الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وليد النظام العالمي الجديد

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2015 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


وليد النظام العالمي الجديد
كل امم التاريخ تسعى لبناء امجادها وممالكها وامبراطورياتها وتبذل الغالي والنفيس لتحقق اهدافها في الاستحواذ على مصادر الثروة والطاقة من خلال تسخير المجتمع (افراد وجماعات وشعوب) الى تقوية وتطوير امكاناتها وتثار بسبب ذلك الغزوات والحروب وغالبا ما تكون الشعوب هي وقود الحروب والكوارث ، ونقلت لنا قصص التاريخ امجاد الامم في اقاصي الارض ومشارقها ومغاربها وكلها كان مصيرها الى الاضمحلال والزوال لتظهر بعدها امم اخرى تبني امجادها لتلاقي نفس المصير في الزوال. وبعد سلسلة تاريخية وصولا الى عصرنا الحاضر نعيش اليوم النظام العالمي الجديد الذي حل محل الامبراطوريات والممالك وهذا يعتبر انعكاسا للثقافة والحضارة الجديدة حيث تحرص الدول الكبرى على عدم استخدم التعابير السياسية السابقة المكنى بها الاستعمار للاستعباد ولنهب الثروات واستغلال الموارد ، فالنظام العالمي الجديد لا يظهر بملمبس سابق عرف على انه استعمار بل يسعى الى تطوير وتغيير اشكاله لتمرير دسائسه وتدبيراته الخبيثة على عقول البسطاء من الشعوب ، وغالبا ما تكشف الشعوب بوقت متأخر هذه المخادعات ، الا انها تكون قد فقدت الكثير وقدمت خسائر استحوذ عليها المستفيد تعويضا لذكائه وغباء الضحايا .
اليوم ينعم النظام العالمي الجديد منذ سنوات بالنجاح المفعم بالحيوية والنشاط ويشارك في نجاحاته كل من يملك مفاتيح المشاركة للعب مع الكبار وقد تجلت ملامح هذا النظام العالمي الجديد منذ تفكك الاتحاد السوفيتي تلاها سقوط العراق بالحرب الدولية لتحرير الكويت حيث كانت البذرة الاولى في ولادة سياسة التمحور للسيطرة والاستحواذ على المناطق الجغرافية للارض وبالاخص المناطق العربية. وقد حقق هذه النظام نجاح كبير في تغيير ملامح الجغرافيا السياسية على الارض بانهيار انظمة الدول المهزوزة والضعيفة لدول الشرق الاوسط وافريقيا وكان لا بد ان تكون هناك قوى مرشحة لأدارة هذه المنطقة موالية ومنظوية تحت راية الدول الكبرى في ادارة وتوجيه الاحداث لخدمة النظام العالمي الجديد ، وكان هناك مرشحين اثنين لتولي هذا المنصب هما اسرائيل وايران بعد انهيار الدول العربية وتفتتها اثر خلافاتها الداخلية مع شعوبها لتكالبها على السلطة والدكتاتورية بينما حظت ايران بوحدتها ارضا وشعبا وتاريخا وكذلك كانت اسرائيل رغم قصر عمرها المعاصر الا ان ارثها التاريخي والقومي ودعم واسناد دول الغرب لها . والمرشحان يتنافسان في سباق محموم للاستحواذ والفوز بهذا الموقع ، فايران استحوذت على ارض شاسعة من ايران الى العراق وسوريا ولبنان وغزة اضافة الى البحرين واليمن وبعض دول افريقيا بالوقت الذي لم تبخل اسرائيل في سعيها و نشاطاتها ولا جهودها في ان تكون حاضرة ومؤثرة في المنطقة ... وكل منهما ايران واسرائيل يعمل باسلوبه الخاص فايران ركزت على استثمار الدين وتشكيل المليشيات المناهظة لأنظمة دولها بهدف اسقاط النظم واثارة الفوضى كأسلوب لتسلم مقاليد ادارة تلك البلدان ، معتمدة على مقولة خالدة للرئيس المصري المعزول حسني مبارك حين قال ان ولاء الشيعة ليس لدولهم بل لأيران ، وقد اثبتت الايام والاحداث صدق وصحة تلك المقولة التاريخية التي اعتذر عنها في حينها وتراجع عنها علنا.
بينما سعت اسرائيل كعادتها مع دول المنطقة الى اسلوب شراء الذمم ودفع الاموال وزيادة الفساد وتخريب النظم الداخلية ونخر مؤسسات الدول واضعاف هياكلها وبناها الادارية وزرع جواسيسها للتأثير في ادارة تلك الدول واضعاف انظمتها.
لقد حقق كل من ايران واسرائيل نجاحات كبيرة في مساعيها للسيطرة على الجغرافيا السياسية للمنطقة للفوز برضى اصحاب القرار لأستلام ادارة المنطقة بتخويل من اصحاب القرار وليكن هذا المرشح الوليد الجديد والابن البار للنظام العالمي الجديد الذي لم يعلن رضاه عن تلك النجاحات لتسليم ادارة المنطقة وتنظر الشعوب العربية مصيرها المحتوم وتتطلع الى ساستها الجدد لتتفاجأ لاحقا بالمدير الجديد صاحب الحل والعقد في ادارة شؤون المنطقة وملبي لسياسة وحاجات ومصالح النظام العالمي الجديد .. ترى هل سيكون هذا المولود الجديد ايران ام الابن المدلل اسرائيل ؟.
رياض محمد سعيد / 23اذار2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناقلة جند إسرائيلية انفجرت وتناثرت بقايا من بداخلها.. ما الذ


.. الجيش الإسرائيلي يقرّ بمقتل 8 من جنوده في رفح من بينهم نائب




.. أول أيام عيد الأضحى.. ما يوم النحر؟


.. فلسطينيون يؤدون صلاة عيد الأضحى أمام أنقاض مسجد الرحمة بالقط




.. بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن -وقف مؤقت- للنار في جنوب غزة..