الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ينقذ ابني من داعش ؟

عندليب الحسبان

2015 / 3 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


وكأن كتاب ومنظري المحور "المقاوم الممانع " كانوا في قم أو قمقم , وحين أتت الاشارة أن أزيلوا حجاب التقية , هبّوا ينظرون للنهضة العربية الشيعية , وهم ذاتهم الذين ما كانوا يتحفظون قيد كلمة على الرجم الطائفي لأي فكر رافض أو ناقد أو حتى غير متحمس , أو حتى غير متحمس جدا , او حتى غير متحمس جدا جدا لهذا المحور وأدائه الفكري أو السياسي , انهم الآن وبلا مواربة يقرون بأن المد العربي شيعيٌّ ,وأن ربيع الشعوب العربية شيعي , وأن النهضة العربية القادمة شيعية , ويشرعون بشرح مفاتنها وتزيينها للرأي العام العربي الاسلامي العصي على االتشيع وفاء لسنيته .
ها هو أحدهم يقول :
"الصعود الشيعي العربي شرعيٌ، من الناحية التاريخية، كلياً، ولا يستوجب تقديم أي اعتذار "
.أنت لا تعتذر يا سيدي ,
ولكن أنا ملزمة بأن اعتذر وبشدة , أعتذر لابني الذي أنجبته أملا في أن يعيش بدولة عادية كمعظم خلق العالم , لا شيعية ولا سنية , دولة لا تلقي الورود على أطفالها , ولكن بكل تأكيد لا تلقي البراميل عليهم , دولة تأخّرت علينا بل تأخرنا نحن عنها كثيرا كثيرا , وحين ظننا أنه آن أوانها , رأينا أمامنا الوراء هو الذي يحضر , رأينا ديناصورات منقرضة آتية من القديم وغبار صواريخها يعمي قلوبنا ويدمي عيوننا , مرة ساسانية ,وأخرى فارسية ومرة جعفرية وأخرى اثني عشرية , ,ديناصورات وامبراطوريات زاحفة مررنا عليها في كتب التاريخ المدرسي , وظننا انا استكملنا مقررات أخذ الفائدة منها بفهم درس التاريخ العربي الاسلامي الأبوي ,: بأن الانسان وجد على هذه الأرض ليعيش , وليعيش يحتاج أن يستقر , وليستقر يحتاج إلى دولة ,ولتكون الدولة مستقرة يجب أن تكون كالام , تجمع و تلم , بلا أنساب ولا ألقاب ولا قوميات ولا مذاهب , فقلنا ما علمه لنا معلمونا السوسيولوجيون فلتسقط السلطة الأبوية ...
لم يخطر ببالنا نحن الجيل الذي تتلمذ على أوجست كونت واميل دوركايم وحليم بركات , ومناهج البحث الحديث في دراسة الظاهرة الاجتماعية وظاهرة التنمية البشرية أننا حتى نحل مشكلة بحجم الأزمة المرورية الخانقة علينا أن نعود إلى الوراء أكثر من ألف عام , مع أن الأزمة في الشارع الذي نمشي ونسير عليه كل يوم , لم يخطر ببالنا ونحن الذين شربنا كراهية اليهودي لانه من غير دين , اننا بعد قليل سنتجرع كراهية الشيعي لانه من غير طائفة , ونحن الذين نشدنا الشفاء من كل كراهية , حتى كراهية القاتل , وقلنا كما ربانا معلمونا ذاتهم , ان القاتل بريء , حاكموا العقل الجمعي ,
أعتذر لابني لانه لن يعيش كما حلمت له أمه سني مراهقته في غرفته الهادئة ذات اللون الأزرق السماوي حاضنا وسادة أحلامه , أعتذر له لأنه لن ينجو بشبابه من المعتقل أو السجن بتهمة العمالة اذا سمع أغنية سنيونية ( صهيونية _ سنية )
أعتذر لابني , بل أرتجف على ابني لأنني لن أحميه من الانضمام إلى صفوف " داعش "....!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة