الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( الفن والإنسان )

فاتن عامر خاطر

2015 / 3 / 23
الادب والفن


ما الفرق بين الأدب والسينما؟
أو ما الفرق بين القصة والرواية والمسرحية والفيلم؟
سؤالا قد يبدو ساذجا، لأن الأصل واضح وهو الحكاية.
فالقصة والرواية والفيلم والمسرحية حكايات، بل وكتب عددا لا بأس به من الكتابات الجادة المتأملة الباحثة فى مفهوم كلا منهم، وما يختلف ويتميز ويتفرد به كل صنفا عن الأخر، سواء فى الكلمة أو التكثيف أو الصورة، أو كون المتلقى حاضرا الأن.
وتلك الكتابات جميعها هامة وضروية لترسيخ العلوم الأدبية والسينمائية، لكنها لم تختتم عادتا بجملة أشد ضرورة، ولم تجيب على بعض التساؤلات التى تكمن خلف هذه الألوان جميعها....
- ما زلنا لا نعرف على وجه التحديد......
- والسؤال، ما الذى يجعلنا نفضل تلك الحكاية تحديدا، شعرا، أو قصة مكثفة، أو حكيا مسهبا، أو فيلما، أو ننزل خصصيا لمسرحها؟
- وما الذى يجعل تلك الرواية أفضل عند تناولها سينمائيا أو أردئ؟
ويبحث الباحث........
فى قصص تشيكوف المؤلمة ورجله الذى عطس مرة واحدة.. فمات مقهورا.
ويسير بوجل على أسطردوستويفسكى خوفا فقط ،أن يراه جيدا فتكون قصته القادمة عنه هو نفسه، ويرتدى بكل وقارمعطف غوغول ليدخل إلى أنفسه الميتة.
ويصعد بها سلالم شكسبير ويضغط بيده أكثر فأكثر على رقبة ديدمونة فيفأجأه صوتا:
لا..لا..إنها بريئة...قل له الحقيقة
فتنخفض الإضاءة، ويتأوه هاملت محذرا:
تلك هى المشكلة.
فيدفع ماكبث لير،ويطنعه بخنجره المسموم، فتسيل الدماء تحت أقدام الجمهور فترتفع الأيادى بتصفيقا طويلا.
وربما يرقص بعد عودته لغرفته مصاحبا زروبا فى حانته، وفجأءة يتوقف الرقص فيطرح على كازانتزكيس السؤال:
ما الذى تريده بإغواء مسيحك.
فيفأجأه جوته :
دعك عنه...إنه ميفيستوفيليس الذى أتى متنكرا فى ثوب الله.
لعله ظهر له فى شوارع إسطنبول المظلمة..التى أؤكد لك وبيقين أنها كل الشوارع
لكنى أعترف لك باموق أن هناك ثلاث صفحات متتالية أبكتنى ..
فيعدل محفوظ نظارته الطبية :
كل الحكاوى تكمن فى حكايات حارتنا...
فيرتفع صوتا:
صديقى الأمرأعقد كثيرا من ذلك ..هل أظهرت حدبك بعد قراءة روايتى التى كتبتها فى إحدى عشر عاما كاملة.

يبتسم ماركيز:
إنها الدنيا يا صديقى...فقط انصت لذاكرة غانياتى الحزينات ..التى كتبتها فى مائة عام من العزلة لم تكتمل بعد..
فيصفعه قدر كاواباتا الذى حمل وحده الحزن والجمال لسرب طيور بيضاء ودخل ومات وحيدا تماما كما أراد.
فتدفعهم إيزابيل الليندى:
رجاء... اتركونى أحكى لابنتى قصتى بسلام...باولا..أنا هنا
فيرفع صانع الأقفال الفيلسوف ساراماجو رأسه:
إيزابيل....فقط اتركيها تموت...بسلام.
ويدخل منزل القلوب المحطمة ويغلقه خلفه بإحكام.
ويظل باحثا دون أن يقول له ..أن الفروق الزاهية تتوارى بوضوح والفرق فى الحكاية التى لم تكتمل بعد والروايات فى الشوارع، وعلى سلالم البيوت القديمة يجلس جمهور المسرح متأملا، فتظهر الصورة كلها فيلما سينمائيا ...
يقف خلف كاميرته البشر...الإنسان.
الذى يبحث عن نفسه فى كل القصص والأفلام والقصائد التى يراها ويكتبها بنفسه
فقط ليعرف من هو...
فيلتقط كل مرة قصته وروايته وقصيدته ويختفى بهم مع أنغام الموسيقى فى كواليس أى مسرح ...
فيصفق الجمهور طويلا مؤكدا...
نراك جيدا...لكنا لا نعرفك..
ومازلنا نبحث عنا...
( فاتن خاطر )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين