الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدتكم الوطنية لا تعنينا ...

بشير الحامدي

2015 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



يجب أن نعلن وبكل ثقة ودون خوف من أي شيء أن ما يصلح لكم لا يصلح لنا ليس بكل ثقة فقط بل بكل عنف ودون أدنى خشية من خرق مواثيق حقوق الانسان أو منظومة قوانينكم الفاسدة.
لاشيء ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا يمكن أن يوحدنا معكم.
لاشيء مما رتبتم وترتبون يجمعنا بكم.
لا وحدتكم الوطنية
ولا اقتصادكم
ولا دولتكم
ولا حكوماتكم
ولا إعلامكم
ولا برلمانكم
ولا دستوركم
ولا مدرستكم
ولا نقاباتكم
ولا أحزابكم
ولا جمعياتكم
ولا ديمقراطيتكم
ولا انتخاباتكم
ولا قيمكم
ولا مساواتكم
ولا جمهوريتكم
إلخ...
نحن الأغلبية نقولها بالصوت العالي لا مصلحة تجمعنا بكم وصراعنا معكم صراع وجود ومحاولاتكم إضفاء الطابع "الطبيعيّ " على قيمكم ومؤسساتكم انتهى لفشل ذريع ولجريمة كبرى ممتدة منذ قرون في شكل سطو متواصل على حقنا في الحياة وفي شكل حروب همجية وحشية نحن في غنى عنها ولا مصلحة لنا فيها.
لسنا واهمين بإمكانية تحولكم لكائنات خيرة أبدا ولا نؤمن بفكرة الخير والشر أصلا والتي هي من اختراعكم في تاريخ ما لإضفاء الطابع "الطبيعيّ " على قيمكم ومؤسساتكم وعالمكم .
لسنا واهمين أنه بمقدوركم التحول هكذا إلى ـ شيوعيين ـ مثلا لأنه لم يبق غير هذا الحل للخروج من متاهة الخراب والفوضى التي انتهت إليها رأسماليتكم رأسمالية الاخاء والحرية والإنسانية التي صارت عولمة متوحشة نهابة مفترسة همجية لا حدود لهمجيتها.
نعم نعرف موقفكم من الطبقات الفقيرة ...منا
نعرف أننا بالنسبة لكم عصابات ولصوص ومجرمون ورعاع وجياع و أننا لا نصلح أن نكون إلا عبيدا.
نعم لأجل كل هذا نحن قلنا أن لا مصلحة تجمعنا بكم فنحن ليس لنا ما نخسر و أنتم لكم ما تخسرون كثيرا.
بعد 17 ديسمبر أنتم وعيتم مقدار ما يمكن أن يلحقكم من خسارة بينما نحن الأغلبية الخطرة لم نع ما يمكن أن نكسب ولم نقاوم إلى النهاية فتمكنتم من الصمود في وجه عاصفتنا حتى تلاشت وتقوقعت وتراجعت وخمدت وقتها خرجتم من كل مكان بوصفكم المنقذين وبوصفنا الذين ملأنا الأرض فسادا.
خرجتم أيها اللصوص والفاسدون والمجرمون لتواصلوا إدارة الفوضى وتسويق النظام.
خرجتم أيها السماسرة لنفهم نحن الأقلية الواسعة أنه علينا الثورة من جديد ولكن بخبرات أكبر و أوسع وأعمق.
عدتم على رقابنا لنفهم ونهائيا أن لا مصلحة تجمعنا بكم و أنه علينا أن نستقل ذاتيا عنكم وعن مؤسساتكم وعن أجهزتكم و أن لا نرتبط بكم ولا نرتهن بكم .
لقد عدتم على رقابنا لنفهم درس الاستقلال الذاتي.
ولنفهم الهوّة بين حياة الناس وما تفعلونه.
ولنقف على المسافة بين حقوقنا وما تدعونه.
نعرف أنكم اليوم مطالبون بثمن عودتكم للسلطة .
نعرف أن نداء تونس مطالب اليوم بثمن وصوله للسلطة.
نعرف أن لوبيات ومراكز النفوذ الخارجية تطالب بثمن عودتكم إلى السلطة .
نعرف أن مصلحتهم مطلقة ولا تتوقف عند حدود فرأس المال وزمن الأزمات الكبرى لا يبقى له حلول كثيرة ولا تبقى له أية مرونة.
نعرف أنه أمامهم خيار واحد أخير قبل الحرب علينا: أن ندفع لهم أكثر وحتى جلودنا.
نعرف أن المافيا المتحكمة في كل شيء تريد كل القرار السياسي والاقتصادي و الأمني وتفرضه.
وماذا يجري في العراق وفي سوريا وفي ليبيا إن لم يكن فرض هذه الاستراتيجية.
ونعرف أن المافيا المحلية المكونة من عصابات وعائلات ولوبيات والتي بنت ثرواتها من السمسرة والفساد والجريمة الاقتصادية والتي بيدها المال والسلاح والإعلام والمتحكمة في بيروقراطيات الأحزاب وفي التحالف الحكومي ليس لها من خيار غير القبول.
ونعرف أنه كان لزاما أن تعود فزاعة الإرهاب وتدفع نحو فرض استراتيجية الدولة البوليسية بعد انتخابات 2014 :فرض ما يسمي بالوحدة الوطنية والتي تعني:
ـ تجريم النضال الاجتماعي
ـ تمرير كل القوانين التي فرضتها البنوك الدولية والدوائر المالية والمانحين
ـ تقييد الحريات العامة والفردية
وكانت عملية باردو والتي لم تأت معزولة عن مسار كامل من الترتيبات:
ـ خطاب رئيس الحكومة أعلن أن الدولة لا يمكن أن تنفق إلا على جهازي البوليس والعسكر و أن لا قدرة للوضع على تحمل الاحتجاجات والإضرابات المطلبية ولمح للإجراءات المؤلمة التي سيقع تنفيذها تبعا للالتزامات تونس مع مموليها كما شدد على الأزمة الاقتصادية وضرورة توفير المناخ الملائم للاستثمار وووووووو.
ـ قانون الارهاب الذي ينتظر الموافقة عليه في البرلمان.
ـ تواصل إضراب قطاع التعليم الثانوي الذي مثل منعرجا في المسار النقابي وأبان عن عجز الحكومة عن احتوائه.
ـ بداية تصاعد موجة إضرابات متفرقة للأصحاب الشهادات المعطلين عن العمل .
لذلك لم نستغرب الحملة التي بدأت مباشرة بعد الإعلان عن الانتهاء من عملية باردو.
حملة الوحدة الوطنية و تفعيل صندوق مقاومة الإرهاب بتمويل من المواطنين وتطوير قدارت قوات البوليس والجيش في التصدي للإرهاب وتفعيل قانون الارهاب و إعلان الحرب على الارهاب ووووو
هكذا يراد للوضع أن يكون بعد "الانتقال الديمقراطي ".
وهذا هو الوضع العادي وضع ما بعد انتخابات أكتوبر وديسمبر 2014 .
الوضع العادي من وجهة نظرهم هو إعلان الحرب على العشرة ملايين .
الوضع العادي بالنسبة لهم هو مزيد تفقير الأغلبية وقمعها وسلخ جلدها.
الوضع العادي بالنسبة لهم هو أن تتوصل مافيا ما قبل 14 ومافيا ما بعده إلى مصالحة اقتصادية والتي بمقتضاها ستسقط آلاف قضايا الفساد ضد فاسدين في العهدين عهد الديكتاتور وعهد الترويكا العميلة كما كل القضايا المتعلقة بتهريب الأموال والسرقات الكبرى والتمويل الأجنبي وقضايا الفساد المتعلقة بالشركات البترولية تخصيصا وببعض الشركات الأخرى الضالعة في الفساد والرشاوي والاختلاسات عموما.
الوضع العادي هو اقتسام النفوذ السياسي والاقتصادي بين مكونات الطغمة الفاسدة وليكن كل ذلك على رقاب الخدامة وأجراء الدولة وكل المفقرين من دافعي الضرائب.
الوضع العادي بالنسبة لهم هو أن نسلم بأنهم منقذو البلاد والعباد.
الوضع العادي بالنسبة لهم هو أن نسكت على أنهم من يصنع الارهاب ويوهم بمقاومته.
الوضع العادي بالنسبة لهم هو أن نسلم بمعادلة الأمن مقابل الحرية والحقوق.
الوضع العادي بالنسبة لهم هو بالضبط ما كان الديكتاتور بن علي يقوم به:
ـ قمع وترهيب الأغلبية باسم مكافحة الإرهاب.
ـ ابتزاز الأغلبية باسم مكافحة الإرهاب.
ـ الافساح لمافيات النظام في الفساد والجريمة بأنواعها باسم مكافحة الإرهاب.
ماكينة التوجيه إعلام المافيا اشتعل كثيرا على تحييد الدولة و إخفاء مسؤوليتها في تصنيع الارهاب والإيهام بمقاومته . كان ذلك هو المخطط كله.
كان المخطط يستهدف وعي الناس ليستبطنوا ما يريد النظام زرعه في الأذهان وهو فصل الارهاب عن صانعه ومموله والمستفيد منه.
لاشك أن الحركات الأصولية الجهادية وحركات الاسلام السياسي بتعددها هي أدوات تنفيذ العمليات الإرهابية حسب مقتضيات استراتيجية الهيمنة التي وضعتها القوى الاستعمارية وحسب تقاطع مصالح هذه القوى بمصالح هذه الحركات المخترقة لذلك فالإرهابي ليس فقط من ينفذ إنه من يخطط ومن يمول ومن يستفيد.
بهذه الصورة لا يصبح الإرهاب ظاهرة هكذا مسقطة أو فعل مجموعات معزولة عن النظام بل يصبح إستراتيجية ومخططا متحكم فيهما من قبل القوى ذات المصلحة في التأسيس للفوضى الشاملة وإدارتها بأقل التكاليف.
لذلك فالطغم الفاسدة التي بيدها المال والسلاح والإعلام هي المصنعة والممولة والمستفيدة من الإرهاب.
التخويف بفزاعة الإرهاب أقل كلفة من الجانب السياسي من القمع السافر بالنسبة للدولة .
هذه المعالجة ليست وليدة الوضع القائم الآن إنها معالجة قديمة وقع إحياؤها والانطلاق في تفعيلها بتنفيذ اغتيال شكري بلعيد ثم بعده محمد البراهمي ثم الشعانبي وصولا إلى باردو ومازالت حلقات السلسة تتواصل.
إنه إرهاب الدولة إرهاب المافيات المتنفذة إرهاب لوبيات الفساد والجريمة ولن تكون عملية باردو الأخيرة في سلسلة الدم المراق من أجل مزيد توطيد النظام ونشر الفوضى .
مافيا ما بعد 17 ديسمبر أدركت أنها يجب أن تسود بالفوضى وبالترهيب والإرهاب و أنه لابد من فرض مسار "الوحدة الوطنية" بالدم المراق على المعابر.
لن تكون عملية باردو هي الأخيرة مادام هناك من يسير وراء حسين العباسي وحمة الهمامي وراشد الغنوشي والباجي قايد السبسي ولن تكون عملية باردو هي الأخيرة مادام هناك شباب مازال يحمل السلاح دون وعي أنه مجرد أداة في يد قوى فاسدة مجرمة مرتبطة بقوى استعمارية لا هدف لها غير خلق مزيد الفوضى للهيمنة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت