الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين رأيك والبيتزا !!

محمد الحداد

2015 / 3 / 27
كتابات ساخرة


هذه هي نصف تغريدة على تويتر، حيث تقول التالي:

أني طلبت البيتزا، ولم أطلب رأيك !!
تغريدة جميلة جدا، تصف حال كثير من تصرفات مجتمعاتنا بالتدخل بما لا يعنيهم من شؤون الآخرين، فما إن سمع أحدهم أثنين يتحدثون، إلا وحشر أنفه بينهم، فيقول لو تفعل هذا، ولا تفعل ذاك.
والألعن من يتدخل بإسم الدين، على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكأنه وصي إلهي، مكلف من الله بتوصيل حكمه ووصاياه، ومأمور أن يرشد الناس إلى طريق الصواب الذي يراه من وجهة نظره هو، وقد لا تكون هي الصحيحة بالضرورة، فالشيئ الواحد له عدة وجوه، يعتمد على زاوية النظر.
الرأي الآخر مطلوب لو سمح بذلك صاحب الشأن نفسه، ما عداه يعتبر تعدي وتجاوز على حق صاحب الشأن.
والرأي الآخر مطلوب لو كان النقاش حول شأن عام يخص الجميع، ولكنه غير مطلوب لو كان حول شأن خاص.
فلو كنت أناقش أمرا سياسيا مثلا، أو حالة تسلق الأسعار قمم الجبال، فهنا مباح إعطاء الرأي، بل مطلوب، لأنه يزيد من أفق النقاش، هذا لو كان المحاور والمتداخل نشط عقليا.
ولكن يمكن أن يدخلنا بأنفاق مظلمة لو كان المحاور يحب التحاور من أجل الحوار فقط، مثل قيل وقال، وهلم جرا.
سجلت في تويتر منذ زمن طويل، ولكني قليل الإستخدام له، ومقل في التغريدات، ولكن يعجبني في الأونة الأخيرة قراءة ما يكتبه الآخرون، ليس كلهم، ولكن البعض منهم يعرف جيدا كيف يختار المفردة، و أين يضعها .
أما متابعة الفنانين، فقد وجدتها مضيعة للوقت، ولن أتعلم منهم شئ، فأكثرهم قليلي القراءة، وضعيفي الثقافة، ولا يهمهم في الدنيا أن يستنيروا أكثر، كي يكونوا نورا وقدوة لمتابعيهم، بينما تجدهم يركزون على المظهر، فهذه ترتدي فستان صممه المصمم فلان، وتلك تصرف الملايين على المجوهرات.
وهذه تقول صباح الخير من كازابلانكا، وتلك تقول أكلت فطور لذيذ، وثالثة تقول انتظروني بألبومي القادم فزوجي وافق على خروجي شبه عارية فيه، وهو خجول لا يحب الظهور للجمهور !!
على قول أخوتنا المصريين:
وانا ما لي بزوجك وبيكي.
تفاهة في تفاهة، قد يخدعون بها بعض المراهقين، ولكنهم لن يخدعوا المتعلمين، أو أقلها المثقفين.
كثر هم ممن يستخدمون أدوات التواصل الإجتماعي للدعاية لأنفسهم، ولكن قلة فقط هي المؤثرة حقيقة في وعي المجتمع ونضوجه.
فلا تغركم كثرة المتابعين لفلان أوعلان، فكثرة المتابعة لا تعني رقي ذاك الشخص، بقدر ما هي دليل على مدى تأثير هذا الشخص بمن يتابعه، فقد تكون مطربة جميلة القوام سيئة الصوت والكلام، أو قد يكون أحد دعاة الدين حلوي اللسان، شيطان الأفكار.
لا أدري لحد اللحظة هل أن المغردين في تويتر يستعملون الكلام البذيء كما زملائهم بالفيسبوك، حيث لغيت حسابي هناك بسبب قلة الأدب، ولكني لحد اللحظة أجدني مرتاحا لما أقرأه، فلا أجد سبا وشتما، بل أقرأ الكثير من الحكم الناتجة عن تجارب شخصية.
عموما فالأخلاق تنبع من تربية ذاك الشخص في بيت أهله و بيئته ومجتمعه ومدرسته، وتشير إلى أي اسرة جميلة راقية الخلق تلك التي ربت حسن الكلام والمنطق، وإلى أي أسرة تعبانة منحطة لبذيء اللسان، الشتام و اللعان.
وأكبر مثال على الرأي الذي لم يطلبه أحد، هو رأي هيئة الأمر بالمعروف والنهي على المنكر السعودية، فهي لم تكتفي بأن أحدا لم يطلب رأيها، ولكنها تجبر الناس على الأخذ برأيها، وإلا فالجلد موجود، يسبقه الضرب والإهانة.
سأطلب بيتزا الآن، ولن أطلب رأي الهيئة مطلقا في حياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث