الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة(مازالَ المطرُ بعيداً)

جاسم نعمة مصاول
(Jassim Msawil)

2015 / 3 / 23
الادب والفن


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مازالَ المطرُ بعيداً
ثمةَ امرأةٌ
تنتَسبُ الى الأسطورة
اعتقَلتْ جسَدي منذُ عصور
تَسللتْ بين أصابعِي
مثلَ الضوءِ الهاربِ مع الريح
مثلَ موسيقى تنبعثُ
من امواجِ البحرِ
مثلَ فراشةٍ فرحةٍ
بزهورِ الزنابقِ
احتَفلتُ بنورِها
افتَرشتُ ضفائرَها
طردتْ وحشتِي خلفَ جدارِ الصمتِ
أُعيدُ رسمَ صورتِها
في خارطةِ العرافينَ
تحملُني الريحُ بلا دمعٍ
أحلمُ أن تأتيني طيفاً
كقَمَرٍ ملتهِبٍ
تطردُ أيامَ الثلجِ
عن قصائدٍ هربتْ من ذاكرتي
تفتحُ أوجاعي
تدفئُ الحدائقَ الباردةَ
التي هجرتها الطيورُ
* * *
مَنْ يرسمُ وردةً
في صفحةِ وجهي
مَنْ يطردُ الكآبةَ عن حديقتي
أتعرضُّ للريحِ
وأصابعي لم تصلَ الماءَ
مازالَ المطرُ بعيداً
عن شفاهِ الصبايا العاشقاتِ
شعراءُ الغربةِ يثرثرون بقصائدِ غزلٍ
في ليالي الثلجِ الموحشةِ
وأنا أسمعُ أحزاني
يرتدُ صداها مع الريح
يفصلني عن تلك الزهرةِ
وحشةٌ ... دمعٌ ... جمرةٌ
يجفلُ البردُ من لهيبها
مفتوحٌ قلبُها للعشقِ
تأخذُني طرقٌ لربوتِها
كطيرٍ يرتجفُ من ندى الصبحِ
* * *
لا وقتَ للرثاءِ
العصافيرُ تبتعدُ عن موطنِها
الفراتُ أصبحً حزيناً
تطرزُ عينيه الكآبةُ
لأن الوطنَ جريحُ
وامرأةً عاشقةً اغتصبَها الاغرابُ
كيفَ يبتعدُ الشاطئُ
عن طقوسِنا ... عن ذكرياتِنا
أحلمُ بامرأةٍ ترسمُ لي
وطناً من قوسِ قزح
تطلُّ نوافذَهُ على أسورةِ القمرِ
امرأةٌ تحملُ مطراً من ضوءٍ
وتفتحُ أنهاراً في صباحاتِ المدنِ المقهورة
لتعانقَ شمسَ اللهِ
عند يقظةِ الفجرِ

(مونتريال 22/3/2015)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7


.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح




.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال


.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل




.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع