الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خربشات مغترب

رشيد شكري

2015 / 3 / 27
الادب والفن


المأساة ولعلها ليست بمأساة أن الذات المغتربة -اغتراباً وجودياً، إنسانيا وفكرياً وليس اغترابا مكانياً أو جسدياً- لا تستطيع أن تنفي حقيقة كونها تشكل قطعة فريدة من فسيفساء هذا المجتمع، بالرغم من أنّ هدا الأخير يبقى بالنسبة لها كياناً مضاداً و ربما ذلك العدو اللدود الذي لا مفرّ لها من مواجهته، مهما اتسعت المسافة بينها ( أي الذات) كروح و محيطها، بفعل التناقض الصارخ و المثالية الرومانسية التي تؤثث جدرانه.
إذا كان لابد من تعليق.
فبكل بساطة، أحاول أن أعكس هواجس شاب، يبحث عن الذات ويصارع اغترابه بسلاح التأمل والكتابة، هذا هو تعريفي لفكرة الاغتراب حسب ما تمليه عليّ تجربتي.

اعتراف
حتّى الآن، لا زلت شاعرا يتغذى على السريالية، ولي كل الصلاحيات في أن أعدم الكلمات على مِقصَلَةِ الحلم والخيال. أمّا الواقع، فهو في درك ما تحت الغربة، هناك، حيت يوجد منفاي عن إنسانيتكم الهشة. أنا قطرة دم تسيل في نهر هائج، لا أكاد أميزني من سرعة تياره، و لا أقدر على جمع أشلائي من غضبه، فهو في سباق محموم نحو حتفه في المصب.

المنعطف الأول
لي حيرة تلازمني و أنا أخوض بين ثنايا الواقع و المُسلمات. للوجود حكمة؟ للحكمة وجود؟ أم هي فقط من صنع الموجود؟ أمن العدل أن تطارد الوجود وتغفل صانعه؟...

وتستمر الحيرة.
قلقك الوجودي لغز لابد له من حل؟ أعني. هل أنت موجود فعلاً وأنت تقرأ هاته الكلمات؟ هل ما تعيشه الآن يسمى حياة أم هو مجرد حلم ستستيقظ منه بعد حين؟ أشك فعلاً في من يقول انه تكفينا حياة واحدة لإيجاد الحقيقة. لابد من حياتين، حياة هنا و حياة هناك في اللّأدري، لكي تكتمل الصورة.

دع كل شئ ورائك.
لما لا تتقن فن التجاهل كأيها الناس؟ فسواء غردت داخل السرب أو خارجه فلا أحد يسمع تغريدك. "أكثر الصور بشاعة هي صورة إنسان خاضع للظلم"، هكذا غرّد نيتشه في غربته.وأنا أقول له، عفوا يا سيدي، دعني أحيطك علماً من هنا، من قمة اليأس، أن مازوشية الضحية قد أدمنت ألم سوط الجلاد و أستلذ الجلاد صبر وبرودة دم الضحية، فلا نعلم من يكون الأول وما هوية الثاني، كلما ندركه الآن أن هناك واقع، وهناك لذة، وهناك ألم، وتستمر الخيبة.

عالم بلا مرايا
انسوا كل ما سبق، ودعوني أرافقكم إلى عالم بلا مرايا، تخيلوا معي فقط عالما بدون صفحات مياه تعكس فيزيونوميتنا البئيسة مهما بدا جمالها، ولا تلك القطع من الزجاج التي توسوس على ما تكتنزه دواخلنا من فضول و حب للحكمة، ولا صور، تشوه فكرة العقل الذي قيّمه ديكارت وهو يمسح الطاولة بأعدل قِسمة.

الأرق.
أرق الحنين إلى الطفولة يسكن الجوارح بينما الحياة محكومة بالتقدم إلى الأمام. أتمنى لكل الحالمين والمستسلمين عودة مباركة إلى بؤس الواقع.

أنت.
"تق في قدرتك على التغيير وعلى إيجاد المعنى وسترى أن تناقضاتك هي التي ستصنع إبداعك و ستبعث من الرماد لهب تأملاتك الأزرق"، هكذا خاطبت نفسي ذات تغريدة، وانصرفت إلى الحياة متواطئا مع فسحة الأمل.

* طالب باحث
https://www.facebook.com/rachid.action *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك


.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??




.. رقم قياسي في إيرادات فيلم #شقو ?? عمرو يوسف لعبها صح??


.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان




.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا