الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوبة العراق ومايحصل في اليمن

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2015 / 3 / 26
كتابات ساخرة


تتذكرون حكاية الفأرة التي وجدتها أم البيت وصرخت :
أنقذوني فأر في البيت .. فأر في البيت
ولمن لم يشاهد تلك الحكاية ببرنامج أفتح ياسمسم سنحكيها له مقابل ألف وربع فنحن في زمن التقشف بسبب الأستنزاف الهاديء المضطرب للأرواح والمقدرات والنفط , تقول القصة :
وجدت أمرأة فأراً في بيتها فجلبت قطة كي تتخلص منها, هربت الفأرة فيما القطة كسّرت الأشياء وشربت الحليب وأكلت السمكة , فأستنجدت الأم الحاذقة بكلب لتتخلص من القطة , وهربت الأخيرة لكن الكلب فتح الثلاجه والمجمدة وأجهز على خزين العائلة ,وهكذا أستمرت الأم بجلب الأقوى ضد القوي حتى عادت لتجلب الفأرة نفسها لترضى بها فهي الوحيدة القادرة على هزم الفيل وهو آخر ما أستعانت به الأم المحترفه , لأن الفئران تدغدغ أظافر الفيله فتهرب منها الأخيرة مذعورة خائفة
تلك الحكاية كثيراً ما أتخذتها كقالب يحتوي خططنا (كعرب عاربة ومستعربة ) فصارت قانوناً يفسر كل مايحصل لنا , وطول السنون كنا نمقت أنفسنا لنبدي إعجاباً منقطع النظير بالدهاء الغربي وخصوصاً الأميركي الشايلوكي الذي يحسب الأشياء بالورقة والقلم فيما يسمونه (خطة) , فهم بارعون بالخطط , يخططون لعشر سنين قادمة , أو مئة أو ألف سنة , هكذا تصورنا , حتى أتت الأيام حبلى بالخيبات التي شملت أيضاً العالم الغربي بعد عدوى الخراب الذي أصاب العالم مقتلاً , أميركا تضرب القاعدة في اليمن قبل أحتلالها للعراق و منذ 2001 على ما أتذكر , قبل تدمير المدمرة (كول) التي صارت ذريعة للتدخل , أنسحبت قبل أيام , لتعود هذه المرة وقد غيّرت خططها , خارج المفاهيم والمنطق , فقد هاجمت اليوم (بصورة مباشرة أو غير مباشرة) الحوثيين وهم غرماء القاعدة , تلك الأمور الجسام التي تحدث اليوم في اليمن ,هي أولاً ثمرة التدخل الأميركي - بدءاً من علي عبد الله صالح الى توكل كرمان شاهدان يرزقان - أثبتت اليوم أن الخطة الأميركية صارت بلا خطة , من الصومال الى أفغانستان الى العراق ثم اليمن تخبط و أستهتار وفقد لزمام السيطرة , حاولت أن أجد تفسيراً لما يحصل , بحثت وبحثت حتى وصلت الى العام 2003 , كنت أروم العودة من العمل في جو عاصف أصفر حين شاهدت جثث الشهداء الأبرياء مرمية على الطريق والدبابات الأميركية تدوسها , صدمت كما اليائس المنسي فرددت مع نفسي (حوبة العراق ستحرق العالم في يوم ما) , وهاهو العالم ينساق خلف أحداث قسريّة تسوقها العواطف والعقائد جرجرت بالتدريج أقدام أمريكا ومعه الغرب طبعاً ليقعوا بنفس المستنقع الذي وقعنا به ليستنزف كل ماعندنا , الشيء الغير أكيد (ربما) ستكون النهاية في اليمن أو مناطق قربها , تسقط فيها الكثير من القوى اللاعبة أو المفترضة والتي أجتمعت جميعها على أن تكون بلا عقل ولا تدبير ولا خطّة , أما الشيء الأكيد فهو أن العالم أقل أماناً الآن شئتم أم أبيتم , عساكم سالمين أحبتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??