الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مآلات التحالف بين حكام الفساد العربي

سامي بن بلعيد

2015 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مآلات وأفاق التحالفات بين أنظمة الفساد العربي
.............
الشعوب العربية تنتصر لحكامها الفاسدين
........................................................
كل الاحداث والمتغيرات التي تجري على أرض الواقع العربي تنمُّ بما لا يدعِ مجال للشك بأن القبضة الشمولية للأنظمة العربية هي النتيجة وإن كل أشكال الديمقراطية والتنوع وحقوق المرأة وحقوق الانسان بشكل عام سيتم القضاء عليها تماماً ولن يبقى إلا شذرات من كل الأطياف سيستخدمها الحكام للاستعراض بها امام العالم كما كان يفعل من قبل بل انه هذه المرة سيكون أكثر حرصاً من أي وقت مضى ولن يفتح المجال ثانيتاً لأي ثغرة لحرية الفكر التي من شأنها أن تحرّك الشارع
من يتابع تصريحات نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية حول التحالفات التي تجري حاليا بين الحكومات العربية يدرك تماماً إن هذه التحالفات تعتبر ردة فعل لثورات التغيير التي قامت في الوطن العربي خلال السنوات الاخيرة
حيث قال نبيل العربي : إن الوطن العربي من خلال مقابلة له على قناة العربية إن الوطن العربي وأمنه القومي تعرض لمخاطر جسيمة في السنوات الاخيرة كادت ان تفتك به
وعندما سألته الصحفية : لماذا لم تشاركون المعارضة السورية قال لا لا لا هذا امر لايخص المعارضات وإنما يخص القمة العربية
ومن يتابع الاحداث ومجرياتها في الوطن العربي وبالذات منذ اندلاع ثورات الشعوب التي رُفع من خلالها شعارات الحرية والمدنية وبناء الانسان , من حينها والحكومات العربية وإسرائيل والغرب يتحركون على كافة المستويات للقضاء على تلك الثورات التي أربكتهم ولكنهم وجدوا لها الدواء الشافي الذي يتمثل بالصراع الطائفي وقد وضعوه بديلا للشعارات الثورية التي جعلت الشعوب تنهض بقوة وكاد حكام بعض الدول ان يتساقطوا كأوراق الخريف
ولكن للأسف تمكن حكام الفساد والقوى الاستعمارية من تهميش الثورات وتعطيلها وتمكنوا من إقصاء كل القوى الوطنية بمختلف الطرق وكانت القوّة أو أساليبهم ثم شراء الولاءات وبعدها تلك الفتن الطائفية الخبيثة التي عزلت العرب عن قوى تحررية وربطتها مجددا بقوى الاستعمار ثم أنتهى الامر بالتحالف الدولي مع اليمين التوسعي الغربي على مختلف تنوعاته
ثورات الربيع أيقظت وعي شعوب كان مغمى عليها فنهضت وهي تتأرجح من مكان الى آخر وأغمي عليها ثانيتاً الى يد من سبب لها الإغماء المزمن وها هو اليوم يسقي الشعوب من نفس كأس المنية الذي ظل يسقيها منه ( الفتن الطائفية والحزبية والقبلية والمجتمعية ) التي تمكنت من تفتيت النسيج الثقافي للشعوب على مدى قرون من الزمن
ونحن اليوم نرى التحالفات بين حكومات الفساد وجيوشها وقوات أمنها العائلية التي تتقاسم معها الثروات لضمان حمايتها ويبدو إن الوطن العربي ذاهبٌ الى غياهب السجون الفكرية التي عاش فيها العرب على مر السنين الطويلة وذهابه هذه المرة بثياب عليها ألوان براقة ولكنها ستكون الأكفان والتوابيت التي ستضع الشعوب ثانيا داخل مربعات الجمود والنقل والتقليد وسوف نرى الامم تنهض من كل اتجاه وعلى رأسها ايران الذي ستتخلى عن دعمها لبعض قوى المقاومة العربية مقابل تطوير برنامجها النووي الذي سيجعل من ايران دولة تشبه ألمانيا واليابان ونحن سنكتفي بالنباح والنياح عندما يشتد الضيق فينا ولكن بدون جدوى
الخطوة القادمة بعد اليمن ستكون سوريا وبذلك سيكون الغرب اليميني وإسرائيل وعملائهم من الحكام العرب قد تمكنوا من إغلاق إي منافذ للفكر والتجديد والحرية وسوف يتم تدجين الشعوب بطريقة الخضوع للحاكم وسيتم إقصاء كل القوى الدينية المتنورة وكذلك القوى العلمانية والديمقراطية وكل ذلك من أجل ضمان تدفق الثروات العربية للغرب اليمني التوسعي الذي يرعى الحكومات العربية العميلة له
قضية فلسطين هناك عباس يشتغل بشكل دقيق ومتزامن بما يخطط له عملاء اليمين الغربي ولن تكون هناك أي نجاحات للقضية الفلسطينية على المدى الزمني الطويل .
من كل ذلك نستنتج إن كلام ابن خلدون ومالك بن نبي والجابري وأركون والعروي وطرابيشي وعلي حرب وحنفي وغيرهم من المفكرين العرب قد كان صحيحا جدا وإن القيود التي تعرقل مسار العرب وتدفعهم عكس حركة التطور الحضاري العالمي ولا يمكن للعرب ان يستفيقون إلاّ بالقضاء على تلك القيود المتمثلة
1- قيد الاستعمار المباشر والغير مباشر
2- قيد الحكام بأمر الاستعمار
3- قيد الثقافة المجتمعية المتسم بالجهل والصراع والتناقض وحب الظهور والاقتتال الداخلي وممارسة الرذيلة
وهذا القيد الثالث يزيد من تعقيده تحكم القيد الاول والثاني ولا فكاك لكل العرب إلا بالتحرر من تلك القيود الثلاثة ولكن الامر يبدو وكأنه مستحيلا نظرا لما وصل اليه غالبية العرب من الجمود وضحالة الوعي والانحلال والاختلاف الذي يزيد من حدته حكام الفساد والاستعمار الذي يحركهم والذي كما يبدو انهم على أعتاب مرحلة جديدة ستحكم قبضتها على الشعوب ولن يكون هناك أي متنفس على الإطلاق إلا بقدوم رياح تغيير دولية قد تقلع قوى التوسع والاستعمار الى غير رجعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعفو سيدي
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 3 / 27 - 21:06 )
العفو سيدي وقليلا من عنصرية العربان حتى تدكر المفكرين بحقيقة اصولهم ( ابن خلدون ومالك بن نبي والجابري وآركون ) كلهم امازيغ او بربر كما يحلوا للعرب تسمياتهم معدرة ولكن هاد حقنا في الانصاف الفكري على الاقل مادامت اوطاننا تحت الغزو الاستعماري مند 1400سنة تحياتي

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية