الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البضاعة الصينية إلي أين ؟

ريهام عودة

2015 / 3 / 22
الادارة و الاقتصاد


في فترة الثمانيات أي عندما كان معظم الشباب العربي الحالي يعيش سن الطفولة البريئة ، كانت تنتشر في الأسواق العربية البيجامات و الأرواب الصينية المزخرفة بألوان زاهية و المصنوعة من الحرير الناعم ، و كان حينذاك الطفل العربي يفرح كثيرا عندما يرتدي بيجاما مرسوم عليها صورة لطفل أو طفلة صينية يرتديان بوقار الزى الصيني التراثي "هانفو" ، أما شباب غزة و مصر فكانوا يستمتعون بأغنية طريفة للفنانة المصرية شادية وذلك بصوت مطربة صينية تغني بلهجة مصرية أغنية "بسبوسه"، أما الأمهات العربيات فكن يتباهون باقتنائهن لأطباق و فناجين الشاي الصينية الأصلي ، فإذا أرادت السيدة أو الفتاة العربية أن تعبر أمام صديقاتها عن مدى ذوقها الرفيع و رقي عائلتها ، تقوم بتقديم القهوة للضيوف بفناجين صغيرة صينية الأصل.

لذا نستطيع القول هنا ، أنه بالفعل خلال فترة السبعينيات و الثمانيات شهدت تلك الحقبة تطور كبير في العلاقات التجارية بين العرب و الصينيين، و اتصفت هذه العلاقات بالمودة و الثقة المتبادلة بين الشعوب العربية و الشعب الصيني، لدرجة أن العرب أصبحوا يثقون بالعلاج عن طريق الإبر الصينية الشعبية التي تحمل أسرار التاريخ الصيني القديم، أما المناهج المصرية فقد كانت تلقن في تلك الحقبة تلاميذ غزة و مصر، أن من أهم عجائب الدنيا السبعة هو "سور الصين العظيم" الذي يدل على حضارة شعب عريق و أصيل.

لكن الآن و في القرن الواحد عشرين، تغير فجأة كل شيء !
و أصبح المنتج الصيني للأسف عبارة عن شتيمة يعاير بها طبقة الأغنياء الفقراء الذين لا يمتلكون ثمن البضائع الأوروبية و الأمريكية العالمية ، و أصبح التجار العرب يشعرون بالحرج عندما يقومون بالترويج لبضائع صينية في بلادهم ، حيث أصبحت البضاعة الصينية كرمز لعدم الجودة و أن هذه البضاعة رخيصة الثمن بسبب إما لأنها مغشوشة أو غير أصلية ، مما جعل العربي بشكل عام و الفلسطيني بشكل خاص يسخر من أي شيء غير أصلي و يلقبه ضاحكا : إنه صيني !

وهنا نطرح أسئلة هامة ألا وهي : لماذا تغيرت الصورة الجميلة عن البضاعة الصينية ، من أمل طفل عربي صغير للنوم في سريره بملابس صينية حريرية ملونه ، تجعله يحلم أحلام سعيدة بالليل، إلي ملابس نوم للنساء العربيات بماركات صينية مزيفه ؟
ما الذي تغير ؟ و لماذا أصبح الفلسطينيون و العرب لا يقدرون البضاعة الصينية ؟

و للإجابة على هذه الأسئلة ، أعتقد أنه من أهم الأسباب التي أدت بالعرب بشكل عام و الفلسطينيين بشكل خاص للاستهتار بالمنتج الصيني هي ما يلي:
- الفساد التجاري و تزييف الماركات الصينية الأصلية وتصديرها إلي دول الشرق الأوسط ، خاصة دولة فلسطين و جمهورية مصر.
- انتشار تجارة الرقيق الأبيض في الصين، التي شوهت صورة المرأة الصينية بشكل خاص و الأسيوية بشكل عام ، مما أدى إلي الترويج لملابس للنساء و الأطفال رخيصة الثمن وتفتقد الجودة .
- الجرائم الالكترونية وحركات القرصنة العالمية التي زيفت المنتجات الالكترونية الصينية الأصلية و شوهت صورة التكنولوجيا الصينية.

و أخيرا ، أعتقد أنه هناك حاجة كبيرة من قبل الغرف التجارية العربية و المؤسسات التجارية الحكومية بأن تقوم بدور الرقيب على نوعية البضائع الصينية التي يتم توريدها إلي الدول العربية، و أن تقوم تلك المؤسسات بتوعية التاجر العربي أولا ، و المواطن العربي ثانياً ، حول معايير الجودة و طرق الاستيراد و التصدير القانونية وذلك حسب اتفاقيات التجارة العالمية ، من أجل القضاء على الفساد التجاري و من أجل المحافظة على سلامة المواطن العربي و احترام حقوقه الإنسانية عن طريق بيعه بضاعة أصلية و ذات جودة مقبولة وسليمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالذهب والفضة.. شاهد مقام السيدة زينب بعد تطويره


.. الأفندية موتونا من الضحك ??????.. مهندسين البترول وعلاج طبيع




.. كيف هو الاقتصاد الفلسطيني بعد 8 عقود من النكبة؟


.. شبكات | إحباط تهريب أطنان من الذهب خارج ليبيا..




.. فرص كبيرة لتنمية التبادل التجاري العربي