الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الرباعية - تتجند لخدمة -شارون- !

إعتراف الريماوي

2005 / 9 / 22
القضية الفلسطينية


القمة العالمية الأخيرة، التي شكلت منبرا وحاضنة عالمية لشارون، من حيث إظهاره كرجل سلام في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وأيضا لما شكلته من مناسبة لتهافت الرموز الرسمية عربيا وإسلاميا للإلتقاء بشارون ووفده على طريق التطبيع لاحقا، وبهذا شرعنت هذه القمة مخططات شارون وحكومته وأعطته الضوء الأخضر لما سيأتي.
نعرف ان الترويج والمديح الذي لاقاه شارون وكيانه متأتي من خطوة إعادة إنتشار الإحتلال في قطاع غزة، وضمن رؤية شارون لهذه الخطوة في تحويلها لتنازل مؤلم ليؤهله ذلك بتوسيع الإستيطان في الضفة وتهويد القدس، بما يعني كيان فلسطيني محاصر في غزة، وتبقى الضفة ممزقة من خلال الإستيطان والجدار وكافة أشكال الإحتلال، والتواصل بينهما أمر مستقبلي مجهول!
وكترجمة لمديح شارون على خطوته هذه، جاء التهافت العربي والإسلامي الرسمي وكأن فلسطين قد تحررت، لينضم هذا التهافت في الإمضاء على مشروع شارون ومكافأته، ولتصعد الهيئات الدولية منبرها من جديد بقبعة ولسان شارونيين، في تسويق مشروعه وتبنيه!
ففي نهاية اجتماع وزراء خارجية الدول الرباعية(الولايات المتحدة الأمريكية، الإتحاد الأوربي،روسيا، الأمم المتحدة) هذا الأسبوع، فقد تبنى هؤلاء الوزراء فكرة شارون في "ضرورة بدء السلطة الفلسطينية تفكيك بنى الإرهاب ونزح سلاح الفصائل قبل الإنتخابات الفلسطينية"، وهذا يعني مضامين هامة وخطيرة على حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية.
هذا التوجه القادم من "الرباعية"، يعني وكأن الإحتلال الإسرائيلي قد انتهى من خلال إعادة الإنتشار في غزة، متناسيا بقائها تحت الحصار وإستمرار الإحتلال في الضفة الغربية، ويقفز عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة هذا الإحتلال، بل يعطي شرعية كاملة لمخطط شارون السياسي ويطلق له العنان، فبدلا من مطالبة إسرائيل بإنهاء إحتلالها، توجه "الرباعية" جهودها ضد مقاومة هذا الإحتلال!؟
كما أن "الرباعية" بهذا الإعلان تتدخل في شأن فلسطيني داخلي بحت، فليس من حقها أو غيرها البت في طبيعة المشاركين في الإنتخابات الفلسطينية ، فهذا تناقض فاضح لادعائهم الديمقراطية والعمل على تعميمها!، بل يشير إلى مدى رفعهم هذا الشعار بشكل أجوف، ويؤكد لمن لديه شكوك بعدم رغبتهم ومصداقيتهم في وجود ديمقراطية تلبي حاجات الشعب الفلسطيني في التحرر من الإحتلال والبناء الإجتماعي، خاصة وأن هذا الإعلان يعطي تفويضا وغطاء لشارون وخدمة جليلة له في تنفيذ تهديداته في عرقلة الإنتخابات الفلسطينية إذا لم يتم " نزع سلاح الفصائل" المقاومة للإحتلال.
وأمام هذه التطورات السياسية الخطيرة، لا بد من التذكير بحقيقة وجهي خطوة إعادة الإنتشار في غزة، فوجهها الأول ينبع من منطق ورؤية شارون لها كخطوة قسرية يتم استثمارها في توسيع الإستيطان بالضفة الغربية بما فيها القدس نحو تهويدها، وبذات الوقت يلقى ترحيبا عالميا وتطبيعا عربيا إسلاميا مع كيان الإحتلال، وتحويل إسرائيل لكيان طبيعي في المنطقة وليس ككيان محتل، بشرعية عالمية أيضا، كما أصبح يلوح بالأفق حاليا.
الوجه الثاني لإعادة الإنتشار، ،والذي بالضرورة يهدف لقطع الطريق على مشروع شارون، وهو ما ينبغي فهمه وممارسته فلسطينيا بأن المقاومة هي التي أجبرت شارون على تفكيك الإستيطان وسحب جيشه من غزة، وهي خطوة مازالت غير مكتملة بوجود الإحتلال على معابرها برا وبحرا وجوا ، وبموازات ذلك يجب أن تنطلق السياسة الفلسطينية(سلطة وفصائل) بالعمل والمطالبة بإنهاء الإحتلال بكافة تجلياته في الضفة الغربية بما فيها القدس، وفق قرارات الشرعية الدولية، بعيدة عن التعاطي مع مشروع شارون أو خارطة الطريق والتوجهات الجديدة "للرباعية" باعتبار كل هذه المداخل قد تم تجريبها ولم تعط حلولا حقيقية، وقد آن الأوان لهجرانها والخلاص منها، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مواصلة المقاومة ما دام الإحتلال قائما.وهنا تأتي أهمية الإنتخابات الفلسطينية في ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني، كحجر أساس في مواجهة الإستحقاقت، بما تراه وتريده إرادة الشعب الفلسطيني، بمشاركة كل أطياف اللون السياسي، والذي يعطي هذه الإنتخابات مضمونها الديمقراطي،السياسي النضالي، إنعكاسا لإحتياجات القضية الوطنية والديمقراطية في آن، وليس وفق ما يخطط له شارون ومن يروّجون له عالميا وعربيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام