الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل الاسد وبقاءه

كور متيوك انيار

2015 / 3 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


رحيل الاسد وبقاءه

كور متيوك
تصريحات جون كيري الاخيرة في الذكرى الرابعة منذ بدء الازمة السورية التي اكد فيها عدم وجود حل عسكري للازمة السورية ، وتاكيده بأن التفاوض مع الرئيس الاسد مهم لوضع نهاية للازمة ، يتزامن مع المفاوضات الامريكية الايرانية حول برنامج الاخير النووي ، وفي حال توصل الجانبين الى اتفاق في هذا الشهر فسيكون للاتفاقية تاثيراتها على كامل المشهد في الشرق الوسط ، وسيعود ايران كلاعب اقليمي مهم يحظى بالدعم الامريكي ، والتفاوض مع الرئيس الاسد يمثل بادرة حسن نية من قبل امريكا لايران ، كما أن التشديد على ضرورة رحيل الاسد التي ظلت موقف ثابت من قبل المجتمع الدولي طيلة الاربعة سنوات الماضية فشلت تماماً .
الرئيس بشار الاسد مازال على راس هرم السلطة في سوريا بينما المعارضة السورية فشلت تماماً في اجباره على تقديم تنازلات او التخلي عن السلطة وبدلاً من ذلك تحولت المعارضة السورية الى مجموعات ارهابية مثل داعش وجماعة النصرة وغيرها و اصبح تهدد ليس فقط سوريا بل تهدد الاستقرار و الامن الاقليميين من سوريا حتى العراق ومن ليبيا حتى مصر و دول اوروبا عن طريق تجنيد شباب اوروبيين للانخراط في صفوفها ، و ربما أتضح للإدارة الامريكية بأن دول الخليج التي اشعلت الحرب السورية لغرض توسيع النفوذ الخليجي خاصة النفوذ السعودي والقطري عربياً ؛ لا تملك سياسة واضحة للخروج من ازمة السورية و انها مدفوعة برغبة الانتقام الاعمى .
الهجمات التي تعرض لها صحيفة شارلي ايبدو في فرنسا والزيارة الذي قام بها نواب فرنسيين الى سوريا والتقاءهم بالرئيس بشار الاسد رغم الهجوم الشرس الذي تعرضوا لها ، لكنهم برروا خطوتهم بان التفاوض مع الاسد هي افضل استراتيجية للخروج من الازمة التي خلفت ملايين المشردين واللاجئين السوريين في دول الجوار ، وكذلك مئات الآلاف من القتلى والجرحى ، زيارة النواب الفرنسيين كانت غير تاكيد على تغير المواقف الدولية حول الازمة السورية وكذلك حديث المبعوث الدولي لسوريا بان الخروج من الازمة يتوجب التفاوض مع الرئيس بشار الاسد ، لم يكن الشعب السوري يستحق كل هذا القتل والدمار فقط ليتنحى بشار الاسد من السلطة .
لقد كانت امام المعارضة السورية فرصة كبيرة لإحداث تغيير كبير في سوريا في نظام الحكم والحصول على المزيد من الحريات في سوريا ، وبما كانت للمعارضة السورية من دعم امريكي وفرنسي وبريطاني وخليجي من حيث الاسلحة و الاموال ، لكن بدلاً من أن تنظر للازمة نظرة وطنية سورية ، نظرت اليها بعيون خليجية ومصالح السعودية وقطر وتناست بان مستقبل واستقرار ووحدة سوريا اهم من ملايين الدولارات الخليجية ، ولو تعاملت المعارضة السورية بواقعية مع الازمة لاستغلت التقدم الذي احرزتها في بداية الصراع لتكسب على طاولة التفاوض لكنها لم تفعل ذلك .
امريكا بعد دعم استمر لثلاثة سنوات ادركت أن المعارضة السورية لم تنضج بعد وهي غير قادرة على اتخاذ قرارات للخروج من الازمة وتنتظر التدخل الامريكي للإطاحة بالرئيس بشار الاسد كما تم الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين ، لكن استراتيجية الرئيس باراك اوباما هي عدم التدخل العسكري في أي بقعة من العالم والحرص على الانسحاب من العراق و افغانستان ، رغم الدمار الكبير الذي لحق بسوريا والقتل والتقتيل الذي استمر لمدة اربعة سنوات الا أنه مازال على المعارضة السورية أن تعيد التفكير في استراتيجياتها وتضع مصلحة سوريا في المقدمة ومن ثم مصلحة دول الخليج ، فرحيل الرئيس الاسد لا يستحق كل هذا الدمار في سوريا ، السلام والاستقرار هما اولوية ومن ثم رحيل الاسد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذي
فريد جلَو ( 2015 / 3 / 26 - 01:55 )
لم برحل مثل هؤلاء الهتلريون الا بالقوه كما انه لن ولم يرحم شعبه كما فعل رديفه صدام حتى لو استكان الشعب والقوه هي قوه الجماهير الكادحه السوريه التي يجب ان تنجب قياده ثوريه تتقدمها وليس قياده هاجسها السلطه من صناعه امريكيه او تركيه او خليجيه اوقيادات تدعي الثوريه وهي تخاف ظلهاا

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج