الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة ... لا تنفصم!!

عارف الصادق

2015 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


العلاقة بين إسرائيل والولايات المتّحدة علاقة لا تنفصم. هي صلة الرحم. يمكن أن تضعف. يمكن أن تواجه العقبات. لكنّها لا تنفصم أبدا. لا يغرنّكم الخلاف بين أوباما ونيتنياهو. غيمة صيف وتزول. الصلة بين إسرائيل والعمّ سام أقوى من أوباما ومن كوندوليسا رايس في ظهره. الخلاف عرَض حادث، والصلة جوهر لا يزول !
إذا كان لبنان "قطعة سما" فإسرائيل قطعة من الغرب. إسرائيل أقاموها منذ أقاموها وفق مواصفات غربيّة. نشاز في البيئة الشرق أوسطيّة. بدأت في وعد بلفور "مقاطعة" من المملكة المتّحدة، وإذ أخذ نجم تلك المملكة في الأفول آثر قادتها أن ينتسبوا إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة، النجم الصاعد منذ الحرب العالميّة الأولى. وما زالت. قطعة من الغرب، تختلف تماما عن البيئة حولها، نظاما ومواضعات.
لكن ما العمل والمنشئون الأوائل لا يتكاثرون. يضمحلّون شيئا فشيئا في البحر الشرقي المتنامي من حولهم. اليهود الغربيّون، الإشكناز، يتضاءلون، والشرقيّون يتعاظمون في اطّراد. لا تنسوا العرب أيضا. يتكاثرون هم أيضا، مثل السفراديم. بعد مدّة، وعمر الدول لا يقاس بالأعوام، لا بدّ من تحوّل إسرائيل إلى دولة شرق أوسطيّة، سكاّنا ومؤسّسات. دولة مثلها مثل الدول العربيّة "القوميّة" حولها. ومن يعشْ يرَ !
كثيرون اكتأبوا حينما سمعوا نتيجة الانتخابات الأخيرة. رأوا نجاح نيتنياهو الكبير المفاجئ فانعمت أبصارهم. أنا واحد من هؤلاء. لم أعد أحتمل رؤية الرجل كل يوم في الأخبار، وسماع أضاليله. لا تنسوا سارة حرمه أيضا. لا تنسوا الفساد المالي والخلقي المتفشّي في كلّ وزارة، وفي كلّ دائرة. هل يعرف أحد، حتّى المختصّون، جميع من أدينوا، في المحاكم، بمخالفات خلقيّة أو ماليّة، فدخلوا السجن، أو استقيلوا؟ لا تنسوا أنّ كثيرين أيضا أخلي سبيلهم، لعدم توفّر الأدلّة !
لي صديق "بعيد النظر" فرح الفرح كلّه بنجاح نيتنياهو. لولا الحياء لكان صوّت لليكود. في رأيه أنّ الرجل، زوج سارة، أفضل من هرتسوج بألف مرّة. لو نجح هرتسوج، في رأي الصديق المذكور، لما تغيّر الوضع مع الفلسطينيّين قيد أنملة. كان يحرّر للفلسطينيّين أموالهم التي حبسها نيتنياهو، فيفرح السادة في السلطة الفلسطينيّة، ويقتسمون الأموال. والسيّد الأميركي وراء البحار يبارك النظام الجديد ويعانقه. ثم ّتبدأ مفاوضات "الحلّ العادل" ولا تنتهي. هل صدّقتم أنّ بوجي، المعراخ يعني، يمكن أن يأتي بحل؟ وإذا عرض حلا، هل يمكن أن يكون حلّه عادلا؟
طوال المعركة الانتخابيّة كنت أتمنّى سقوط بيبي، والصديق "البعيد النظر" يضحك من سذاجتي. في رأيه أنّ لصّ الشمس أفضل ألف مرّة من لصوص العتمة. لو طاوعني ضميري، قال الصديق "البعيد النظر"، لكنت انتخبت بيبي. المنطق يقول بيبي، لكن العاطفة تأبى وتحتجّ.
أراجع في رأسي هذه الخواطر كلّها، فأسأل نفسي: لعلّ الصديق "البعيد النظر" على حقّ فعلا. من قال إنّ تغيير بيبي يخدم القضيّة ؟ من يضمن أيّ مصلحة في صعود بوجي وحزب المعراخ. آسف، المعسكر الصهيوني. ألم نتعلّم من السلف أن "اشتدّي أزمة تنفرجي" ؟ ربّما !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو