الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطور

دينا سليم حنحن

2015 / 3 / 23
الادب والفن


التطــور
دينا سليم

بدأت القصة عندما لحقت أم كرم بسارق الدّجاجات بعصا المكنسة، تجمّع الجيران بالعصي، بحثوا عن السّارق ولم يجدوه، تركوها وحيدة وأقفلوا راجعين إلى بيوتهم!
في اليوم الثاني...
دعا المنادي، وهو راكب على الحمار، أهل الضيعة المشاركة في زفّة العريس، أم كرم حزينة على الفقدان ولم تذهب لتساعد النسوة في تجهيز وليمة العرس، غضب منها المختار وحلف ألف يمين ألا يرسل أزلامه للبحث عن سارق الدّجاجات.
بعد العرس طوّشت (حصل عراك) كالعادة، المنادي صرخ بالصوت: (طوّشت، طوّشت، الفرجه ببلاش، وإللي بدو يساعد يجيب عصاه معاه من البيت...
تحوّل العرس إلى صراخ ومناحة ووعيد للأخذ بالثأر، ومأتم وقتلى.
بعد سنوات...
دعيت الجموع الغفيرة لتشارك في الأعراس بواسطة مكبرات الصّوت المحمولة على المركبات، يبدأ العرس بمواويل طرب وغناء وينتهي بموال طوشة واحد، يظهر الزلم فجأة مستعرضين عضلاتهم بارزين مسدساتهم (بادي جارد يعني).
بعد سنوات..
قاموا بطباعة الدعوات على بطاقات فتخلصوا من المنادي ومن حماره، يبدأ العرس بزغروطة وينتهي بطوشة...سنة عن سنة كثرت الناس وتطوّر السلاح وانحصرت حياتهم بشيئين، وتوقفوا عند عتبة حرف العيـن، عــــرس وعــــزاء... عــزاء وعــرس.
وهكذا حصل التطور فقط، وهو عندما طبعت بطاقات الأعراس بحروف مذهبة، وعندما تخلصوا من المختار بغيره يشبهه، لكن بدون شارب، وعندما استبدلوا حماره بسيارات جيب حديثة الصنع، فأضحت الأعراس أكثر فخامة، وصارت التوابيت أكثر مهابة.
لم يعجبهم الحال، بحثوا عن الحمار، وجدوه نحيلا، تائها ينهق بصعوبة، ركبوه وصاروا به خطوتين إلى الخلف، ضربوه بالعصي حتى مات، أخفوا العصي، ثم حمّلوا ذنبه لحرف آخر مجهول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?