الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن لن يكون لقمة سائغة لأنظمة الإستبداد.

جعفر المهاجر

2015 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اليمن لن يكون لقمة سائغة لأنظمة الإستبداد.
جعفر المهاجر.
رغم انشغالنا نحن العراقيين بالكتابة عن هموم وطننا وما يعانيه شعبنا من جرائم الإرهابيين ، وسرقات الفاسدين ، ومهاترات السياسيين لكننا نتألم أيضا على كل قطرة دم يسفكها الإرهابيون المجرمون من أوباش القاعدة وداعش ومن لف لفهما من عصابات القتل والجريمة في هذا البلد أو ذاك إنطلاقا من المبدأ الإنساني الذي يجمع بيننا كبشر ضد قتلة الإنسان. إن الذي يحز في نفس كل إنسان يحترم كرامة أخيه الإنسان وحقه في الحياة أن يرى هذا الوطن العربي الزاخر بالإمكانات الإقتصادية الهائلة يتحول إلى ساحات مقفلة تحكمها نظم إستبدادية تحكمها بالنار والحديد أو تجول فيها عصابات دموية لترتكب أبشع جرائم العصر عن طريق الإيغال بدماء الأبرياء. لقد أصبح الحاكم العربي اليوم يضرب به المثل في الاستعباد والاستبداد وإهانة النفس البشرية وآمتهان كرامتها بأبشع الصور.وحين يثور الفقراء والمضطهدون على هذا الحاكم المستبد ويشعر بالخطر المحدق به يختفي عن الأنظار ويسارع من مخبئه إلى إثارة النعرات الطائفية والعنصرية بين أبناء شعبه . ثم يطلب النجدة الخارجية لإنقاذه وهذا الذي يقوم به عبد ربه منصور هادي في اليمن اليوم.
أما القطعان التكفيرية الضالة المتوحشة من القاعدة وأتباعها والتي ولغت بدماء الأبرياء وجعلت من مساجد الله والأسواق والساحات العامة هدفا لقتل أكبر عدد من الأبرياء. فلا تشكل خطرا على الرئيس وأتباع الرئيس ومن يريد فرضه على شعبه من قوى الإستبداد والظلام وعلى رأسها مملكة آل سعود وإمارة قطر الوراثيتان .
إن تغيير المسار ونقل المعركة ضد أطراف أخرى عانت من الظلم والتقتيل على أيدي السلطات المستبدة والقوى التكفيرية الضالة كما يحدث في اليمن يمثل دعما صريحا لقوى الإرهاب لكي توغل في دماء الأبرياء أكثر فأكثر.
واليمن هذا البلد الفقير إقتصاديا والذي كان يلقب باليمن السعيد في فترة من الزمن الماضي ويمثل جزءا عزيزا من الوطن العربي تعرض إلى مسلسل طويل من الحروب الدموية التي أزهقت مئات الآلاف من الأرواح ، وآستنزفت إمكاناته الإقتصادية المتواضعة ، ولم تكن مملكة آل سعود الإستبدادية صديقا مخلصا لشعبها . لكنها كانت دوما مع الحكام المستبدين الذين كانوا يحكمون هذا البلد واليوم تسعى لجعله ساحة لحرب أهلية طاحنة تحرق الأخضر واليابس .
فالرئيس اليمني ومعه وزير خارجيته رياض ياسين يطالبان مجلس الأمن الأمريكي ومجلس التعاون الخليجي بتدخل عسكري فوري. وسعود الفيصل يعتبر أنصار الله ( إرهابيين ) ثم يهددهم بالفناء إذا لم يأتوا إلى الرياض أو الدوحة مرغمين لإجراء مفاوضات مع شركائهم تحت تهديد السيف السعودي الذي له خبرة طويلة في قطع الرقاب. ودهاقنة الطائفية من التابعين لهذين النظامين يشنون حربهم الكلامية ، ويرفعون عقيرتهم من فضائياتهم ويطالبون بالتدخل الفوري في اليمن قبل أن تضيع منهم مثلما ضاع العراق وسوريا من قبل. وكأن العراق وسوريا العريقين كانا ضيعتين من ضيع مملكة آل سعود وإمارة آل ثاني ثم آنفصلتا. إن التدخل الخارجي لو حصل في اليمن فإنه سيضيف تعقيدات أخرى للمشهد اليمني المعقد من أساسه. ولا يمكن أبدا لهذا الشعب المتمرس في القتال أن يكون لقمة سائغة لملوك البترول ومشايخه لكي ينشروا( الديمقراطية) فيه بأبهى صورها. كما يدعي ديناصورات الوراثة والظلام. وكان الأجدر بهم أن يحترموا شعوبهم أولا قبل إنقاذ الشعوب الأخرى كما يدعون .
وماأكثر فضائح هؤلاء الحكام القتلة في غاباتهم المقفلة ؟وما أشد انتهاكات حقوق الإنسان فيها؟ وما أظلم سجونها وأقبيتها السرية التي تداس فيها كرامة الإنسان بشكل يفوق كل التصورات ويجعل العقل البشري في حيرة من أمره لشدة وحشية القائمين على أمر الشعوب والمتسلطين على رقابها منذ عشرات السنين . هذه الدمى المستبدة والأصنام تريد حكاما على طريقتها تعبد من دون الله وتغرس مخالبها القذرة في لحوم شعوبها حتى الثمالة حتى أن تمزيق لحم الإنسان البريئ وهدر دمه وتهشيم جمجمته ببساطيل العسكر المتوحش الذي يأتمر بأوامر السلطان، ويهدم البيوت الطينية على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ أصبح شجاعة مابعدها شجاعة وفخر كبير للقتلة الأوباش ليقول لهم الحاكم أحسنتم كثيرا مثلما كان يقولها أحد طغاة هذه الغابات المقفلة في العراق (عافرم) باللهجة العراقية حين كان أوباشه من فصائل أمنه مخابراته وفدائييه يقتلون المناضلين في الأقبية السرية . ومثلما داست بساطيل قوات درع الجزيرة لقمع شعب البحرين الذي يطالب بحقوقه المشروعة . هذا هو طاغية اليمن اليوم العميل الأمريكي السعودي عبد ربه منصور هادي الذي هو آمتداد لسلفه الطاغية علي عبد الله صالح يطالب قوات درع الجزيرة لتغزو بلاده وتقمع الحوثيين ومن يؤيدهم . ولا يمكن أن تكون هذه المغامرة لو حدثت نزهة في قارب كما يتصورون . فجماعة أنصار الله ومن معهم يمثلون شريحة كبيرة من الشعب اليمني تمرست في القتال وعرفت طرقه وأساليبه جيدا. و قد شن عليهم الدكتاتور اليمني علي عبد الله صالح ستة حروب وفشل في القضاء عليهم فشلا ذريعا، ويحاول سلفه أن يكمل الدور بدلا من أن يتعلم من دروس التأريخ، ويسعى لتوحيد الشعب اليمني ضد المؤامرات الخارجية يراه العالم يستعين بالقتلة من القاعدة وأنصارها ليشكل منهم ميليشيات تحمي عرشه لإشعال حرب طاحنة في اليمن والتي لايعرف أحد مداها . والحجة القديمة الجديدة البالية هي (الوقوف بوجه المد الصفوي الفارسي . ) وكأن الحوثيين ليسوا شريحة مهمة من أبناء اليمن ونقلتهم الدولة الفارسية من طهران إلى صنعاء ليقوموا ب (إنقلاب على الشرعية) كما تدعي أبواقه والأبواق التي تؤيده. وكما قال الشاعر :
عن المرء لاتسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
إن هذه التهم التي ماأنزل الله بها من سلطان والتي تصورها وسائل دعاية آل سعود وآل ثاني حاملي راية الطائفية في الوطن العربي المنكوب بهم وبأمثالهم والمنتشرة كالأخطبوط نتيجة المال السخي الذي يصرف ببذخ على أجهزة دعاياتهم وفضائياتهم التي تعد بالعشرات وعلى رأسها الجزيرة التي جندت كل ماتستطيع من حملات إعلامية ظالمة ضد أنصار الله وكأنهم سيغزون العالم وتصورهم بالإرهابيين والساعين ألى نشر المذهب الشيعي في اليمن الذي أصبح في نظرهم إنهم أخطر بكثير من داعش والقاعدة وملحقاتهما. والتي تتستر الجزيرة وصويحباتها على كل الجرائم التي قامت بها هذه القطعان التكفيرية الدموية بحق الشعب اليمني . ومن خلال هذه الهستريا الطائفية التي تجتاح الوطن العربي يرتكب الحكام المجرمون جرائمهم دون حساب أو عقاب ولا حتى احتجاج خجول يصدر من أحد ما داخل هذه الغابات المقفلة التي يصول فيها هؤلاء الحكام الطغاة ومن يفعل ذلك فإنه يذهب في ستين داهية وكأنه آرتكب جريمة الخيانة العظمى.
إن اليمن اليوم يعيش على فوهة بركان وآل سعود الذين يهددون بالتدخل العسكري في هذا البلد يدركون تمام الإدراك إنه يختلف كليا عن البحرين التي غزوها وقمعوا شعبها. ويتذكر اليمنيون جيدا مواقف آل سعود المعادية حين وقفوا ضد الثورة اليمنية التي أطاحت بنظام الإمام الظلامي محمد البدر الذي كان يحرم حتى العلاج على اليمنيين. ولا ينسى اليمنيون حين إنطلقت طائرات ف16 من أوكارها لأول مرة لتدك بيوت الآمنين الفقراء في صعده بوحشية متناهية لم يشهد التأريخ لها مثيلا ولم تستطع قهر إرادة اليمنيين. وهكذا عودنا هؤلاء الحكام الديناصورات في غاباتهم المقفله كيف يتحولون إلى وحوش كاسرة بحق الفقراء الثائرين . والحوثيون الذين يحاول آل سعود القضاء عليهم اليوم ليسوا إنفصاليين أو انقلابيين أو إرهابيين كما تصفهم وسائل الإعلام الطائفية . لكنهم يطالبون بحقوق أبناء شعبهم المهدورة منذ أعوام طويلة. فالطائفية التي ملأت صدور وقلوب هذه الديناصوريات الوراثية هي التي تدفعهم لمحاربتهم والقضاء عليهم . وأقولها بكل صدق وأمانه إنني لم أكتب هذه الكلمات انتصارا لمذهب ما ولكنني انطلقت من أفق إنساني لدعم المظلومين من أية قومية أو مذهب كانوا. ولا أدري كيف ينام هؤلاء ( العلماء ) من وعاظهم على أسرتهم ويشهدوا مثل هذه الانتهاكات الصارخة في عقر دارهم ثم يطالبون الغرب باحترام الإسلام وقيمه النبيلة ولا تتحرك فيهم المشاعر لنصرة المظلومين من أبناء جلدتهم من المسلمين ويرونهم كيف تتمزق وتتناثر أجسادهم بالمئات في المساجد ويتهمون من يدافع عن حقوقه بتهم ماأنزل الله بها من سلطان.
لقد أصبح هذا الوطن العربي حقا زنزانة كبرى وغابة مقفلة تمارس فيها كل عمليات القتل المحرم وما على الشرفاء والأحرار من الكتاب والمثقفين وكل من يدافع عن كرامة الإنسان وحقوقه من منظمات حقوق الإنسان الكثيرة العدد والقليلة الفعل أن تشحذ طاقاتها لوقف المجزرة في اليمن . وعلى اليمنيين الوطنيين العقلاء أن يوحدوا كلمتهم ويكونوا واعين لما يحاك ضد بلدهم من مؤامرات . والتدخل العسكري الذي يلوح به من لايريد لهذا الوطن أن يستقر سيكون وبالا على هذه الأنظمة المتعطشة إلى هذا التدخل قبل أن يكون وبالا على اليمنيين أنفسهم . وسيرى العالم أعواما طويلة من صراع دموي في هذا البلد لايبقي ولا يذر.
جعفر المهاجر – السويد
25/3/2015م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ثمن الاتفاق الدفاعي بين السعودية وأمريكا وهل ستصبح الرياض


.. تونس: الحكم بالسجن سنة على إعلاميين اثنين على خلفية تصريحات




.. هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تتلقى تقريرا عن واقعة


.. أوروبا ستبني قبة حديدية في وجه بوتين والناتو قد ينشر قوات في




.. رئيس الوزراء البريطاني: حانت اللحظة المناسبة لتختار بريطانيا