الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتفليقة للمعارضة:- أمري مطاع و أمركم لمن استطاع-

بوشن فريد

2015 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة بوتفليقة تقضي على مصطلحات الانتقال الديمقراطي و الإجماع الوطني
بوتفليقة للمعارضة:" أمري مطاع و أمركم لمن استطاع"
لا تنهى عن خلق و تأتي بمثله... عار عليك إن فعلت عظيم, بيت شعري ينطبق على الحالة العملية و الفكرية السياسية في الجزائر, و قد جاءت رسالة بوتفليقة, بمناسبة عيد النصر, لتزيد الطين بلة, و تفضح طبيعة تفكير السلطة إزاء كل ما لا يأتي من مطبخها السري, و بالتالي يكون مصطلح " الإجماع " الذي يسعى حزب الأفافاس ببناء تركيباته, من خلال خياطة خارطة طريق تجتمع حولها السلطة ممثلة في أحزابها المعروفة و الموالاة لها, بأحزاب المعارضة, و خاصة تلك المنضوية تحت مظلة التنسيقية من أجل الحريات و الانتقال الديمقراطي, محل جمود و بلا معنى في ظل تعنت السلطة و تمردها الكلي على مبادرات المعارضة سواء تلك الداعية للمرحلة الانتقالية و الانتخابات الرئاسية المسبقة أو تلك المتشبثة بأحقية وجود بوادر التوافق و الذهاب إلى الحوار المباشر, لتأسيس ما يسمى ب" التغيير الهادئ و الآتي من عمق مؤسسات النظام", أو تلك المبادرة الأفافاسية الداعية لخلق عنصر الإجماع الوطني.
كانت رسالة بوتفليقة الأخيرة مختلفة جداً مقارنة بالرسائل المقروءة في مختلف المناسبات, سواء من حيث المصطلحات المستعملة و التي توحي من معانيها, إلى وجود شبه اعتراف من السلطة بقوة المعارضة الحالية, حيث برغم من قساوة مفردات الرسالة و تلوينها "بأبشع" الصور المجازية, بعدما أخذت حيزا كبيرا من الشتائم و المهازل و التخوين و العمالة و المؤامرة الداخلية في حق المعارضة " العدو اللدود", بمفهوم السلطة لمكانة المعارضة , أو من حيث اللهجة الغير المعهودة في خطابات الرئيس بوتفليقة, إذ أليس هو " بوتفليقة" من وعد بتطوير قيمة و عمل المعارضة في التعديل الدستوري الوشيك؟, ألم يقل الرئيس بوتفليقة أن المصالحة السياسية أمر حتمي في ظل الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة, لذا يجب علينا جميعا تقوية صفوف الجبهة الداخلية و منح للمعارضة حصة التسيير و المشاركة في إيجاد الحلول الملائمة حتى تبقى الجزائر آمنة و مستقرة, فكيف يستعمل لفظة "مصالحة" دون إدراك مفهومها اللغوي و الاصطلاحي و السياسي و الأخلاقي؟, و حتى المشاورات الدستورية التي كان يقودها رئيس ديوانه أحمد أويحي, مع مختلف حساسيات المجتمع الجزائري, أين أعلنت معظم تشكيلات المعارضة عن رفضها المسبق حتى قبل بدايتها, نظرا لوجود "إن و أخواتها", و أن تعديل أبو القوانين " وثيقة الدستور" قد تم تعديله حسب أهواء و مصالح الجماعة المسيطرة على قلب البلاد منذ الاستقلال, رغم ما ميز تلك الدعوات الرئاسية آنذاك, من تعابير رنانة قريبة لصورة المدح و الغزل العفيف في حق أحزاب المعارضة, و هو تكتيك إيجابي و لو لحين, لجر المشاغبين من أشباه السياسيين " مصطلح بوتفليقي موجود في رسالته الأخيرة"’ للمشاركة القوية, ليس حبا و اعترافا من السلطة بمكانة المعارضة و إنما و لسبب ضيق, لتبييض صورة حكم بوتفليقة أمام أعين الغرب و فرنسا بوجه الخصوص, لذا لابد من وجود عمل ما مهم يتم تركيبه و تلوينه في مطبخ النظام الجزائري العجوز, و لأسباب اجتماعية و سياسية محضة أو ربما أيضا اقتصادية, دفع بالقائمين على حماية عرش المرادية من السقوط و عدم الاستمرارية إلى استعمال بعض من الكلمات الجريحة و مزجها بالقليل من التشهير الحزبي, عن طريق عمار سعيداني " قائد الديشي الأفالاني الحالي", و وسائل الأمن المتعددة, لتنبيه المعارضة و إخطارها بعدم جدوى التغيير في الوقت الحالي, و أن لا مكان لشغور السلطة أو ما شابه ذلك, و عليها " المعارضة" أن تعي باستحالة الإفراط في الحكم لإرضاء كميشة من أشباه الساسة ....
نظام الرئيس بوتفليقة لا يختلف عن أنظمة الرؤساء المتعاقبين على رئاسة الجزائر, فكل المارين على الحكم, كانوا ملونين بعقدة الخوف من ضربات العسكر, تارة بسبب خوفهم من الإزاحة و الإقالة المباشرة من منصبهم, و تارة أخرى بداعي الاحترام الإجباري و المحتم الذي يبدونه للكاسكيطا, نظرا لكون معظم رؤساء الجزائر منذ الاستقلال عسكريون.
و الطرح القائم اليوم: هل يمكن للرجل العسكري المتشبع بثقافة " أمري مطاع و أمركم لمن استطاع", أن يتحلى بذهنية الانفتاح السياسي و العقلاني و المسؤول؟.
هل بوتفليقة يرضى لنفسه الهوان بعد التنازل عن شخصيته المتعالية و المتعجرفة, كأن يقبل بالحوار مع المعارضة و الجلوس على طاولة واحدة للدردشة المباشرة ؟.
و هل يقبل رجال الخفاء و الظل و الكواليس من العسكريين و الدياراس السياسي مثل هذه المبادرة من بوتفليقة؟.
إن مصطلحات ك " الإجماع الوطني" و " التوافق الوطني" و " الانتقال الديمقراطي السلمي", كلها تحمل في طياتها أهداف واضحة و لاحبة و جد ضرورية في الوقت الراهن, و كلها تسعى لبقاء الجزائر آمنة و مستقرة, و غير مشكوك في نواياها الخارجية, و لكن قد تكون مصطلحات مستحيلة و خيالية في ميزان السلطة المنفردة بالحكم و المشورة السياسية, و هذا بالضبط ما يجعل البلاد تتخندق أكثر في أزمة لا حدود لها و لا علاج رسمي لها, أمام تدهور علاقة السلطة بالمعارضة, بعد وصف الأولى للثانية, بأنها معارضة خارجية متآمرة على بكارة الجزائر.
فأين الحل و من هو المهدي المنتظر؟
و هل الرئيس بوتفليقة رب خالد لا يموت؟
بقلم : بوشن فريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير