الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستنجح قمة الأرض في باريس نهاية العام الجاري؟ أم سيكون مصيرها كمصير سابقاتها من القمم؟

محمد موفق مكي

2015 / 3 / 23
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يأمل الكثير ان تكون قمة الأرض المزمع عقدها في العاصمة الفرنسية باريس في نهاية العام الجاري تتويجاً للمساعي المختلفة التي سبقتها كقمة كيوتو وكوبنهاغن والتي كانت ترمي إلى وضع إتفاقية دولية إطارية تُعنى بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة المُسببة لِظاهرة الأحتباس الحراري, والتي يعتبر نشاط الإنسان الصناعي السبب الرئيس لها حسب إعلانات اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة.
وما يميز هذهِ القمة عن نظيراتها, وخصوصاً قمة كوبنهاغن التي عقدت في عام 2009 والتي باشرت فيها وفود الدول أعمالها بدون وجود تنظيم فعلي مسبق لهذهِ القمة وافتقارها إلى أجندة عمل مفصلة وغياب مسودة تشرح القضايا الخلافية الكبرى وسُبُلِ حلها, ففي الاجتماع الذي عقد في ليما عاصمة البيرو بتأريخ 14/ ديسمبر- كانون الأول/ 2014 اتفقت معظم الأطراف المجتمعة (ماعدا الصين والهند اللتان ترفضان أي إتفاق يلزمهما بخفض التلوث الناتج عن نشاطهما الصناعي) على الاجتماع مجدداً في باريس آواخر هذا العام من أجل التوقيع على اتفاق دولي يقضي بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 40%- 70% ويدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ عام 2020, وكذلك البدء بوضع اجندة عمل تنظم أنشطة القمة, ونص اتفاق مبدئي تشارك فيه جميع الدول وتحت رعاية اللجنة الدولية للتغيرات المناخية.
وبالفعل اجتمعت الاطراف التي سبق لها الاجتماع في ليما في جنيف في شهر فبراير- شباط المنصرم وتمَ وضع مسودة مشروع اتفاقية دولية يُوقع عليها في باريس نهاية العام الجاري تحل محل اتفاقية كيوتو, كما سيتم الاجتماع مُجدداً في مدينة بون الألمانية في مطلع يونيو- حزيران القادم من أجل تحديد مسؤوليات والتزامات كل دولة على حدة تِجاه التغيرات المناخية, وفي نيويورك سيجتمع قرابة مئة رئيس دولة وحكومة في إطار قمة عالمية لبحث سبل تعزيز التنمية المُستدامة وذلك في شهر سبتمبر- ايلول القادم, وفي شهر نوفمبر- تشرين الثاني من هذا العام سيجتمع ممثلو البلدان المنخرطة في إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول المناخ لوضع اللمسات الأخيرة المتعلقة بوثيقة مشروع الإتفاقية والتي ستُعرض في باريس.
وتحرص فرنسا التي تُشارك الأمم المتحدة في تنظيم قمة باريس ان تكون غالبية النقاط الخلافية بشأن الإتفاقية قابلة للحل, ولأجل ذلك تتوالى لقاءات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع جميع الجهات المعنية والمختصة بتغيرات المناخ سواء أكانت داخلية كوزراء البيئة الفرنسيين اللذين توالوا على هذا المنصب, أو خارجية, كالفرق العاملة في إطار اللجنة الدولية للتغيرات المناخية ومجموعة الدول المتضررة جراء إحتداد ظاهرة الاحتباس الحراري, وكذلك الدول المُهددة أجزاء منها بالغرق في المستقبل بسبب ارتفاع مياه البحار والمحيطات, في مسعى إنجاح هذه القمة والحيلولة دون فشلها من خلال دفع جميع الجهات بالانخراط في القمة المقبلة.
كل هذهِ الاجراءات تُطمئن جميع القلقين حول العالم سواء أكانوا افراداً أو مؤسسات حول مستقبل المناخ والبيئة بأن هذه القمة ستكون مختلفة عما سبقها من حيث وجود إرادة دولية حقيقة لوضع حد للتغيرات المناخية التي باتت تهدد اشكال الحياة على كوكب الارض, ووقوفها كحجر عثرة أمام التنمية الاقتصادية في ظل تهديد نضوب الموارد واستنفاذها, فهذهِ القمة ستجمع اصحاب القرارات السياسية والإدارية والاقتصادية والباحثين وممثلي المجتمع المدني على مستوى العالم, وان نجاحها سيفتح عهداً جديداً أمام تطور الأبحاث العلمية والتكنولوجيا الصناعية الخضراء الصديقة للبيئة والمخفضة التكلفة, وبما يعزز من مشاريع التنمية المستدامة, والتي ستكون متاحة لجميع الدول لاسيما الفقيرة منها بما يفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول في هذه المجالات, وعلى المدى البعيد, فإن تبنى اتفاقية مماثلة من قِبل الأسرة الدولية سيرسم خارطة أكثر هدوءاً في المناطق التي توصف بإنها مناطق غنية بالثروات الاحفورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تحضر مقبلات وسلطات سعودية مع الشيف مهن


.. أزمة السودان.. الاشتباكات تتصاعد في الفاشر | #رادار




.. هكذا تجسس #السنوار على الفلسطينيين .. من تحركاتهم إلى حياتهم


.. إسرائيل تحيي ذكرى إعلانها الـ 76 على وقع حرب غزة | #مراسلو_س




.. حرب الشوارع.. هل تكون الفخ الذي أوقع نتنياهو بفشل استراتيجي؟