الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطة ميميس

محمد أحموم

2015 / 3 / 22
الادب والفن


القطط تختبرك غالباهل أنت من العامة الذين يرفسونها ويثيرون في سريرتها الشك والريبة والخوف بتلمس أخمص قدميك بشاربيها ,أم أنك ممن سينحني وينزل من قلعته العاجية ليحضنها إلى حضنه الدافئ ,لأن القطط مولعة أن تتوسد لمساته وحنانه ,فالقطط يثير شبقيتها حك ما بين الأذنين و شاربيها المقوسيين ,نقطة ضعفها التي إن أنت ظفرت بها ستسقط لا محالة في عشقك أي قطة,ستتعبد بحضورك كأنك ناسك زاهد هرب إلى قلعة منزوية يضاجع فيها الحقيقة التي في سبيلها تجرع السم وصلب وقتل و تمرغ في برودة الزنازين الصدئة,كل القطط ستسقط في حبك وتعلن الولاء لقلبك كلما انكشفت لها, ستحبك الحب الذي يهربون وتهربين من الوقوف أمام محكمته التي سترديك هاربة أيتها القطة الهاربة إلى هروبها الحزين,الحب الذي نصب نفسه قاضيا بدون محكمة ولا هيئة دفاع ولا مطرقة تبدو للعيان,لكنه حب أشبه ما يكون بصعود وارتقاء نحو المطلق الذي يكسر هيبةكل القطط التي قد تحاول شنق هذا الكيان المثقل بأحزان الآخرين,القطط حين تحب تمارس حبها في أعالي الأسطح والبنايات الشاهقة لأنها تحب أن تعلن للعالم بأكمله أنها تحب ,ممارسة حبها يوقظ النائمين من دفئ جحورهم التي يهربون إليها كل ليلة كما تهربين منك ومني يا قطتي.
إن لم تكن من العامة القطط ستسقط في عشقك واحدة تلو الواحدة, سترفع ذيلها في رقصة شبقية طفولية ,ولن تتواني في إقتحام صفوة خلوتك,ستطوف بك, كأنك قسيس متعبد تتبرك بلمساته الحنونة المشفقة على برائتها الملطخة بدنس وأحقاد العامة الذين يشبعون ساديتهم بإيذاء والتنكيل ببرائتها, سترن أجراسها ,ستعزف لها سمفونية حنونة بأناملك إن أنت فتحت لها أبواب حجرك,لا العامة الذين يطردونها خوفا وتوجسا من مكرها وخدشها,ستعرف وتقتنع أنك لست من العامة التي ترفس القطط إن هي حاولت أن تشبع شبقية شاربيها بإثارة لمساتك,فالعامة لا يعرفون أن القطط كائنات أنثوية بطبعها,تحب تخلص,تتمرد كالأنثى إن لم تكن أناملك عميقة ومخلصة لشبقيتها وما بين شاربيها وأذنيها ستهرب لكن لا تنساك أبدا ابدا.
أحب قطة إسمها ميمس,قطة لم تنساني رغم أني نسيتها,أغرمت بها وأنا جالس في مقهى للأنترنت في حيينا,كانت قطة منسا بة الشعر, أغراني لونها تيمنا بقطة إسمها "ماووو" أو نمرة الحي الجامعي التي يتلذد سعدون بإخافتها بصوت "الطندوز" , الشيء الوحيد الذي كان يخيفها في هذا العالم الخائف, لون "ميميس" أ شبه بنمر مرقط بالأسود, يلمع بؤبؤها المذهب بتحدي متقد, تحدي راق لي كثيرا لأني كنت دائما معتادا على نظرة خائفة من قطتي الهاربة مني ومن شبح رفس العامة,أو من ضربة غاذرة من أحدهم بعد أن مقت هروب القطط منه,فأقسم أن ينتقم لسيكوباتيته الخبيثة.
بعد أن أمسكت خديها وحدقت في عينيها العميقتين كبئر يغريك عمقها اللانهائي,عينيها المحاطتين بهالة من اللون الأصفر الباهت المرصع ببؤبؤ أشبه ما يكون بمذنب متقذ بنار من التحدي,غرزت أناملي بين شاربيها الطويلين فنطقت في عيناها أحبك,لأنك لم تنسيني منذ الآمد الذي أغراك فيه حضني الآمن كلما رفستك العامة في أزقة حيينا,حينما كنت صغيرة,حين سرقتك في غفلة من عيونهم التي تتمثل تربية القطط كطقوس طفولية لطفل لا زال ببكارة براءة طفولته,القطة التي من أجلها أسمح في الحمام الوافد على منزلنا الذي قد تغريه إحدى حمامتي,كانت "ميميس" كلما رمقت ذكرا حمام أقبل كي يسترق رقصة لإحدى حمامتي تبزغ بين الحيطان كي تنظر من الوافد على عالمها الذي كانت تعشق فيه اللعب مع الحمام,رحلت لإستكمال دراستي فرحلت "ميميس" لكنها لم تنساني لأنها عادت ووضعت لي أربع قطط صغيرة, كل صباح أحدق في عينيها الخافتتان وأتمتم في عيونها التي لم تبصر إلا انا في هذه الحياة الكئيبة أنا لست من العامة يا قططي الصغيرة فلا تنسيني إن كبرت,لأنك يا قططتي حقا كائنات أنثوية تخلص,لا تنسى,تخدش بعض المرات.
فيا قطتي
اهربي منك
إلي
أخلصك
منك
الذي يقظ مضجعك
كفاك
هروبا مني
يا قطتي
فحضني
غذى
يغري
قطتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا