الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيدلوجيات مزركشة واستريتجيات نبضية

اسماعيل الواو

2015 / 3 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


الاقتصاد يحكم.. الإعلام يوجه.. الإتكاء على العصبيات عند الحاجة

لم يعد بمقدور أحد أن يغرد خارج السرب، فالاقتصاد يحكم أولا وأخيراً. والسياسات الحكومية في معظم دول العالم تتداخل فيها النظريات الاقتصادية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، في لوحة يصعب فصل ألوانها. والأحزاب تعيش على البرامج، ولم تعد بحاجة لنظرية وحيدة وشاملة لتدافع عنها. أما الدول فتسير وفقا لمصالحها، وجميع المبادئ الإنسانية تبقى تفصيلاً يستدعى للواجهة عند الطلب.
لندخل لمستوى آخر من التفاصيل، فسياسات الدول تبنى على مصالح الشركات الكبرى، مع بعض الهوامش للمناورة. ومبادئ العمل الإقتصادي من اليابان للصين إلى روسيا وأوربا وأمريكا والدول المارقة أو التابعة أو غيرها.. شديدة التشابه، مع بعض الفوارق بأسماء الذين يحصلون على الحصة الأكبر من السوق، وطريقة اقتطاع هذه الحصة، ومدى صلافة الفساد..
يختلف الحكام بنوع التنازلات المضطرون لتقديمها أو التهديدات، فتتنوع من وعود في العالم الآخر إلى جرعات خوف دنيوي.. مع بعض العواطف الدينية أو القومية أو الإثنية أو وهم مصنع بطرقة جيدة في الإعلام.
يمكن القول أن النظام الدولي الحالي لم يعد مبنيا على ما كان متفقاً على تسميته "القانون الدولي" ونظام المصالح المشتركة والمتبادلة في النظام الدولي قد ذهب من غير رجعة. فنحن اليوم أمام غياب للعدالة الدولية وانتقائية لإدارة ومعالجة الأزمات عن طريق صناعتها وصياغتها والحشد لها بالإعلام لتكون الإدارة بالإعلام أهم من الإدارة العسكرية.
ربما تكون "وثيقة استراتيجية الدفاع الأمريكية" 1990 قد أسست لهذه البنى، فقد تحدثت عن ضرورة خلق عالم محفوف بالمخاطر بعد الحرب الباردة، ويحتاج ذلك لذرائع وتصنيع للأعداء، لكن غزو العراق 2003 أعلن انتهاء الحروب التقليدية، فحرب الميليشيات أكثر جدوى إقتصادياً، وأقل تأثيراً على الإقتصاد العالمي المتشابك وشديد الحساسية حتى لأثر الفراشة.
أما الخصوم الدوليين التقليديين فهم اليوم يتعاونون على تبادل الأدوار بإدارة الأزمات في المناطق التي يتم تسخينها في العالم.
يبدو تماماً أن هذا الشكل من النظام الدولي قابلا للاستمرار وتطوير نفسه لسنوات أو ربما عقود، وعلى الجميع أفراداً وجماعات ودولاً البحث عن مكان جيد في هذا السياق السيء، أو انتظار ظهور بجعات سوداء في مكان ما من هذا العالم تؤدي بنا إلى مصير نأمل أن يكون أفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية