الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيروت المدينة المستمرّة

أروى المهنا

2015 / 3 / 28
الادب والفن


لفتني العنوان في الدار العربية للعلوم ناشرون " بيروت المدينة المستمرَّة" لم أتردّد في شراء الكتاب وخاصّة أنه للأستاذ والشّاعر زاهي وهبي وحيث أن للُغته في الشّعر مساحة جميلة في مكتبتي "راقصيني قليلاً" مثلاً، وليكتمل تذوّقي لبيروت كان علي أن أقرأ هذا الكتاب لأُضيف لمسة شاعر على هذه الصورة التي أحفظها في قلبي لكل زيارة قمت بها لبيروت ولأُرضي فضولي أمام علامة إستفهام بنهاية فكرة تُحاكي نفسها بصوت عال كيف ستكون بيروت لاحقاً بعد قراءتي له ؟ , يتساءل الشاعر زاهي وهبي في كتابه " وهل بيروت تصنع الآخرين أم يصنعونها ! " أجزِم أيها الهائم في وقع ماتترُكه موسيقيّة هذه الأبجدية المتلاحقة لتكوّن " بَيْرُوت " أنها من تقوم بفعل ذلك . ستقرأ الحرب التي كانت حاضرة في ذاكرة زاهي بقوة في صفحاته ستمشي في شوارع أفكاره التي استطاع بها أن يختزل الوجع بأكمله بلغة أدبيّة لايُمكن أن يجيدها غيره وكأنه يرتّل الوجع ليتركك تتُوه لوهلة رغم هول الحرب التي تقرأها في كل هذه الحرفنة التي يكتب بها , أخذ زاهي من الثّقافة ودور المثقّف والشّعر والكلمة والمقهى الذي يجمعهم مأخذاً مهماً في سردِه بالرّغم من أنه لايؤمن كما ذكر في وجود طبقة المثقّفين مستنداً أنه ولكل بشري العقل والمقدرة على التمييز وإدراك الأمور لكن الإسترسال في دور الثقافة مابعد الحرب وأثناءها كان مهماً كوجود وكيان مستقل أثبت نفسه بنفسه وهذا أثبته لنا زاهي وهبي بدوره . حيث يقول ( بيروت مدينة الروح . لبيروت روح ونبض وكم من المرات هُدمت بعوامل طبيعية أو " إنسانية " وظلت تنبض . سر بيروت لايكمن في عماراتها ، شاهقة أو خربة ، ودورها مُكتَسَب على مرّ سنين وأزمنة ، وكيف إذن ظل الروائيون يروون ، والشعراء ينظمون ، والرسامون والمسرحيون لولا تلك الروح الكامنة في أعماق مدينة لم تكن يوماً أسطورة ، لكنها كانت تخترع كل يوم أسطورة تمحوها في اليوم التالي لأسطورة جديدة ) ولي أن أقتبس معنى " حداثة الحياة " من الشاعر لكي أبتدئ وأنتهي بها هكذا قرأت بيروت هذا النتاج الفكري الذي لايمكن أن يُمثّل إلا ذاته وبغير ذاته لن يكتمل بكل ما يحمل من خيبة وإنتصار من ضحكة وغصّة من سنين كانت كالعلقم ومن أخرى أتت كالمَطر متسربلة مابينها ، وفي مخيلتي كل من مرّوا بها كتّاباً وشعراء وأدباء أمثال " أحمد شوقي ، محمود درويش ، لميعة عباس ، غادة السّمان وغيرهم ممن تشهد لهم الأبجدية بإتّخاذهم "بيروت" مآلاً لتحليق أكثر حريّة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا