الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأسمالية المحسوبية

البدراوى ثروت عبدالنبى

2015 / 3 / 26
الادارة و الاقتصاد


 بداية الخمسينات و سيطرة الافكار الاشتراكية على الوضع فى مصر و اعلان الرئيس جمال عبدالناصر تأميم الشركات الكبرى المملوكة للأجانب و أيضا السيطرة علىى الملكيات الزراعية الخاصة للطبقة البرجوازية المصرية ، و من هذا الوقت بدأ الجميع فى عداء هذه الطبقة و تدخل الدولة فى الاقتصاد و الاستثمارات و تقسيم الاراضى الزراعية بقانون الاصلاح الزراعى و بدا يحدث انهاك للتربة الزراعية أدت فى الوقت الحالى الى تدمير زراعة القطن المصرى المعروف عالميا بجودته و منها كان تدميرا لنوع من الدخل القومى المصرى ....
فى تلك المرحلة تحولت الثقافة المصرية من ثقافة نخبوية الى ثقافة شعبوية وليس الامر ببسيط ، انتهت تلك المرحلة لدخول فى نوع جديد مما سمى الانفتاح الاقتصادى فى عهد الرئيس أنور السادات بدون وضع القوانيين الخاصة لتنظيم الأموال التى تدخل الدولة ...

_الاسواق الحرة ترتكز بقوة الى الاعراف والقوانيين المرنة  التى تمنع من السرقة فالرأسمالية ليست بحلبة تصارع فيها المصالح دون أدنى إعتبار للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان و الأخلاقيات ليست كما يصور من يسعون لتدمير هذا الفكر ، بل الرأسمالية لها تنظيم كامل من القوانيين المرنة و آليات حديثة متجددة تجدد نفسها كما قال سميث  فى كتابة "ثروة الأمم" و انه لو سمح لكل مستهلك بحرية اختيار السلعة التى يرغب بشرائها وسمح لكل منتج أيضا أن يبيع ما يشاء وأن يضع السلعة التى يشاء و بالطريقة التى يرغب فسينتج تنوع فى الانتاج و اسعار مناسبة  وهذا من مميزات الرأسمالية .
_الرأسمالية تقوم على رفض السلب والنهب واقامة الثروات على هذا الأساس فهى تسخر قدرة الإبدلع الإنسانية فى خدمة البشر وذلك باحترامها للإبتكارات المعلصرة و التشجيع عليها وهذا هو العامل المراوغ الذى يفسر الفارق بين الطريقة التى نعيش بها الأن والطريقة التى عاشت بها أجيال وراء أجيال من البشر قبل القرن التاسع عشر ، و التغيرات التى حدثت لم تكن تكنولوجية فقط بل كانت داخل المؤسسات من خلال منشآت تجارية جديدة كل نوع ، الجهود المبذولة فى العمل الخاص بأعداد مهولة من الموظفيين طوعا لتربط اسواق وادوات مالية جديدة منها المدخرات وقرارات الاستثمار الخاصة بمليارات البشر على مدار الأربع وعشرين ساعة يوميا .
_الرأسمالية معنية فى الأساس بخلق القيمة ليست كما يفعل الطواغيت فكانوا بحضون عبيدهم على بناء المستقبل.
_أيضا هى معنية بإضافة القيمة من خلال حشد الطاقة والبراعة البشرية على مستوى غير مسبوق عبر تاريخ البشرية.

و اليك مثالا يوضح أن الدول التى يقال أنها تتحول الى السوق المفتوح بدون القوانيين و الاعراف ما الذى يحدث بها !
_

فقد الروبيل أغلب قيمته فى عام 1989 وصارت السندات الروسية المملوكة للمستثمرين الأجانب تصلح للإستخدام كورق حائط !
ولكن هنا لماذا فشلت التجربة الرأسمالية الروسية ؟

قبل الإجابة على هذا السؤال أيضا الوضع الاقتصادى المصرى أشبه بالاقتصاد الروسى بتشبيهه بالاقتصاد الرأسمالى و خاصة من بداية مرحلة الانفتاح فى عصر الرئيس السادات و ذات بشكل كبير بأواخر عصر الرئيس مبارك خروج من اشتراكية الدولة و الشروع فى عمل اصلاحات اقتصادية ومنها الخصخصة و تطوير شبكات الاتصالات ، القرية الذكية و عمل منطقة صناعات ثقيلة بالسويس ولكن لماذا فشلت أيضا ؟
_التشابه بين الاقتصاد المصرى و الروسى أنهم خرجوا من رحم أنظمة اشتراكية وخلفيات  عسكرية .
انجرفت الدولتان الى ما يسمى " رأس مالية المحسوبية " الخطير الذى بموجبه يستغل من هم بالحزب الحاكم و المديرون السابقون و الجنرالات ليحولوا المؤسسات الاحتكارية الخاضعة للدولة الى مؤسسات احتكارية خاصة وواصلوا سيطرتهم عليها فوقع البلدان فى قباضات المتهربيين من الضرائب و الانفلات الامنى  ...
ما المستفاد من ذلك ؟
هنا قال تود جى باكولز "افكار جديدة من اقتصاديين راحليين" على ان الاقتصاد الحر يتأسس على منظومة كاملة من القوانيين فالاقتصاد الحر لا يعنى الفوضى بل يتطلب وجود محاكم لتفعيل العقود و شرطة لمعاقبة الفاسدين و وجود وكالات نشيطة لتحصيل الضرائب .

اذن وجب التفريق بين راسمالية السوق و راسمالية المحاباة و هذا ما نوضحه فى المقال الثانى بالتفصيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين نيلين - حرب السودان تهدد إنتاج النفط في جنوب السودان


.. كيف هي العلاقة بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية؟




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة




.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24