الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنا الله ان لم يصبح الاسلام دين بلا مذاهب او ارهاب ..

عمرو اسماعيل

2015 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت سابقا .. وهو كلام موجه للمسلمين العلمانيين و هم في رأيي الأغلبية بين المسلمين دون دراية منهم .. وللساسة في العالم العربي ان ارادوا ان تبقي بلادهم دون تدمير .. وللمثقفين بصرف النظر عن رأيهم في الدين ففي النهاية يحتاج البشر للدين مهما حاول بعض المثقفون كما هو الحال في موقع الحوار المتمدن القضاء علي فكرة الدين .. فأنا رأيي ان هذا المجهود الرائع يجب أن يوجه نحو اقناع العامة بدين اسلامي متسامح كما فعل الغرب مع الدين المسيحي .. تحولت المسيحية من سيطرة الكنيسة السياسية و مجاكم التفتيش الي دين متسامح اختياري يتوافق مع الفكر العلماني السياسي و الثقافي .. فمثقفي الغرب وساستهم ادركوا انه لا يمكن القضاء نهائيا علي الدين و محاولة ذلك ستأتي بنتيجة عكسية ..

نحو الاسلام كدين بلا مذاهب وارهاب

انزل الله الاسلام علي رجل واحد هو محمد صلي الله عليه وسلم من خلال كتاب واحد اوحاه اليه هو القرآن الكريم وتعهد فيه الله انه له لحافظ .."" انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون""
والله قال في كتابه الحكيم انه اكمل الاسلام كدين في حياة محمد صلوات الله عليه وسلم ,,"اليوم اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" ..والرسول وكبار صحابته منعوا تدوين الحديث حتي لا يختلط بالقرآن وكان في حياتهم معني السنة هو ماتواتر تواترا مؤكدا من أفعال الرسول مثل طريقة الصلاة والحج وغيرها من العبادات ..وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يضرب من يتحدث عن الرسول.. والاحاديث المنسوبة لكبار الصحابة في صحيح البخاري الذي اولاه المسلمون تعظيما كادوا ان يصلوا به الي مصاف القرآن ,تعد علي اصابع اليد الواحد رغم انهم اكثر من تعايشوا ورافقوا الرسول صلي الله عليه وسلم ..ورغم كل ذلك لم يكلف المسلمون انفسهم السؤال لماذا لم يتحدثوا عن الرسول؟
فالاسلام ليس من اصوله صحيح البخاري ولا رأي مالك ولا ابو حنيفة او الشافعي او ابن حنبل ..ولا اقوال ابن تيمية ولا فتاويه ,,ولا ماقاله سيدنا علي ابن ابي طالب رغم حبي وأعجابي به ولا الأئمة الاثني عشر عند الشيعة ..واي مسلم في عصرنا يملك عقلا ويعرف القراءة والكتابة ويقرأ القرآن الذي يملك العقل والقلب وقد تواترت اليه كيفية اداء العبادات .. يعرف كيف يقيم شعائر الاسلام ويعرف كل احكام الاسلام ويعرف الحلال والحرام ولا يحتاج لكل هؤلاء العلماء والفقهاء الذين يدرسون علي المذاهب الاربعة ويقرؤون ويحدثون عن الصحابة والتابعين .
الاسلام الحقيقي ليس فيه المذهب المالكي ولا الحنفي ولا الشافعي او الحنبلي ... والاهم ليس فيه سنة ولا شيعة ..وهما في الحقيقة مذهبين سياسين تكونا داخل الاسلام نتيجة الصراع السياسي بين علي ابن ابي طالب وبين معاوية ابن ابي سفيان ..الشيعة هم من أيدوا عليا والسنة وأهل الجماعة هم من استسلموا لمعاوية خوفا من سيفه او طمعا في عطاياه ..
لقد حول الفقهاء و من أطلقنا عليهم لقب الأئمة الاسلام من دين عظمته في بساطته الموافقة للفطرة والعقل الي دين معقد مليء بالخلافات الفقهية والخلاف الذي يصل الي حد الاقتتال وسفك الدماء وخاصة بين السنة والشيعة امتدادا للأقتتال الذي حدث بين الصحابة انفسهم لاسباب سياسية وصراعا علي السلطة .
الله نفسه وفي محكم قرآنه في سورة آل عمران يقول :
} هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ """
فلماذا نتبع ما تشابه ونترك الآيات المحكمات اللاتي هن أم الكتاب .. ونختلف في تفسير من هم الراسخون في العلم ..
لماذا لا نتعبد بالقرآن ونعتبر سنة رسول الله ماتواتر عنه تواترا لا يقبل الشك مثل طريقة الصلاة ؟؟
لماذا لا نأخذ من الاسلام دعوته الي العدل والتسامح والمساواة ؟
لماذا لا نأخذ آية هي آية محكمة من أم الكتاب و هي الاية السابعة في سورة الممتحنة كأساس لعلاقتنا مع اتباع الاديان الأخري :
} لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
ولنبحث معا هل يحاربنا أحد في الدين الآن .. هل تمنع اي دولة في العالم اي مسلم يعيش علي ارضها ان يمارس شعائر الاسلام ؟وهل تمنع المسلمين من بناء المساجد بل وحتي مراكز الدعوة الاسلامية؟ طالما تقوم هذه المراكز بالدعوة بطريقة سلمية ودون استخدام العنف او التحريض عليه .. وهل حتي نعاملهم بالمثل .. الحقيقة أنه لا أحد يحاربنا في الدين الآن ولا أحد يمنعنا من الدعوة للأسلام بطريقة سلمية رغم اننا لا نتعامل مع الآخرين بالمثل وبالتالي لا ينهانا الله أن نبر هؤلاء ونقسط اليهم وهذا الامر ينطبق تقريبا علي كل شعوب العالم ولا اتكلم هنا عن الحكومات..
نأتي الي الجزء الآخر من الآية وهو من يعتدوا علينا ويخرجوننا من الارض .. وهؤلاء لابد ان نقاومهم ومقاومة المحتل هو أمر تقره كل المواثيق الدولية بل وكل الشرائع السماوية وليس الاسلام فقط ..ولكن السؤال هو كيف تكون المقاومة .. تكون بمقاتلة العدو وليس قتل المدنيين من الشعوب التي لا تتحمل وزر حكامهم .. المقاومة تكون بمهاجمة القوات العسكرية وليس بقتل العزل من المدنيين وخاصة الاطفال والنساء .
أما اذا قررنا ان نستمر فيما نحن فيه من تحويل الاسلام من دين للتعبد و التأسي به في اكتساب مكارم الاخلاق وقيم العدل والتسامح والعمل والمساواة الي دين للتنابذ بسبب اراء الفقهاء الذين قدسناهم واعتبرنا ارائهم هي الاسلام نفسه .. والي دين يقتتل بسببه اتباعه انفسهم ويتبادلون تفجير المساجد والاقتتال فيما بينهم كما يحدث في باكستان بين السنة والشيعة وكما بدأ يحدث في العراق .. والي دين يضطهد فيه اتباعه اتباع الاديان الاخري ويحرمونهم من نفس الحق الذي يطالبون به لأنفسهم ..
واذا قررنا ان نصر علي تحويل الدين الاسلامي الي دين النحر والذبح مثل افعال القاعدة و داعش وبوكو حرام .. أذا قررنا ان نسير في هذا الطريق .. فاني احذر من يصر علي ذلك انه يحفر بيديه الطريق نحو القضاء علي الاسلام كدين في هذا العالم .
وسيتحمل هذا الوزر اشباه أيمن الظواهري وأبو بكرالبغدادي وغيرهم في العالم العربي من دعاة العنف والتعصب والتطرف الاسلامي .. أيمن الظواهري الذي تحول بسبب هذا الفكر من مهنة انقاذ الارواح الي مهنة أزهاق الأرواح ..
ان لم نرجع بالاسلام ليصبح دينا كما أراده الله لنا وأتم نعمته به علينا .. فسنتحمل جميعا وزر القضاء علي هذا الدين العظيم .. الحقيقة المرة انه لا مكان في العالم الآن لاي امة تعتقد انها علي حق والآخرون علي خطأ .. العالم كله اصبح يعتبر هذا المفهوم مفهوما فاشيا وسيتكاتف للقضاء علي من يدعي ذلك كما تكاتف للقضاء علي هتلر وموسوليني رغم انهما كانا ابيضا اللون مثل بني جلدتهم ويدينان بنفس دين من قضوا عليهم فما بالك بنا .. فهل نعي .. لنا الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام السطحى
كامل حرب ( 2015 / 3 / 26 - 03:19 )
يا عزيزى انت مسلم بالوراثه وايضا فهمك للاسلام سطحى جدا وليس بهذه البساطه التى تتخيلها ,معظم الايات التى ذكرتها هى ايات مكيه مسالمه وذكرتها لكى تبين وداعه وطيبه وسماحه الاسلام ,المشكله اعمق من هذا بكثير ,هل سمعت مثلا عن الايات المدنيه الارهابيه الدمويه وسوره السيف والتى نسخت كل الايات المكيه المسالمه وهل سمعت عن معضله الناسخ والمنسوخ وتناقضات القرأن الفجه وهل سمعت قول الرسول عندما قال قولته الشهيره ايها القوم انى قد جأتكم بالذبح ,لماذ اذن الغزو والسلب والنهب والسرقه والاغتصاب والعبوديه وقد نزلت كلها فى ايات القرأن ,اذن عزيزى القرأن هو الذى يحض على كل هذه الجرائم والمذابح والشرور وكله مدون فى الكتاب وليس اسرائيليات او شبهات او خلافه ,انه قرأن كريم ,انت فى مشكله لانك تجهل اسلامك الحقيقى وهذه مشكله الغالبيه الكاسحه من المسلمين


2 - ففي النهاية لا يحتاج البشر للدين 1
محمد البدري ( 2015 / 3 / 26 - 22:25 )
من يحتاج الي الدين فهو بلا جدال لم يرتقي الي مستوي الانسان الخالق والخلاق والمسؤول عن ذاته ولديه احساس بالمسؤولية عن فضح تاريخه لادراك مدي الكذب والتضليل فيه من كل الفاسدين الذين حكموه باسم نفس الدين بل واخترعوا له الدين بكل بجاحة وصلافة لضمان عبوديته واذلالهم له والذي يراد لنا الاعتقاد اننا في حاجة اليه. فإذا كان القابع في اللاوعي الجمعي للعامة انه كدين تم فرضه بالعنف مؤيدا بآيات العنف التي يراد لنا تجاهلها وكأن الدين كان متسامحا معهم من اليوم الاول لنشاته. حتي الدين المسيحي الذي يماطل مسيحي مصر ببلاهة غير مسبوقة بانه متسامح كان دمويا. وكما فعل الغرب معه لم يكن متسامحا علي ارضها في نسخته الكاثوليكية وبكل مذاهبه المتعددة في اوروبا. فما بالنا والاسلام الذي هو فعلا قائم علي العنف ولا شئ فيه سوي العنف. أما موضوع المذاهب فتلك كارثة أخري فلا يوجد دين بلا مذاهب. ووجودها كمذاهب كان ضرورة من ضرورات مكر التاريخ فهي التي كشفت مدي الخلافات في نص يقول عن نفسه في نسخته الاخيرة -- انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون--، وهي جملة بلاغية ... يتبع


3 - ففي النهاية لا يحتاج البشر للدين 2
محمد البدري ( 2015 / 3 / 26 - 22:26 )
لكنها تتهم ضمنا دون برهان الاخرين بانهم مزيفون ومحرفون. الدين هنا يا عزيزي يشبه المتهم الذي حام حول مكان الجريمة ويكاد ان يقول خذوني. قطعا لم يحدث الوعي بما في الدين من كذب وتضليل لحظة ولادة المذهب تلو الاخر لكن بسبب الوعي الناتج عن المعرفة والتعليم والكشوف ووجود طبقات اجتماعية همها الاول تعليم البشرحتي المذاهب نشأت بالدم والعنف كما في اوروبا وحروب الثلاثين عاما. لكن بعد ان نما العقل النقدي من كثرة الخسائر والدماء في محاولة لنصرة مذهب علي مذهب كان علي غريزة البقاء ان تدرك انها تضيع طاقتها ووقتها ومستقبل البشرية دفاعا عن اوهام قابعة في السماء لا تفعل شيئا إزاء كل هذا التخلف والعنف بعد ان كانت تتدخل لاسباب تافهة ووضيعة لتبرأة فلان أو اتهام علان. فمن المضحك ويدعو العالم لان يضحك ما يفعله المسلمون بانفسهم القول بان الدين وخاصة الاسلامي به مكارم أخلاق؟ اي ان مصر لم يكن بها اخلاق وهي تبني حضارة اعجازية. آفة حارتنا هي النسيان يا استذ عمرو كما قالها نجيب محفوظ وحاول تذكيرهم بها فحاكموا روايته حتي لا يتذكر المصريون مآسيهم مع الاديان.