الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله,المقاومة و التجديد

حميد المصباحي

2015 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حزب الله,لاأحد يجادل في دينيته,ولا أحد ينفي وطنيته التي انتزعها بجدارة نضالية وحضارية,فنال تقدير اللبنانيين وكل العرب,بل كل المحبين للحرية والكرامة,فترفع عن اعتبار نفسه متحدثا باسم الفلسطينيين أو العرب,بل جعل نفسه في خدمة الفلسطينيين,دون أن يفرض عليهم خططه للتحرير,أو يدعي رغبة في تزعم حركة التحرير العربية,والأجمل من ذلك احتكامه للديمقراطية,ورفض استخدام العنف ضد المختلفين معه,والذين يحاولون افتعال صراعات ضده من منطلق شيعيته,بغية استنفار أتباع المذهب السني,لتبدو المنافسة السياسية وكأنها احتراب طائفي,لكن أخلاقية الحزب,أكسبته حتى احترام السنة والمسيحيين,لأنه لم ينجر للمواجهات بناء على ما هو مذهبي,بل اعتمد على تمييز مغاير,أي الوطني الداعم للمقاومة,سواء كان شيعيا أو مسيحيا أو سنيا,وهنا تشكلت جبهة معارضة لنزوعات الإستسلام والخنوع,والقبول بواقع الضعف ضد الصهيونية وحلفائها,من كل الأطياف أيضا,والمدعومين من طرف إمارات الخليج وأغنياء النفط الباحثين عن إرضاء الأمريكان بأي شكل,ومن خلال بوابة عدم مواجهة المعتدين على الأرض الفلسطينية والسيادة اللبنانية قبل انتصارات المقاومة اللبنانية في سنة2006,والتي كانت مفخرة لكل العرب,وعلى رأسهم المثقفون العرب وحركات التحرير الفلسطينية
وكل أحرار العالم,وقد أدرك حزب الله وأثبت,أنه لايحمل مشروعا حزبيا سياسيا,غايته الوصول إلى السلطة السياسية,بل إنه حامل
لفكر مقاوم,رافض للهيمنة الأمريكية,و السيطرة الصهيونية,مدركا لأهمية التجديد في الفكر من داخل المشروع الإسلامي,الشيعي,فكيف اهتدى إلى هذه الدرجة من الجرأة؟؟؟
1من الدعوة للتدين إلى الدعوة للمقاومة
بالحروب التي خاضتها المقاومة اللبنانية,بكل تياراتها السياسية العلمانية و الدينية,أدركت جحيم الإحترابات الوطنية,وبشاعة المواجهات الدينية و حتى الطائفية,فقد خبرت استراتيجية الإختلافات العربية,في كل صيغها,فخبرت القومية و الشيوعية منها و حتى الدينية,في شقها السني خصوصا,فاقتنعت,بأن الدول العربية التي تفتقد لمشروع حضاري,من المستحيل أن يكون لها مشروح تحرري,سواء لبلدانها أو لفسطين و معه لبنان,هنا كان حزب الله الوريث الشرعي للمقاومة,التي يحترمها رغم اختلافاتها معها,بما فيها الحزب الشيوعي اللبناني نفسه,أي الخصم السياسي الذي نازعه تزعم المقاومة الوطنية,فكانت له معه مواجهات مريرة,و هكذا اقتنع حزب الله بضرورة إعادة النظر في التحالفات,بحيث لا تكون مبنية على التبعية للدول العربية,بل ينبغي أن تؤسس على مدى استعداد الحليف للحوار و الإنصات للمقاومة بدون شروط و ارتهانات عسكرية أو شبه عسكرية,و هنا تم إدراك ضرورة توحيد المقاومة بناء على فكر مقاوم,يتنافس لبناء وطنية,تذوب فيها كل الإعتقادات و الديانات و حتى التوجهات السياسيية.
2من العروبة إلى العلمية
نفرت المقاومة اللبنانية من كل التوجهات العربية اللاعبة بالورقة الفلسطينية,سواء كانت خليجية أو حدودية أي دول الطوق,باستثناء سوريا,فوجدت مقاومة لبنان حليفا استراتيجيا,له قدرة هائلة على التجاوب مع تطلعات المقاومة,بدون التدخل المباشر في اختياراتها,لا المذهبية و لا العسكرية بطرق فجة,فكان من الطبيعي لحزب الله أن يتحالف و يقبل بالدعم الإيراني مادامت القوى العربية عاجزة عن مده بما تحتاجه كل مقاومة من مواقف ثابتة و علوم عصرية و أسلحة استراتيجية,و بذلك وظف عقلانيته في بناء تحالفات واسعة مع كل أحرار العالم,سواء كانوا مسيحيين أو حتى اشتراكيين,المهم القدرة على تجسيد المواقف فعليا و ليس كما فعلت الدول العربية الخليجية بالخصوص,التي تعجز حتى عن حماية نفسها من الإختراقات الإسرائيلية.
3من التفاوض إلى المواجهة
كانت تلك قناعة توصل إليها حزب الله بعد تجارب مريرة في صراعاته ضد إسرائيل,حيث تعلم تاريخيا,أن التفاوض بدون قوة,لن يكون إلا ربحا للوقت و تضييعا للمزيد من الحقوق,كما أن العالم العربي,بدأ يقتنع رسميا باستحالة الإنتصار على إسرائيل,و كانت هذه الفكرة حافزا لحزب الله على أن يثبت نقيضها,من خلال المواجهة,التي انتزع بها تقدير العدو لقوته أكثر من دعاة الإعتدال و الإنتظار و عشاق التفاوض مع عدو يدركون أنه يستهزئ بهم في كل حواراته و مفاوضاته ماداموا عاجزين عن المواجهة.
خلاصات
يبدو أن حزب الله انصهر بمشروعه التحرري في سياق تقديم مشروع حضاري يتجاوز الحدود المذهبية,و التي يحاول خصومه تسويقها للعالم العربي بغية التحريض على مقاومته,كما تفعل الكثير من أبواق إثارة النعرات الطائفية و التحاملية للدول العربية التي كانت تحاول المتاجرة في المقاومين لتربح التقرب من الأمريكان الراعية لإسرائيل.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية


.. البنتاغون: لا يوجد قرار نهائي بشأن شحنة الأسلحة الأمريكية ال




.. مستوطنون يهتفون فرحا بحريق محيط مبنى الأنروا بالقدس المحتلة


.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي




.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي