ
لو جُرّدَ المجدُ مـا جـادَ العـراقُ بِـهِ=لعـاشَ شـروى يتـيـمٍ مــن تَـجَـرّدِهِ
حَيّوا العـراقَ وحَيّـوا رافِدَيْـهِ علـى=عَذْبِ الفراتِ ، وحَيّوا نَخْـلَ مِربَـدِهِ
السُّومَريُّـونَ شـادوا ألــفَ مَلْحَـمَـةٍ=مــن بَعـدِهـم أكــدٌ خَـطّـوا بـفَـدْفَـدِهِ
وبـابـلٌ طـــرَّزوا بـالـعِـزِّ مجـدَهُـمـا=كالشعر يحلـو علـى نجـوى مُـرَدِّدِهِ
آشــورُ ثــمّ يـــدُ الـكِـلـدانِ دَشّـنَـهـا=بروعَـة ِالفـنّ يَزهـو فـي تَـجَـدُّدِهِ
حَيّوا الحَضـارةَ فـي أبهـى مَعالِمِهـا=فــي أفقِـهـا وطَـنـي ســامٍ بمُـفْـرَدِهِ
فـي كـلِّ شِبْـرٍ يُغَنّـي المَجْـدُ أغنـيـةً=يحبو الزمانُ عليهـا حَبْـوَ مُنْسَـدِِهِ
حَـيّـوا الـمــآذنَ بالتكـبـيـرِ مُـثـمـرةً=تَمِيْزُ هاديَ قلـبٍ مِـن مُعَرْبِِـدِِهِ
حَيّوا الكَنائسَ والأجـراسُ صادحـةٌ=ترجُـو رِضـا رَبِّهـا قُرْبَـى تَــوّدُّدِهِِ
حَيّـوا العـراق يَـدُ الإسـلامِ صافَحَـهُ=فكان أوفى جَناناً في تجنُّّّّدِهِ
حَيّـوا عَليّـاً يَلمُّ الشَّعـثَ فــي نَـجَـفٍ=حَيّوا الحُسينَ ، وحَيّوا طُهْرَ مَحْتِدِهِ
حَيّوا أبا الفَضْـلِ والإيثـارَ فـي دَمِـهِ=زهـا الحُسَيـنُ بـه مـن يـوم مَـولِـدِهِ
حَيّوا الجَوادَينِ فـي بغـدادَ قـد رَقَـدا=جادا على الدهـرِ مـا شحّـا بأجْـوَدِهِ
والعَسْكَرِيَّيْـنِ فـي سامـرّةَ احْتَـشَـدا=بَـحْـرانِ مــن ألــقٍ كُـــلٌّ بمَـشْـهَـدِهِ
حَيّـوا إذا جئـتَ بغـداداً تَطـوفُ بهـا=أبـــا حَنـيـفـةَ مَــزْهــوّاً بـمَـسْـجـدِهِ
حَيّـوا الفقيـهَ فتـى كيـلانَ مـن عَلَـمٍ=شَـدا الـرُّواةُ ببـعـضٍ مــن تَهَـجُّـدِهِ
حَيّوا الرشيدَ ، ومنصورٌ لـهُ سلَـفٌ=تبـغْـددَ العـلـمُ فيـهـا مِـــن تـبَـغـدُدَهِ
حَيّـوا الخليـلَ لسـانُ الضّـادِ يذكُـرُهُ=والشعرُ يُعـزى إليـه فضـلُ سـؤْدُدِهِ
حَيّـوا معـي المتنـبّـي فــي روائِـعِـهِ=كَــمْ لَقَّـمَـتْ حَـجَــراً أوداجَ حُـسَّــدِهِ
آثــارُ مــن رَحَـلـوا لــلآن شامـخـةٌ=فـي كُـلِّ شبـرٍ سِــراجٌ فــي تَـوَقُّـدِهِ
هَـلا اقتَدَيْتُـم ببعـضٍ مـن فضائلِهـم=مـا عـاد إسـلامُ عَـبـدٍ فــي تَشَـهُّـدِهِ
سَنُّـوا لكـم للمَعالـي ألـفَ شاخِصـةٍ=هــلْ يَقـتـدي نـاصـحٌ إلاّ بـمُـرشِـدِهِ
كيـف السَّبيـلُ إلـى توسيـع دَولَتكـم=إذا سُليـمـانُ ينـفـي فـضـلَ هُـدْهُـدِهِ
وتنـكِـرونَ تراتـيـلَ الـربـيـع عـلــى=حُقـولِـكـم إذْ تـجـلّـتْ فـــي تَـــوَرُّدِهِ
من ذا يُذيبُ جليـداً ضـجَّ فـي دمِكُـم=أَحَـرُّكُـم مـثـلُ قُـطْـبٍ فــي تَـجَـمُّـدِهِ









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو


.. أون سيت - أول عرض | فيلم النمر والأنثى مع إنجي يحيى




.. أون سيت - محمد ثروت بيحكي عن الجزء الثاني من فيلم بنك الحظ