الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة العربية في رحلة الى الجحيم

خالد الصلعي

2015 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الأمة العربية في رحلة الى الجحيم
*************************
صعب أن تحافظ على سليقتك وعفويتك ونسقك اليومي في عالم يتحول بسرعة جنونية في جميع مظاهره وسلوكياته . يستحيل أن ترتقي في مجتمع ينحدر . وهذا يعني أن هذا المجتمع فقد كل عوامل توازنه . فكيف يستطيع الفرد أن ينقذ ما تبقى منه من انسانية يظنها الحبل الوحيد للبقاء خارج مثلث الهلاك ، عولمة متحكم فيها لتجريف الانسان وتعريته من جميع مقومات الانسانية ، وأنظمة عاهرة مستلبة ، ومجتمعات مخصية منزوعة الارادة ؟؟.
لم تعد الصدمة تتأتى من كشف الاخفاقات وحجم الاختلالات ، بل ان الصدمة اليوم مبعثها هذه اللامبالاة العامة ، وهذا الرضى المرضي بكل ترهلات المرحلة وانزلاقاتها . ان تغير سلم قيم انفعالاتنا ، وردود أفعالنا هو ما ينبغي أن ننبري الى دراسته بشكل أعمق . كأن أشياء كثيرة ماتت فينا .
لا أحد يبالي بما وصلت اليه مصائر الشعوب العربية ، تخمة زائدة عن الحد في دول البترول ، وفقر مصطنع لامبرر له في باقي الدول العربية . مستوى التعليم باقرار المسؤولين عليه يدق ناقوس الخطر ، مفكرونا لم يعد يعنيهم الا الكتابة عن موضوعات رديئة وانشغالات ضيقة ، الأحزاب في أرذل العمر ، الفن والأدب أصبحت مساحاتهما الطقوسية نهبا لكل مدمني الغثيان والرداءة . حكام لايتقنون فن التواصل ، فمن صوت الأموات ، الى صوت الجاهل العديم لأي كفاءة تدبيرية وتوجيهية . مجتمع منبطح وذليل ، الى درجة تمجيد كل مؤشرات وعلامات الذل والانكسار .
ما الذي حل بالأمة العربية ، أمة" اقرأ "هي الأمة الأقل قراءة في العالم . في حين أن المرشد الايراني يباهي قبل يومين أمته وهو يصفها بأمة العلماء . بينما حكامنا يصفون شعوبهم بالارهابيين . كبشار الأسد وعبد الفتاح السيسي الذي وصم كل العرب والمسلمين في خطاب شهير بالارهابيين ،دون خجل أو وجل أو حمرة الوجنتين .
أمام هذا الوضع كيف لعاقل أو كاتب أو مفكر أن يخرج بشيئ عكسي وضدي ، حتما سيوصم بالجنون ، وبأذقع الأوصاف ان لم يسجن أو يعدم !!!!
لماذا العرب وحدهم في محيط يتنافس علميا ومعرفيا ، ينحطون ويزدادون تخلفا ؟ . الأمر طبعا لا يتعلق بعقلية العرب . أم أن الأمر كذلك مرتبط بعقليتنا كما رأت الدراسات الاستشراقية منذ قرنين او يزيد ؟ أو كما حدد بدقة ذلك أحد قادة الكيان الصهيوني "موشي ديان "، حين قال قولته الحكيمة "العرب لايقرأون ، واذا قرأو لا يفهمون ، واذا فهموا لا يطبقون " .
منتهى الاحباط ما تمر به الأمة العربية اليوم . علميا لايمكن الخروج من هذه الوضعية الكارثية . من المسؤول عن هذا الوضع الشائن ؟ ، هل نحن معشر المجتمع العربي ؟ بالطبع ، نحن مشاركون فيما آلت اليه أوضاعنا ، وجميع الشروط الموضوعية والذاتية القادرة على اخراجنا من أوضاعنا المأساوية غير متوفرة ، وهذا أخطر ما في الأمر . فنحن كأمة لا نتوفر على معهد للانتلجنسيا تفكك أوضاعنا المترهلة وتبدع حلولا ناجعة مدروسة علميا ومحددة زمنيا ، ولا على مفكرين مستقلين يقومون بتحديد مكامن الخلل ، ولا على حكومات وطنية تأخذ على عاتقها مهمة انقاذ ما يمكن انقاذه ، ولا على شعوب متنورة وعالمة تستطيع أن تبادر الى خلق برامج قادرة على بلورة بدائل منتجة لمجتمع نشط ومبدع .
فنحن اذن ننحذر بوعي مكثف نحو هوة سحيقة . وليس لنا الا أن نتنافس على أخذ الأماكن المريحة في سحيق المراتب الدنيا للمجتمعات المعاصرة . هذه هو وضعنا ، وهذا هو مآلنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي