الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن ندفع حياتنا ثمنا لأرباحكم لن يحكمنا البنك الدولي عالم آخر أفضل ممكن

مازن درويش

2002 / 12 / 28
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لن ندفع حياتنا ثمنا لأرباحكم
لن يحكمنا البنك الدولي
عالم آخر أفضل ممكن

ما الذي يجمع بين هذه المقولات معا كيف تتلاقى عاملة فرنسية مع مثقفين مصريين وكيف تتشابك مصالح الفلاحين بلا أرض في البرازيل مع نساء كيبك في كندا.
كيف يمكن أن تكون حياة الإنسان ثمنا لأرباح الآخرين ومن هم هؤلاء .
كيف يمكن للبنك الدولي أن يحكمنا ونحن جزء من دول لها سيادتها وجيوشها وما هو العالم الآخر الممكن والأفضل من عالمنا هذا.
إن الذي يجمع بين هؤلاء جميعا على اختلاف بلدانهم ومصالحهم ولغاتهم هو الضرر. الضرر الواقع عليهم من جراء إعمال مفاهيم وقوانين الليبرالية الجديدة "العولمة" فمذ هيمنت نظريات العولمة الاقتصادية في الثمانينات وخصوصا في بريطانيا والولايات المتحدة مع وصول تاتشر وريغن إلى سدة الحكم بدء الاقتصاد يأخذ منحى جديدا في علاقته مع الإنسان فلم يعد الاقتصاد بمعناه الواسع مسخرا لخدمة الإنسان ولتلبية احتياجاته من السلع والخدمات بل على العكس تماما اصبح الإنسان يكتسب أهميته من خلال خدمته للاقتصاد ودوره كآلة تساهم في تكديس الأموال لدى الشركات العابرة للقارات والتي أصبحت تتحكم في سياسات الكثير من الدول سواء عن طريق ثقلها الاقتصادي أو عن طريق تمويل الحملات الانتخابية أو عن طريق المكنة الإعلامية الهائلة التي تسيرها وتتحكم بها.
ومن هنا وجدت هذه النظرية "الليبرالية الجديدة " دول ترعاها وتطالب بتطبيق قوانينها بصفتها الملاذ الأخير للبشرية خصوصا بعد سقوط النظريات الأخرى وإعلان إفلاسها من خلال سقوط منظومة الدول الاشتراكية فبدأت المطالبة بفتح الأسواق وحرية رأس المال المالي وحماية الاستثمار وتخفيف قبضة الدولة وتدخلها في الحياة الاقتصادية والتشديد على حقوق الملكية الفكرية ولم تجد هذه الدول افضل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كذراع تساعد على كسر كل القيم الاقتصادية والاجتماعية وتعميم مفاهيم السوق السلعية هذا السوق "المنفلت من عقاله والذي لا ضابط له سوى نهمه للربح" وأخذت هذه المؤسسات تتحول إلى سلطة فوق وطنية تفرض على الدول سياساتها الاقتصادية والاجتماعية فمن إعادة الهيكلة والخصخصة إلى معدلات البطالة "العادلة" ورفع الدعم عن المواد الأساسية . . . إلى ما هنالك من السياسات التي لم تزد هذه البلدان إلا فقرا وبؤسا وكمثال على نتائج الوصفات السحرية الجاهزة للبنك الدولي أورد هذه الأرقام نقلا عن إحصائيات الحكومة المصرية(1) فبعد أكثر من عقد على تطبيق هذه الوصفات هاهي النتيجة:
- ازدياد معدل البطالة إلى ما يزيد على سبعة ملايين عاطل عن العمل.
- ازدياد عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى اكثر من 48 %
وإن تطبيق هذه السياسات التي تؤدي إلى زيادة البطالة والفقر ستمكن هذه الدول في النهاية من الحصول على جائزتها من خلال الدخول في اتفاقيات منظمة التجارة العالمية التي ستكرس نهب ثرواتها وتبعيتها الاقتصادية.
وها نحن الآن بعد مرور قرابة العقدين على سيطرة الليبرالية الجديدة ماذا حصدنا:
على المستوى السياسي قامت الولايات المتحدة بعسكرة الليبرالية الجديدة تلبية لشعور القوة المطلقة لديها ولتأكيد سيطرتها الاقتصادية وإعمالا لمصالح شركات تصنيع السلاح العملاقة فأصبحت تبيح لنفسها قتل وضرب كل من ليس معها فشعوب العالم جميعا اليوم أمام خيار وحيد هو إما أن تكون مع الولايات المتحدة أو أن تكون حقل تجارب لأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا السلاح وأين المشكلة لطالما هناك من يدفع فواتير هذه الأسلحة.
أما على المستوى الاقتصادي فإن الأرقام التي تصدر عن مؤسسات العولمة وتقارير الأمم المتحدة تقدم أدلة قطعية على بشاعة هذا النظام العالمي الجديد:
(كان دخل العشرين بالمائة من سكان العالم الذين يعيشون في البلدان الغنية يزيد بمقدار ثلاثين مرة عن دخل العشرين بالمائة من سكان البلدان الأكثر فقرا ولكن هذه النسبة أصبحت 82 ضعفا في عام 1995)(2)
(ارتفع عدد الأفراد الذين يقل دخلهم عن دولار واحد يوميا خلال الفترة بين عامي 1987 و1993 بما يقارب من 100 مليون فرد)(3)
(يعاني اكثر من 800 مليون إنسان من الجوع ويعاني حوالي 500 مليون من سوء التغذية المزمن)(4)
وهذه الأرقام في تزايد مستمر
هناك أغنية لدى الجالية البورتوريكية في الولايات المتحدة تقول:
(في أمريكا بلد الحرية أنت حر تماما في أن تكون ماسح أحذية أو عاطل عن العمل)
هل هذا هو العالم الذي نسعى إليه وهل هذا هو خلاص البشرية المنتظر.

 

أيها المتضررين

 

عـالـم آخـر أفـضـل مـمـكـن

 

 

 

ـــــــــــــــ

1- المنظمة المصرية لمناهضة العولمة ( أجيج )

2- لموند ديبلوماتيك عدد نوفمبر /14/ 1998رامونيه

3- تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 1997

4- تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 1996
************************

البديــــل
من أجل عالم أفضل
 

نشرة غير دورية تصدرعن مناهضي العولمة في سوريا – العدد (0) – 31/12/2002

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟