الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة مفيدة لمن يريد ان يتعلم – الجزء الثالث

نوري جاسم المياحي

2015 / 3 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الهاجس اليوم عند كل عراقي ...ما يجري على الساحة العراقية من فعاليات عسكرية وضبابية الامور عليه فاصبح لايميز بين الصح والخطا او الخبر الحقيقي او الملفق اعلاميا ..وللاسف الكثير منا ينطبق عليهم المثل العراقي المعروف ( على دك الطبل ركضي يا رجليه ) ...والمصيبة الثانية اننا لانقرأ ...وان قرأنا لانفهم ..وان فهمنا لانطبق ما فهمناه .. ولكن هذه الحقيقة المرة لاتمنعني ان انقل لكم ما قرأته وما اراه جديرا بالقراءة والاستفادة منه ...ولن تخسوا شيئا ان قرأتموه بامعان وفهمتموه جيدا وان توفرت الفرصة لكم للعمل بموجبه ...لان الثقافة هي كالماء والهواء للحياة ...
اليوم شعبنا العراقي يخوض حربا شعواء فعلى كل يشارك فيها ان يفهم على الاقل مباديء الحرب ..وهذا ما سانقله لكم في القصة التالية ..
يروى لنا التاريخ الصيني ان ملك الصين (هو لوو ) سال الفيلسوف الصيني صن تسو الذي عاش قديما في سالف العصر والزمان وقبل 25 قرن من الان ومؤلف كتاب فن الحرب ( هل يمكن اختبار نظرياتك حول تدريب الجنود المذكورة بكتابك ؟؟ وهل يمكن تطبيقها على النساء ؟؟) فاجابه ..بنعم
وعلى الفور، تم اختيار 180 امرأة من جواري قصر الملك؛ قسّمهن صن تسو إلى مجموعتين، وعيّن على رأس كلتا المجموعتين إحدى محضيات الملك، وسلحهن بالحراب وبدأ تدريبهن قائلاً: "عندما أقول: انظرن أمامكن، فيجب عليكن النظر للأمام؛ وعندما أقول "يسار در" فيجب عليكن الدوران باتجاه أيديكن اليسرى، وعندما أقول "يمين در" فيجب عليكن الدوران باتجاه اليمين ..مطبقا امامهن الحركات .. وبعد الاعادة والتكرار سالهن هل فهمن الدرس ؟؟ اجبن بنعم
ولكن عند بدأ الممارسة واصدار الايعازات والاوامر..مثلا قال ..لليسار در ..ولكن النساء لم ينفذن الامر وبدلا من ذلك انخرطن بالضحك ..عندها استنتج صن تسو مبدأ عسكري (إذا كانت الكلمات المستخدمة في إصدار الأوامر غير واضحة ومميزة، وإذا كانت تلك الأوامر غير مفهومة فهماً شاملاً، فيقع اللوم وقتها على القائد او الامر )
عندها اعاد التدريب واعاد الايعاز ولكنهن ايضا لم ينفذن الامر وكررن الضحك ..عندها استنتج المبدأ الثاني في الاوامر العسكرية وهو (وإذا كانت الأوامر مفهومة فهماً شاملاً ولم ينفذ الجنود الأوامر، فيقع اللوم وقتها على الجنود وليس على القائد )..
وهنا أصدر صن تسو الأوامر بقطع رقبة قائدتي المجموعتين أمام النسوة! كعقوبة لعدم التنفيذ وعدم الالتزام بالاوامر الصادرة اليهن ممثلة بالقادة ..
وكان الملك يراقب التدريب ويسمع الاوامر فعندما سمع الامر بقطع راسي المحظيتين العزيزات على قلبه ..ارسل يرجوه بالعفو عنهما ..ولكن صن تسو رفض الاذعان لرغبة الملك ولم يعفو عنهما وانما اجابه قائلا .. انت من كافني بالواجب ..وعلي ان انفذه بدقة ..فنفذ حكم الاعدام بهما ..امام النسوة المتدربات ..
فنسب قائدتين جديدتين بدلا عن المعدومتين واعيد التدريب ..ووبعد ان شاهدن الموت باعينهن ..نفذن هذه المرة الايعازات والاوامر على احسن ما يكون وبدون ان تضحك احداهن او حتى تتجرأ على الابتسام ..عندها اخبر صن تسو ان المتدربات اصبحن جاهزات للقتال ...فتعال تفرج عليهن ..ولك الملك ..اجابه لا رغبة برؤيتهن بعدان فقدت افضل محظياتي ..
هنا استنتج صن تسو المبدأ الثالث عندما علق على اجابة الملك (إن الملك مُغرم فقط بالكلمات، ولا يستطيع ترجمتها إلى أفعال )
من هنا اقول انا اليوم ولكل من نصب نفسه قائدا او امرا في الحرب الطائفية الحالية والتي فرضت على شعبنا العراقي المنكوب ولايمتلك القدرة على قيادة الجنود وادراة المعارك ان يترك الميدان للمهنين من ذوي الخبرة القتالية وان لايغامر بحياة الناس اشباعا لرغباته الشخصية .. فحياة الشباب امانة في اعناق القادة ... فما حصل في نكبة حزيران الموصلية ..وصمة عار في جبين اولاءك القادة الفاشلين لتلك الفترةالحزينة ..
ولاكمال الفائدة من القصة اعلاه ..اليكم نبذة عما جرى بين الملك الصيني والعبقري العسكري صن تسو ..
استقر في ذهن الملك هوو لوو قدرة صن تسو من إدارة الجنود في الحرب ، فعينه القائد العام للجيوش، وأرسله ليحارب مملكة تشوو المجاورة فهزمها وشق طريقه إلى عاصمتها ينج، ثم إلى الشمال حيث زرع الخوف في مملكتي تشي وتشن؛ ومن نصر إلى آخر فذاع صيت صن تسو وتوسعت مملكة الملك هوو لوو. وتروى لنا المخطوطات الصينية كيف انتصر صن تسو بجيش قوامه 30 ألف جندي على جيش عدوه الذي كان تعداده 200 ألف جندي، بسبب افتقار عدوه إلى عنصري التنظيم والإدارة.

ومن مقولات صن تسو : إن كنت تعلم قدراتك وقدرات خصمك، فما عليك أن تخشى من نتائج مئة معركة. وإن كنت تعرف قدرات نفسك، وتجهل قدرات خصمك، فلسوف تعاني من هزيمة ما بعد كل نصر مُكتسب. أما إن كنت تجهل قدرات نفسك، وتجهل قدرات خصمك.. فالهزيمة المؤكدة هي حليفك في كل معركة
فهل يستفيد من هذه الحكم والدروس والعبر الالاف المؤلفة من قادتنا الحاليين الذين سمحوا لانفسهم بلبس الملابس العسكرية واخفوا وجوههم بالنظارات الشمسية والاقنعة وحملوا اعلى الرتب العسكرية ( من رتبة فريق ركن وانت نازل ..ولاسيما في الميلشيات المسلحة ...وهم لايعرفون الجك من البك من فنون الحرب والقتال ) ...وانا اقول ..لك الله يا عراق
واقول لمن يريد ان ينتصر في المعركة او الحرب ... النصر لايحققه عدد المقاتلين وكثرتهم وانما يتحقق بالتدريب الراقي والادارة والسيطرة الناجحة .. ولافرق بين الرجل والمراة في الدفاع عن الوطن والشعب اي وكما يقول المثل العراقي ( انطي الخبز لخبازته ) وليس (كلمن صخم وجهه كال اني فيترجي مضبوط )..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ