الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسئلة اقل، فلسفة اقل

عقيل صالح

2015 / 3 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لماذا تفرد بومة أثينا جناحيها بعد الغسق؟ لماذا تتأخر في التحليق؟. تحليق اقل، حيز اقل. اسئلة اقل، فلسفة اقل. ما هي حدود الفلسفة؟ الى اي مدى يمكنها ان تحلق؟ هل يمكن سجنها في قفص معين، ومحدد؟ فلسفة، وفلسفة، الحديث يتعاظم حولها، ولكن اية فلسفة؟

الأجوبة، الجاهزة، المانعة، ليست من تخصصها، انها ليست علم العلوم، وليست الحقيقة الشاملة، وحتماً ليست حكم التاريخ. الاسئلة، هي تخصصها، ان عملية تعديل وتشذيب السؤال، هو واجب الفلسفة، ان تطرح اطروحات، وان تشكل النظرة الاساسية، حول هذا العالم.

عند العلوم لا تكتسب الفلسفة صفة العلمية، من دون ارتباطها بأي علم. تتحول كل فلسفة من دون علم، الى فلسفة تأملية جوفاء، وكذلك، اي علم من العلوم، لا يرتبط بفلسفة، فلا معنى له. ان الفلسفة موضوعها العقل، واما ان يكون هذا الموضوع، يتبع الموقف المادي او المثالي، وبذلك، العالِم، لا بد ان يتفلسف، اما مادياً، او مثالياً.

الفلسفة في الحاضر، قد عادت الى التأملية، وفي هذه العودة، تناقش افكاراً كبيرة، وتأثيراتها في العالم المعاصر، بل اعلنت الفلسفة، ان “الكل” لا معنى له، ونحن في عصر الجزء، ولا يمكن معرفة الكل بشكله التام، واصلاحه هو من اليوتوبيا، سردية طويلة، لها بداية ونهاية، بينما الجزئيات هي الاجدر، في التحليل والاصلاح. هذا الوضع الحزين، في محاولة تأويل الواقع، من خلال الفلسفة، من دون علم، بل في غاية التفلسف، وحب السفسطة، او غريزة التفلسف (نيتشة).

الشمولية الفلسفية غير مقبولة، ايّ بوصفها علم العلوم، والجزئية الفلسفية غير مقبولة كذلك، بوصفها تحليل الجزء، بشكل عائم هائم. ان للمنطق، او الفلسفة، موضوعاً فلسفياً محدداً، وهو العقل. المناطقة القدامى، وجدوا في الفكر واللغة، كلية شمولية - كونية، ان الكلية تتجسد فيها الفكرة «هيجل»، وان هذه الكلية، هي فكرية محضة. وفي قلب هذا المنطق، الديالكتيكي، وجدنا ان اللغة والفكر، رغم بنيتهما الخاصة، هما نتاج لوجود مادي، واقعي كلي، معين. ان نشاط الفرد في المجتمع، هو الذي يفرز النمط الفكري، النشاط هو ليس نتاج الفكر، بل العكس تماماً «ماركس».

العقل، اذن، سواء بمفهومه المادي او المثالي، هو مثالي بطبعه، لأنه في لحظيته، يفكر ويتلقى، انه يفكر هذا يعني انه مثالي، التفكير في حدود التفكير، وتلقي التركيب من ثقافات وايديولوجيات، تؤكد على هذه المثالية، ان الانسان ايديولوجي بطبعه، اي مثالي بطبعه. ان المادية شاذة عليه، لهذا يحتاج الى تثوير منطقي ليكون مادياً، يبدأ بالمثالية، هذه اللحظية، بمفهومها الهيجلي الفينمولوجي، هي ايديولوجية، عندما يفتح المرء عينيه، الوجود ليس وجوداً محضاً، بل مغلفاً، في سلسلة من الرمزيات متخيلة، تؤسسه، وتسميه وجوداً، وتصنف الاشياء، على نحو ذاتها. العقل، والتمنطق، دائماً مثالي، يفهم الامور بمنطقه، وبالمنطق الفكري السائد، الذي يصنفه، ويشخصنه، بحد ذاته، في تحديده كذات، انه «عقل»، «انا»، «هذا هو»، الخ.. ولهذا يغلب عليه، باللغة الفلسفية، الصفة المثالية - الايديولوجية.

من الطبيعي ان تكون اسئلة العقل، اسئلة مثالية، اسئلة ايديولوجية. تسأل عن البداية، والمستقبل، والنهاية. عن الاصل، والعلة، والسبب. الفلسفة، او المنطق، لا تجيب عن هذه الاسئلة، لأنها ليست من اختصاصها، الفلسفة تطرح اطروحات، من خلال وجهة نظرها، في علاقتها مع العلوم، اما ان تكون هذه الاطروحات، مادية او مثالية. ولكنها، في نفس الوقت، لا تقمع هذه الاسئلة، انها توجهها، في تحولاتها، وتشكلاتها، الى ان تكون لها اساساً صحيحاً، في تأسيس السؤال الصحيح.

السؤال الصحيح، يستمد صحته، من ماديته، اذ كان السؤال غير مادي، فإنه سؤال خاطئ، هو سؤال ذهني، ووجوده، من خلال الفلسفة المادية، مادي. كذلك، سؤال الفلسفة، هو ليس سؤالاً هائماً، فوق الفضاء، يترنح بجماله وجبروته، يتبجح بقدرته، اللانهائية، في طرح المشاكل، بل خلقها، يفرد جناحيه فرحاً مرحاً. الفلسفة هي ابليس في شكله النظري.

لهذا المنطق، اذا كان لوحده، يتمنطق وينفصم، فلا معنى له، انه يخلق مشاكل، بفعل فتنة السؤال، ولكنه، في تكوينه، مرتبط بالعلوم، ان تكون الفلسفة، المادية تحديداً، موقف العالِم: التاريخ «المجتمع»، او الاحياء، او الكيمياء الخ.. ان العالِم فيلسوف كذلك، اما يكون مادياً او مثالياً، بل البشر، جميعهم، فلاسفة عفويون، اي فلاسفة مثاليين. نتعرض الى نظام رمزي بديهي، يشكل واقعاً خيالياً، اي ايديولوجيا مثاليا. تنعكس هذه العملية في بلورة فلسفتنا العفوية «المؤدلجة»، والسؤال، بالتالي، يتشكل تبعاً لذلك كله.

فالفلسفة ليست جواباً، او حواراً ما بين الاجوبة، انها لا تمتلك اي جواب، هي تطرح، اطروحات معينة، في محاولة تعديل التوجه الرئيسي للعلوم، لا سيما علم التاريخ. وفي تعديله، تُسوره، بقوتها، وبمحدودية وظيفتها، من التغلغل الايديولوجي.

فمثلاً، في علاقة الفلسفة بعلم التاريخ، لم يتغير السؤال الفلسفي وحسب، بل، تغيرت وظيفة الفلسفة ايضاً، فالصلاحية المطلقة، الهيجلية، المعرفة الكاملة، علم العلوم، الروح الشاملة، انتهت. واصبح من واجب الفلسفة تغيير العالم «ماركس: اطروحات حول فيورباخ»، كمنطق يستند الى علم، حيث تم تطبيق هيجل مقلوباً على ريكاردو وسميث.

لم يكن فيخته على خطأ عندما قال: «اختيار المرء للفلسفة يعتمد على اي نوع من الاشخاص هو»، ويمكننا القول، ان اختيار العالِم لأي فلسفة، يحدد، في اغلب الاحيان، توجه علمه. على العالِم ان يختار، ما بين فلسفة ايديولوجية، لم تتجاوز الايديولوجيا السائدة، لم تتجاوز الانظمة الرمزية لعقلنة ظروف علاقات الانتاج القائمة، لم تتجاوز، البديهيات الكونية. او فلسفة علمية، تم تثوير وظيفتها، تعمل يداً بيد مع العلوم، ليس لها القوة الاسمى، ليست الحكم على اي شيء، ولكنها تفرض منطقاً خاصاً، منطقاً مادياً ديالكتيكياً في العلوم، ولهذا لم يخطأ لينين عندما قال ان العالِم لا بد ان يكون مادياً ديالكتيكياً، اي يتبع منطق نظرية المعرفة فلسفة الماركسية اللينينية. وهنا تكمن الثورة الماركسية في الحقل النظري، انها اكتشفت علماً «التاريخ» وفلسفةً «الديالكتيك المادي»، تطبيق هيجل مقلوباً على ريكاردو وسميث، هذه الفلسفة تدرك حدودها ضمن علاقتها مع العلم التاريخي، فلا تتجاوزه. بينما الفلسفة، التي تتوق الى العودة، ما قبل اكتشاف علم التاريخ، واحياء جثث استشهدت، والتي من دونها، يصعب على هذا العلم ان يتأسس، وتحاربه، على اساس انه غير علمي، وتعلن ان لها الحق في ان تقرر مصير هذا العالم.

كل ما هو إنساني في الفرد، كل ثقافة تميزه كنوع، عن باقي الانواع، حصراً يعود الى التطور الاجتماعي له. كل ميزة، تؤسس للإنسان، إنسانيته، هي عائدة الى التطور الاجتماعي - الاقتصادي. بالتالي، النظرة المادية، تؤكد على هذا، المادة هي اساس التطور البشري. ان الشمس، والكواكب، والمجرات، موجودة، بغض النظر عن وجود الانسان او لا. ولكن المادي والمثالي يدرك هذه البديهية، الفلسفة الثنائية ادركت هذه الحقيقة، كذلك الواحدية. سبينوزا، وكانط، وفيخته، وهيجل، ادركوا، حقيقة وجود «فكر» و»واقع»، ايّ ادراك لوجود العالم الخارجي.

لكن الموقف المادي من الفكر، او موقف الفلسفة المادية «المادة هي تصنيف فلسفي - لينين»، اعتمد على شكل مختلف، وهو وحدة الانسان بالطبيعة «فيورباخ»، ويزيد ماركس، ان الفكر يتجلى، في وحدة الانسان بالطبيعة، والمجتمع، والتاريخ.

هكذا تتأسس ذهنية الانسان، في نقل الواقع الموضوعي، او ترجمته بل يدخل الذهن، في علاقة مسبقة، من حيث بنيته، اللغوية والنفسية «الوعي واللاوعي»، في علاقات محددة مع هذا الواقع الموضوعي. علاقة الابنية النفسية ببعضها البعض، المتخيل والرمزي بالواقعي، في تطوراتها وتجليتها.

ذهنية الانسان، تتأسس، في علاقتها الحصرية مع البناء الاجتماعي الكلي، حين يدخل الذهني في علاقة، ووحدة، مع الطبيعة والمجتمع «التاريخ». الانسان لن يتمكن من التفكير لولا وحدته مع المجتمع.

الفلسفة، اذن، موضوعها العقل، تاريخ انتاج المعرفة، وفصل ما بين الايديولوجي والعلمي، في فهمها موقع الذهن من وجهة نظر مادية، ايّ استناداً الى الفلسفة المادية المعاصرة، المادية الديالكتيكية، بمعنى انها تكتسب صفة المنطق السليم لتوجيه البحث العلمي. ان كتاب «رأس المال»، بوصفه كتاباً علمياً موضوعه التاريخ «البناء التحتي، السلعة، قوى الانتاج، علاقات الانتاج، الصراع الطبقي، الخ..»، استمد قوته من المنطق الديالكتيكي المادي، الديالكتيك حاضر دائمآً في «رأس المال».

يظل السؤال قائماً، هل اعادة توجيه السؤال يقع في قمع الاسئلة غير الصحيحة؟، هل يحق لنا ان نضع «X» فوق الافكار التي تبحث عن الاصل، والمستقبل، والنهاية، والعلة؟ لماركس الشاب، في 1842، اجابة: لنفهم اي فكرة، لا بد من فهم نشوئها، وظروف هذه النشأة. ولنفهم السؤال، رغم فتنته الشيطانية، لا بد من ان نفهم، الارض التي مهدت لظهور هذا السؤال، من اية وجهة نظر ينطلق السؤال؟ لصالح اي طبقة؟ هل هذا السؤال ايديولوجي؟. اي يخضع السؤال لنظرة الفلسفة المادية، ما هو الموقع المادي للسؤال؟.

ما لم يتم تعديل موقفنا من الفلسفة، اي ازالة المفهوم القديم لها، مفهوم ما قبل اكتشاف علم التاريخ، سنجعل منها قوة مطلقة، غير قائمة على اي علم، تعتبر نفسها، علم العلوم، فوق كل علم، اعلى مرحلة فكرية يمكن للبشر الوصول اليها. هكذا السؤال الفلسفي نفسه، يخضع لمثل الموقع، هل يخدم تقدم العلم الذي يعلنه، ام اعادته، الى ازمنة ما قبل اكتشافه؟.

كُتب فوق بوابة اكاديمية افلاطون: «لا تدع الجاهل بعلم الهندسة يدخل»
. نكرر هذا الاعلان بقولنا: «لا تدع الجاهل بعلم التاريخ يتفلسف».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية من القلب
حميد خنجي ( 2015 / 3 / 22 - 13:38 )
عرض وتحليل عميقان
هل انت الآن مسؤول الصفحة؟

اردتُ قبل فترة ان اتصل فيك، لكني ضيعتُ رقمك

تحياتي


2 - في الفلسفة
فؤاد النمري ( 2015 / 3 / 23 - 12:02 )
في العام 97 إجتمع في كلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن 15 فيلسوفا من شتى المدارس لينظروا فيما بعد الماركسية
قرأت معظم أوراقهم المحشوة بأفكار فلسفية معقدة ومعظمها فاقد الدلالة، كتبتُ عن بعضها وسأكتب عن الاخريات
لم يتحدث أحد من هؤلاء الفلاسفة المفلسين عن الإنتاج وعلاقة العمال بالإنتاج
قضية ماركس هي الإنتاج وعلاقات العمال بالإنتاج فما دخل ماركس بهذا اللغو الفارغ !؟
المادية الديالكتيكية لا تقع في إطار الفلسفة أو دائرة الفلسفة بل انتقلت إلى دائرة العلوم وقبرت كل الفلسفات السابقة وليس خطأً أن أقول واللاحقة
المادية الديالكتيكية هي قانون فيزيائي لا تصمد في مواجهته أية فلسفات
هي بحاجة إلى أبحاث فيزيائية وليس إلى أية فلسفات
الأزمة المتفاقمة الماثلة اليوم لا علاقة لها بأية فلسفة ولن يعالجها كل فلاسفة الأرض
الذين انقلبوا على الاشتراكية السوفياتية في الخمسينيات لم يستخدموا الفلسفة في الانقلاب ولسنا بحاجة للفلسفة كي نتبين الطبيعة البورجوازية الوضيعة لأولئك المجرمين


3 - العلم والفلسفة
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 3 / 23 - 13:11 )
يقول كاتب المقال: اي علم من العلوم، لا يرتبط بفلسفة، فلا معنى له
ليس هناك ما يسند هذا القول الجارف في تاريخ العلوم الطبيعية والرياضية. أنا لا أتكلم طبعاً عن الزعم (الكشكوش) أن كل علماء الطبيعة يعتنقون الفلسفة المادية (وماركسيو الفول والشعير يقولون: المادية الديالكتيكية) رغماً عنهم


4 - الكشكوش الديالكتيكي
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 3 / 23 - 16:54 )
يقول فؤاد النمري (2): المادية الديالكتيكية هي قانون فيزيائي
سؤالي إلى فؤاد النمري هو: في أي كتاب من كتب الفيزياء وجدتً ذلك مكتوباً؟


5 - الأستاذ يعقوب
موسى راكان موسى ( 2015 / 3 / 23 - 18:06 )
تحية طيبة ,

صودف أني قبل فترة ليست ببعيدة , كنت جليس جدل بين مجموعة من زملاء الدراسة تتناقش [العقلية] لدى العسكر و الأمن في الدول العربية , و طُرحت جملة (( أن الملوك و الرؤساء العرب عند هذه العقلية هي بمكانة الآلهة )) .. فإعترض أحدهم قائلا : هذا فقط في سوريا لأنه قد ظهر في مقطع فيديو عسكر يجبرون ضحية سيئة الحظ على قول {لا إله إلا بشار} و أن يسجد لصورته ,

و حين قيل له أن صدام حسين و غيره من ملوك و جملوك _من الملكية و الجملوكية_ هم بذات المكانة عند عسكرهم و أمنهم .. قال : ما لم أجد مقطع فيديو أو نص صريح صادر من أمني أو عسكري يصرح بألوهية صدام و غيره من ملوك و جملوك .. فكل إدعاء بألوهيتهم عند الأمن و العسكر هو إدعاء باطل بالنسبة لي ,

طبعا لا يؤاخذ هذا الزميل [التجريبي] .. فهو ينطلق من فهم سطحي و ساذج جدا , و لا مانع أن يكون المرء تجريبيا .. لكن المهم أن يكون واضح السلوك و معلن عنه بكل أريحية ,

أولا تتفق معي أستاذ يعقوب ؟


6 - إلى موسى راكان موسى - تعليق رقم-4
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 3 / 23 - 20:26 )
رغم أنني حاولتُ جاهداً أن أفهم ما ترمي إليه في نهاية الأمر ولم أنجح - جوابي هو: نعم أتفق


7 - الى الرفيق العزيز حميد خنجي
عقيل صالح ( 2015 / 3 / 24 - 11:58 )
اهلاً رفيقي،

اي صفحة تقصد ؟ انا لست مسؤولاً عن اي صفحة ..

رقمي هو 33413777

تحياتي ..


8 - الى الرفيق العزيز فؤاد النمري
عقيل صالح ( 2015 / 3 / 24 - 12:13 )
اتفق معك .. النزعة اليسارية تحاول ان تجعل من الفلسفة حلاً لكل شيء، بل تتجرأ في اعلانها ان الماركسية ليست علماً.

ولكن لا اعتقد ان الماركسية تخلو من منطق او فلسفة، حيث كل علم، حسب الماركسية اللينينية، له فلسفة او نظرة كونية محددة.

لهذا يقول لينين في كتابه ( المادية والنقد التجريبي) : هل يدرك المحاضر ان المادية الديالكتيكية هي فلسفة الماركسية ؟
ويقول ستالين كذلك في كتابه ( الاشتراكية ام الفوضوية) : الماركسية ليست نظرية الاشتراكية وحسب، انها نظرة عالمية، نظام فلسفي، (...) هذا النظام الفلسفي هو المادية الديالكتيكية.
ويقول ماركس في ( اطروحات حول فيورباخ) ان واجب الفلسفة يقع في : تغيير العالم.

المتمركسون يحاولون تجريد علمية الماركسية باعلان انها فلسفة، بينما الماركسيون اللينينيون يقولون ان الماركسية هي علم التاريخ ( الانتاج- وعلاقات الانتاج : كما تفضلت)، وهذا العلم يحكمه منطق ( او فلسفة) وهو الديالكتيك المادي..

يبدو لي وفقاً لأدبيات الماركسية اللينينية ان الماركسية مكونة من علم وفلسفة..
لك خالص احترامي وتحياتي


9 - الأستاذ يعقوب
موسى راكان موسى ( 2015 / 3 / 24 - 17:20 )
حسنا إتفقنا _و إن كان إتفاق [حذر]_ ,

الجلسة كلها كانت تتناول [العقلية] .. و سواء أولئك القائلين بالشمولية العقدية الإلهية تجاه الرئيس أو الملك من قبل العسكر و الأمن .. أو هذا الزميل الذي كان أكثر حذر من الوقوع في شمولية مفرطة : جميعهم تجريبيين ,

و أعتقد أستاذ يعقوب توافقني أن الجدل (أو الدراسة) الجدّية (أو العلمية) تبدأ بتفكيك [العقلية] موضوعيا لا ذاتيا .. بمعنى آخر [الماهية] الكامنة (أو الباطنية) لا [العقلية] الظاهرة (أو الظاهرية) , فمن السذاجة حقا أن تقتصر رؤيتنا تجاه العسكر و الأمن في رؤيتهم للرئيس أو للملك ك (( إله )) .. هكذا فقط , حتى الصادقين منهم في هذه الوثنية , فليس مهما لنا أن نعرف هل يعتبرون الرئيس أو الملك (( إله )) أم لا ؟ أو لماذا يعتبرونه كذلك أو لم لا ؟ .. بل ما هي [ماهية] (الحقيقة) أو السببية الكامنة في موقفهم [أيا يكن .. و لا يقتصر ذلك على التأليه] من موقعهم .


10 - الأستاذ يعقوب .. يتبع
موسى راكان موسى ( 2015 / 3 / 24 - 17:21 )
و كذلك أعتقد أستاذ يعقوب أنك توافقني _و إن كان الحذر حاضرا_ : أنه ما دام بإمكاننا أن نتناول ما سبق ك [موضوع] و أن نقوم ب [دراسته] بما يتضمنه من [حركة] بل و في كل (أي مجتمع) هو هو حاوي لشكل و جوهر [الحركة] _فنحن لا نتناول أفكار و معتقدات بذاتها على قاعدتها المثالية .. أو أصنام ثابتة .. أو جثث هامدة_ .. إذا هذا يسمى (( علم )) , و إن إتفقنا على موضوعيته (أي ماديته .. أقله بالنسبة لي) [و من هنا نعلن العلمية] .. فقد نختلف في وصف حركة موضوعه _و كذلك الكل في الحركة_ (و التي قد نختلف فيها : أهي ديالكتيكية أم لا) [و من هنا يتحدد الصح و الخطأ من موقع العلمية] ,


11 - الأستاذ يعقوب .. يتبع
موسى راكان موسى ( 2015 / 3 / 24 - 17:21 )
و على فرض أن فلانا أتى ليدرس ذلك .. فدرسه موضوعيا مع حركته (في حركة الكل الموضوع) .. دون أن ((يدرك)) ماهية الموضوع ك [موضوع : إدراكه كمفهوم / فلسفي] و ماهية الحركة [الحركة : إدراكها كمفهوم /فلسفي] , و لنزد من الشعر بيت : و ليكن هذا الفلان يعلن عداءا مطلقا للمادية أيا يكن شكل حركتها , هل يا ترى يؤثر ذلك كله : ما دامت دراسته هي دراسة الموضوع مع حركته (في حركة الكل الموضوع) ؟! , طبعا يؤثر , لكن هذا التأثير لا ينفي المادية (بغض النظر عن الحركة) .. فالقضية ليست في كون ما يقدمه (علمي أو لا علمي) إنما هل ما يقدمه (صحيح علميا أو خطأ علميا) ,

فهل توافقني (و لو بحذر) أستاذ يعقوب في مادية العلم بعد كل ذلك ؟ و أعتقدك توافق , و هل توافقني (و لو بحذر) أستاذ يعقوب في حركة هذه المادية أو مادية الحركة _بغض النظر أهي ديالكتيكية أم لا_ ؟ و أعتقدك توافق , فيا ترى _إن وافقتني على ما سبق طبعا_ ما هي [ماهية] المادية و الحركة التي يعتقدها الأستاذ يعقوب ؟!


12 - إلى موسى راكان موسى (9-11): العلم والفلسفة
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 3 / 25 - 10:58 )
مرةً أخرى لم أفهم كل ما تريد أن تقوله ولكن عدم فهمي، على ما يبدو، يرجع هذه المرة إلى ضعف ثقافتي الفلسفية. على كل حال أنا أفهم أن الموضوع يدور حول علاقة العلم بالفلسفة. لذلك أريد أن ألخص موقفي برؤوس أقلامٍ موجزة، على أن أعود إلى الموضوع لاحقاً في مقالٍ مفصل أحلم بكتابته منذ زمنٍ طويل
1. أنا أعني بالعلم ما يُدعى باللغة الإنكليزية
Modern Science
2. الأسئلة التي يطرحها العلم هي غير الأسئلة التي تطرحها الفلسفة
3. مفهوم الصحة والخطأ في العلم هو غير مفهوم الصحة والخطأ في الفلسفة
4. طريقة البحث والإختبار في العلم هي غير طريقة البحث والإختبار في الفلسفة
5. العلم لا يحتاج إلى فلسفة. فلسفة لا تأخذ بعين الإعتبار آخر التطورات العلمية هي فلسفة فاشلة أو لا جدوى من ورائها
6. العلم لا يطرح أسئلة يعرف مقدماً أنه لا يمكن الإجابة عليها. أهم الأسئلة التي تطرحها الفلسفة هي أسئلة لا جواب عليها
7. التقسيم القديم الحاد للفلسفة (إرثٌ تقبلته الحركة الشيوعية من أنجلز) ألى فلسفة مادية وفلسفة مثالية هو تقسيم لا يتفق ومستوى تطور الفيزياء النظرية اليوم
8. ديالكتيك الطبيعة هو خرافة. الديالكتيك هو طريقة في التفكير

اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية: تحقيق حول مدى التزام الحكومة الفرنسية بوع


.. شرطة مكافحة الشغب الهولندية تعتدي بالهراوات على متظاهرين مؤي




.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل


.. أون سيت - لقاء مع صبري فواز | الجمعة 26 أبريل 2024 | اللقاء




.. مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع - الرمضاني- مساء يوم ا