الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهزات العربية المجهضة -من جنة الربيع المزهر الى جحيم الزلزال المدمر-

محمد البكوري

2015 / 3 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سماها المفكر الفلسطيني عزمي بشارة "رجات التغيير" و اعتبرها استاذ الفكر السياسي المغربي عبد الحي المودن "رجات ثورية"و نظر اليها استاذ علم الاجتماع السياسي الفلسطيني ابراهم ابراش على انها "حراكا شعبيا " او "ثورات شعبية " ووصفها البروفيسور الامريكي لاري دايموند ب "الصقيع المتجمد" واصطلح عليها اعلاميا وجماهيريا ب "ثورات الربيع العربي" . ومهما تعددت المسميات و اختلفت التوصيفات ، يبقى انه و منذ بداية سنة 2011 قد حدث في السياقات العربية تحولا تاريخيا عظيما. تم تكسير براديغمات الطاعة و الخضوع و الاذعان و الخوف ... وتم الصدح بمطالب ذات سقف اعلى و على راسها "الشعب يريد اسقاط النظام/ الفساد /الظلم /القهر... " من تونس، كانت الهزة الارتدادية الاولى ،معلنة بمؤشرات جلية ،واضحة ،بادية للعيان عن زلزال مهول سيلحق بالدول العربية ،سيفتك باركانها الاستبدادية و سيفتت بنياتها الديكتاتورية و سيشتت انظمتها القمعية . خرجت الحشود الغفيرة الى الشوارع و الساحات و الميادين ، رافعة حناجرها ضد دوغمائية الكراسي للحكام العرب ،معلنة عن لحظات مفصلية ستمر منها الامة العربية التي ستتحول من امة "بكماء" ،وان نطقت تنطق بالسر الى امة صادحة، سترفع صوتها بالجهر،بعد تفكيكها لعقدة الخوف وتفجيرها للطاقات الثورية /التثويرية، المنادية بقيم الحرية و العدالة و المساواة و الديمقراطية ... و المطالبة بتدمير اسس الوضع القائم و التحول نحو الافضل .كما تم ايضا، التعبير و بكل الاشكال -و على راسها الشكل الاحتجاجي - عن الرغبة العارمة في انهاء كل مظاهر الحكم السلطوي الغاشم، المسؤول الاول و الاخير ،عن وضعيات البؤس و الشقاء، التي مافتئت ترزح تحت نيرها بلدان الوطن العربي ، سياسيا، اجتماعيا ،اقتصاديا و قيميا.. . تحقق المراد مرحليا : تغيرت رؤوس الانظمة بتونس ومصر و ليبيا و اليمن -باستثناء سوريا- نظمت انتخابات، انجزت اصلاحات ، ومنها الاصلاح الدستوري ... فتخيل الكثيرون ،ان نسائم الربيع العربي المنظر له ،قد بدات تهب ،وستشرع في انعاش روح الانسان العربي ، بعد ان ماتت موتا سريريا .مرت الايام و السنوات ،ليتفاجا اكثر المتفائلين منا ،بتحول مسارات الثورات الى انتكاسات ،وليتحول حلم الربيع المزهر الى و اقع الزلزال المدمر "تحولت الثورات -كما راى عزمي بشارة في كلمته الافتتاحية في المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية و الانسانية بمدينة مراكش يوم الخميس19مارس2015-الى العنف و هو الامر الذي يمكن التوصل اليه بالتحليل العقلاني ، حتى قبل الادانة الاخلاقية". ظلت احلام الشعوب قوية في الظفر السخي بزهور الربيع العربي -زهورالديمقراطية- لكن الرياح العاتية للعاصفة الهوجاء التي تلت فترة الحراك و نتائجها الاولية فيما يرتبط بالتغيير المنشود ،هبت لتدمر اسس هاته الاحلام و لتصيرها في نهاية المطاف "اضغاث احلام" . انسفت التطورات الديمقراطية و اجهضت التطلعات الى الحرية و برزت كيانات اهلية و تسربت الجماعات الارهابية مستغلة الفراغ القاتل الذي اضحى يسري في شرايين بعض انماط من الدول الهشة ، لتسود مظاهر الفوضى ولتعود هواجس الخوف من جديد ، بعد ان تراءات في الامس القريب معالم تراجعها .تحول العنف المشروع -وفق الفهم الفيبري -الممارس من طرف الدولة الى عنف غير مشروع ممارس من طرف الجماعات المتطرفة ،و هو العنف الاكثر دموية و قسوة "ذبح، حرق، فتك و سفك... " تلاشت اغلب رهانات الحراك العربي- حيث مثلا توخت الشعوب العربية ثقافة التسامح لتجد نفسها في مواجهة ثقافة الدم - لينبت على ضوء ذلك خطاب نوستالجي ، يحن الى زمن قمع الحكام وفق مقولة " سلطان غشوم خير من فتنة تدوم " . اصبح المطلب الرئيسي لهاته الشعوب: الامن اولا والديمقراطية ثانيا و باقي القيم من حرية و عدالة و مساواة ثالثا. صفوة القول ، يحق لنا في اطار استشرافي طرح التساؤل الاشكالي التالي :هل هذه هي المخلفات الاخيرة لهذا "الزلزال العربي المدمر" ام ان الاتي من الاحداث هو الاصعب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال