الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين العراق واليمن ، صحوة العرب المتأخرة

جاسم عبدالله الصالح

2015 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية




وأخيرا تذكر العرب أنهم عربا وأثارتهم الأحداث الجارية في اليمن ، ولم يحركهم ما يحدث في العراق منذ اثنتي عشر عاما ، فبعد أيام من احتلال الحوثيين لليمن وسيطرتهم على العاصمة صنعاء بدعم وتخطيط إيراني ، محاولتهم فرض السيطرة وتشكيل الحكومة والانقلاب على القانون والدستور ، المواجهات المسلحة والتحرك نحو عدن التي تحولت لعاصمة مؤقتة بعد سقوط صنعاء ، كل ذلك أثار مخاوف الدول الخليجية والعربية من هيمنة إيران اكبر بعد أن سيطرت على لبنان وسوريا وأجزاء من العراق ، نعم إنها الحقيقة التي يخشى البعض الإفصاح عنها ،
والتساؤل هنا أين العرب مما جرى ويجري في العراق ، أليس العراق جمجمة العرب ، أليس العراق بوابتكم الشرقية ، أليس العراق سدكم المنيع عبر التاريخ ، أليس العراق من جيش جيوشه للدفاع عن فلسطين والجولان ؟
لا ينسى العراق دور الدول العربية الداعم للعراق إبان الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي دفاعا عن مصالحها ، في الوقت الذي كان العراق واجهة العرب وسدهم المنيع الذي يصد المخاطر الإيرانية الهادفة للتوسع والامتداد على حساب العرب ، نعم انه العراق الذي صان كرامة المواطن العربي ، وحفظ الحدود العربية لتبقى وطنا واحدا من المحيط الى الخليج ، ليست إيران الطامعة والهادفة للتوسع فحسب بل إن إسرائيل التي لا تتربط معها بحدود لم تسلم من التهديدات العراقية المستمرة بعد أن تطاولت وتوغلت في أراضي العرب وهم يعجزون عن الدفاع عن أنفسهم ، الصواريخ العراقية والجيش العراقي كانا السبب في عودة الطامعين بخيبتهم بعد أن كانوا يخططون لإعادة احتلالهم السابق للأراضي العربية ، بكل هذه البطولات التي سطرها العراق دفاعا عن العرب والعروبة ، لم يقف إلى جانبه احد في ما حل به وما واجهته من حروب وتحديات ،
لا ننسى او نتناسى اجتياح الكويت الذي كان السبب وراء تخلي الدول العربية عن العراق لكن هذا ليس السبب المقنع لموقف العرب من عراقهم الذي تحول لساحة خالية للأغراب ، اليوم وبعد سيطرة الحوثيين الأداة العربية لإيران في المنطقة ، لم تكتف إيران بما تقوم به في لبنان وسوريا والعراق لان حلمها في إعادة الإمبراطورية الفارسية ليس له حدود ، شكلها الأخطبوطي يسعى للتوسع أكثر لكن لماذا هذا الموقف حين وصل اليمن ؟
أليس من الأجدر للعرب أن يتحدوا ويتكاتفوا لدرء المخاطر عنهم عبر بوابتهم الشرقية اي العراق ، لماذا هذا الصمت مما يجري للعراقيين على أرضهم التي تسمى عربية ، أين كان هذا التحالف العربي مما واجهه العراقيون ؟
لماذا هذا التناقض مع الذات ، الم يدافع العراق عن الجزر الإماراتية المحتلة ؟
الم يدافع العراق عن الكويت بوجه إيران قبل الاجتياح في التسعينات ؟
أما عن الحرب الأمريكية الأخيرة ، فقد رفضت تركيا الغير عربية استخدام قواعدها لضرب العراق مقدّرة أعراف الجوار ، أقلعت الطائرات الأمريكية التي قصفت العراق من قواعدها في الكويت وقطر والبحرين والأردن بعد أن دخلت من قناة السويس المصرية !
أين عروبتكم من العراق يا من تدعون العروبة اليوم في اليمن ، واليوم ، فان العراق يواجه الإرهاب الذي بدأ يزحف عليكم بعد أن نخر في جسد العراق المنهك ، بعد أن تخليتم عنه وتركتموه وحيدا في مواجهة مصيره المجهول ، خطر بدأت ملامحه تلوح في أفقكم ، لا ندرك سبب انسلاخكم من عروبتكم مع العراق وارتدائه من جديد مع اليمن ، ما الفرق الذي نجهله ونحتاج لتفسيره نحن كعراقيين ، كان من الأجدر بكم أن تتشرفوا بدعم العراق وان تتحالفوا لأجل شعبه المظلوم ، الشعب الذي دافع وضحى وثار لقضايا العرب المصيرية !
لا جدوى من استخدام الطائرات والبوارج الحربية لاستعادة اليمن ، فرأس العرب بين احتلالين وكلاهما يهددان العرب جميعا ، وأتمنى أن تكون هناك صحوة عربية قريبة تجاه العراق وإلا فان العواقب ستكون وخيمة على الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا