الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم السلام العالمي =عدل=-التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي- تدين الارهاب في العراق

سلطان الرفاعي

2005 / 9 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


لقد قيل((من يزرع الريح يحصد العاصفة)) وهذا صحيح تماما.لأن النتائج التي ستؤول إليها الأعمال الإرهابية في العراق، والتي يسببها إرهابيون بتصرفاتهم الغير إنسانية، والغير عقلانية. سوف ترتد حتما عليهم في الوقت المناسب. صحيح أن الطبيعة لها أخلاقياتها الخاصة، ووفقا لقوانينها فان من يقتل نفسا، أو يذبح إنسانا، أو يخمد روح طفل، سوف يدفع الثمن في مرحلة ما دون أن تتوفر له فرصة النجاة.
((عامل الناس كما تحب أن يعاملوك)) عبارة ليست جميلة فحسب، ولكنها تعبر أيضا بوضوح عن المبدأ الكوني ألتجسيمي، فكل خلية في جسمنا تحمل ذاكرة شاملة لكامل الجسم. وكل جسم في الكون هو أيضا انعكاس لتركيبه الإجمالي وطالما يظن الناس أن القواعد الأخلاقية لا تمثل أكثر من أفضليات سلوكية عند بعض أساتذة علم الأخلاق، وأن كل واحد يمكن أن يختار تصرفاته الخاصة وفقا لرغباته الشخصية، فانه لن يكون هناك أمل أمام الإنسان في الوصول إلى أي نمط من سلوك أرقى. وعلى العكس تماما كما نرى في العراق اليوم. كيف ينحدر الإنسان إلى أدنى درجات السلم الحضاري، عن طريق ذبح أخيه الإنسان.

ونحن في (عدل) إذ ندين كل هذه الأعمال البربرية الوحشية، التي تتخذ لها اسم المقاومة، ذريعة وحجة. نؤيد المقاومة الشريفة الموجهة ضد كل عدو محتل غاصب.

الإعلام العربي المعاصر، كان وبالا على العراق وعلى أهله. ولم يكن ينقص البضاعة الإرهابية سوى الإعلانات التي وفرتها له الفضائيات العربية بالمجان، ونعتقد أن هذا الإرهاب، لم يكن ليستمر لولا الإعلام الفضائي العربي الغبي. الذي أمده بالجمهور والحياة.
المجرم الإرهابي، وهو يرى نفسه على الفضائية، ويسمع مواصفاته. والتي تبدأ بالبطل العربي، ولا تنتهي عند المقاوم البطل. يجد في كل ذلك ما يبرر إجرامه وإرهابه.

من يسمع النشرات اليومية، يسمع أعداد وأعداد، مئة وعشرون، ثلاثون، خمسون، سبعة عشر---إنها ليست أعداد للذباب الطائر المقتول على الأرض العراقية، بل هي لضحايا الإرهاب الدموي. هي لرجل كان أطفاله ينتظرونه على الطعام، هي لامرأة خرجت تتبضع حاجيات أطفال ينتظرونها، هي لشاب في عمر الورود، كان والداه ينتظرانه، فجاءهم خبره.
كم أجرم الإعلام العربي بحق شعب العراق؟

لكي تتصرف الأمة على نحو صحيح وسليم. فإنها تحتاج إلى أن تميز بين الخير والشر، بين الإرهاب والمقاومة. وعليها أن تعرف تماما ما يعنيه كل من هذين المفهومين. وقد يحتج البعض بأن التمييز غير ممكن وأنه يعتمد على وجهة نظر كل أمة، وهذا، في الحقيقة، تفكير لا أخلاقي بحد ذاته. وفي الواقع، إن قيما مهمة كالسلام والمحبة والصفح والعدل والصلاح والرحمة لا يمكن تركها ل(وجهة نظر ما).
ولا شك في أن الخير الذي يتجاوز أية وجهة نظر، أو عصر، أو إقليم، هو الذي يساعد الأمة على الاستيقاظ من الغيبة التنويمية التي تستلبها حتى إنها لا تترك لها حيزا، أو صفاء، أو قوة لإنجاز عملية ارتقائها.
والشر، وهو كل ما ينتج عن الغيبة التنويمية التي هي من منشأ شيطاني تراكمي، والتي تمنع الأمة من الاستيقاظ، وتشل أية محاولة لارتقائها.
صمت مريب، من المحيط إلى الخليج، غيبة تنويمية أبدية، تجتاح الأمة العربية والإسلامية، وتعطي المبرر للقتلة وقاطعي الرؤوس ليتموا عمل بدأ وه في أمة غائبة عن الوعي، غافلة، عما يتربص بها.


نحن في (عدل) ورغم معرفتنا الأكيدة، أن أمريكا هي أول من رعت الإرهاب الأصولي، إضافة إلى بريطانيا. إلا أننا نرى أن وجودها الآن ضروري لحماية وحدة العراق، واستعادته لعافيته، والمطالبة بانسحابها، في هذا الوقت يكشف عن نوايا خبيثة تريد تقسيم العراق، أولا، ومن ثم إشعال الحرب الطائفية البغيضة فيه، ثانيا.كما أننا نعتقد أن استمرار الوضع العراقي على ما هو عليه من مذابح واعتداءات تطال المدنيين والعسكريين العراقيين يحمل الدول المعنية مسؤوليات إضافية، عليها أن تضطلع بها، واضعة نصب عينيها، مفهومي الإنسانية والسلام أولا وآخرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابعة الزيات تثير الجدل برا?يها الصريح حول الحرية الشخصية لل


.. مقتل هاشم صفي الدين.. هل يعجز حزب الله عن تأمين قياداته؟




.. قراءة عسكرية.. كيف يدير حزب الله معركته بعد سلسلة الاغتيالات


.. نشرة إيجاز - مصدر أمني للجزيرة: فقدان الاتصال بصفي الدين




.. صفارات الإنذار تدوي في حيفا مع إطلاق صواريخ من لبنان