الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعر نبض الحياة

خالد الصلعي

2015 / 3 / 22
الادب والفن


الشعر نبض الحياة
*************
غريب ؛ في اليوم الكوني للشعر ، فضلت الهروب منه ، أو ربما قرر هو أن يستريح مني . لكن ما هو ثابت أن الشعر يحضر غالبا في الغياب . أجمل الشعر ما غاب عني للآن . ما لم أكتبه ، وربما لن أكتبه . لذا علي عقد صفقة سرية معه . ولي كل اليقين انه سينفذ كل بنود الصفقة . أقترح عليه في يومه هذا أن يكتبني ، أو ينشدني ، ارتجالا أو بعد تفكير ، أو وحيا . المهم هو أن نتبادل الأدوار .
الشعر قد يأتي ومضة ، رأي رغم صحته صار مبتذلا . الشعر قد يكون رد فعل ، وهذا أمر معلوم لا جديد فيه . الشعر قد يخلقه طول تأمل وتفكير ، فهو من منتوجات الذهن البشري ، أيضا لاشيئ يثير الاستغراب . لكن أن يكون الشعر نمط حياة ، فهذا ضرب من الجنون ، ونوع من الهذيان ، وشكل من أشكال الغرور الفنطازي .
كيف ستقنع اليوم قارئك بصواب قناعتك ، وتؤكد له بالحجج والأدلة والبراهين والقرائن أن "الشعر نمط حياة " ؟.
ان تخصيص يوم واحد له في السنة للاحتفاء به ، وتذكير عالم يهرب من الشعر ، ويغتال الجمال ، كمن يعد الأعمى برد بصره ، والموتى باحيائهم . انه نوع من الجهل الشعري بالشعر .
اسألوا الشعر نفسه ان كان يحتاج الى هذا النفاق العالمي . طبعا سيجيب بالنفي ويقول أنا لا أحتاج الى مثل هذه الاحتفاء الزائف ، وأحتج بملء جمالي الذي يملأكم على هذا الازدراء ، وعلى هذا الوعي الزائف .
الشعر هو الجمال ، ومن يخصص يوما للاحتفال بالجمال ، فهو يقر ويعترف بغبائه المضاعف بافتقاده لكل أنزيمات الجمال طول السنة .
حبات المطر اليوم وحركات الناس ، براءتهم ، غضبهم ،عنفهم ، فقرهم ،غرورهم ، استسلامهم ، مكابداتهم ، نشاطهم ، كسلهم ، لامبالاتهم . وغير ذلك يشكل قصائد منثورة وموزونة ، الشاعر وحده يقرأها ليعيد انتاجها بلغته هو .
الشاعر نفسه حين يعود الى نفسه وهو يراقب ويمتص ويقرأ ، يدخل الى مختبر الشعر دون ان يدري . يشطب على كل ما قد يعتبره غير قابل للادراج في قصيدته وهي تتمخض في مرجل مجهولة للآن مصادر تكوينه وتركيبه . رغم كل المقاربات التي حاولت أن تترصد مواد خلقه وتكوينه .
ما يعبر الزمان والمكان ، يأبى الاختزال ، ويستعصي على القوننة والكولسة والتجزيئ .
الشعر نفَس الحياة ، ولولاه لملأت ثقوب التفاهة والابتذال طبقات الروح الانساني .
لا يمكن أن يخصص عاقل ، بلهى شاعر يوما عالميا للحياة ، لا لشيئ لأننا ببساطة سنعترف أننا لسنا أحياء . وأن الحياة كيفما كانت درجات معيشها مغروسة فينا ، وعلينا أن نحياها فقط .
كيف تريدون أن توهموا الروح بوجودها ؟ ، وتمنحوا الجمال فضلات قبحكم ؟ وكأن الشعر هو جمع من الناس يتبادلون كلمات أشبه ببطائق التهنئة ، لها موعد محدد ، ومكان معين وساعات محدودة ، ثم ينقطع حبل الوصال الى سنة قادمة لتذكير المرأة بنهكتها الفريدة والطبيعة بحكمتها المتقلبة والوجود بكل موجوداته المتناقضة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل