الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا يجب أن يكون التنظيم الماركسي في البلدان الريعية

جاسم محمد كاظم

2015 / 3 / 28
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


هكذا يجب أن يكون التنظيم الماركسي في البلدان الريعية
ليس السير في الدرب الماركسي معبد بالورود لان الماركسية ككلمة مجردة تحتوي في دواخلها لهيب الثورة وأنها رفض لكل نظرية معرفة وأيدلوجيا مفروضة تبنى على الاستغلال وتحدي لكل السلطات الحاكمة بالنار والحديد المجندة لصالحها أيدلوجيا الدين وسلطة رأس المال النقدي .
وهي تحدي للسلطة القائمة وكل قانونها الحقوقي وجلادي سلطتها التنفيذية لأنها تريد قلب هذا العالم السائر على رأسه من اجل أن يقف على قدميه .
وعند الأقدام والسير بهذا الدرب الخطر لابد من دراسة الواقع المعاش دراسة واقعية وتمييز الوضع الطبقي وفرز الطبقات ومن هي الطبقات السائدة المتحكمة بوسائل الإنتاج وأين يكمن التناقض الطبقي في المجتمع .
يعتبر التنظيم الشيوعي محطة متقدمة في هذه المسيرة لأنة يجمعك بنفس الطبقة المحرومة الباحثة عن العيش والحرية حيث ترى معاناتك في عيون الغير ويصبح التعبير عن الرأي أكثر قوة .

لكن الكارثة الكبرى في هذه المسيرة حين يصبح التنظيم سجنا آخر لهذا العامل المستلب وقاصرا عن فهم احتياجات طبقته المكونة ويتعامل بإستراتيجية وتكتيك مثير للشبهة وبصورة براجماتية فهو ماركسي في حدود التنظير والنقاش وإسلامي في مرحلة التعامل وقومي في موضع آخر .
يقول الرفيق النمري في أكثر مقالاته بان عدو الطبقة العاملة اليوم هو البرجوازية الوضيعة التي تستلم النقد بلا عمل وتمتلك مقاليد السلطة وتسخيرها لايدولوجيا الدين وامتلاكها لكل الأجهزة القمعية والقوانين الجائرة التي تحضر واحد من أهم حقوق الإنسان وهو التظاهر إلا بموافقة وزارة الداخلية سيئة الصيت .
وتصبح المهمة صعبة جدا حين تكون القيادة الفوقية للتنظيم منفصلة عن القاعدة وتمتلئ من بقايا البرجوازية الوضيعة التي تعبث بالتنظيم كيف تشاء .
ليس التنظيم الشيوعي لعبة صغار كما يقول أنبياء هذا التنظيم من خلال العمل الدؤوب لإقامة حكم الطبقة العاملة أو المناداة بالمساواة والعدالة الاجتماعية .
وهنا تكمن مهمة القائد الشيوعي المحنك والخبير بخفايا الأمور وكيفية التعامل معها عبر ترجمة واقعية لكتاب لينين على الواقع " مالعمل " ... وهو بناء تنظيم عمالي فولاذي القوة عبر شبكة أخطبوطية من المواصلات والعملاء السريين وكأنك لا تبني حزبا قدر بنائك لجهاز ذكي للمخابرات المركزية .
يستطيع هذا التنظيم بانسيابية كبيرة من التعامل مع كل الأحداث بدون تعريض أعضائه لخطر الموت البارد أو الزج بهم في سجون السلطة وينظر بحذر لكل الترهات المعروضة في سوق اليوم من سخافات التعددية الثقافية والأعتياش السلمي مع بقية الأيدلوجيات .
لان من يمتلك وسائل الإنتاج هو من يمتلك السلطة الفعلية وتكون الكارثة في البلدان الريعية التي تعيش على ريع النفط حيث تنمو الطبقات العفنة المرتكزة على قوة الجيش والشرطة ومليشيا الموت حيث تنمو أيدلوجيا الدين بشدة ويحتقر العمل والعمال وبقية الطبقات بقوة قيمة النفط الهائلة التي تفرض سطوتها على الكل .
لذلك فان العمل الشيوعي في مثل هذه البلدان محفوف بالمخاطر الجمة الهائلة فمن واجب التنظيم الماركسي أن يرتدي بدله الخاكي جنب إلى جنب مع بدله العمل اليومي ويحمل بيد أدوات العمل الحياتي وباليد الأخرى بندقية الكلاشنكوف.
وصدق المتنبي حينما قال
ومن أطاق التماس شي غلابا ..... واغتصابا لم يلتمسه سؤالا
كل غاد لحاجة يتمنى ........ أن يكون الغضنفر الرئبالا .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

جاسم محمد كاظم









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيوعيين مطالبين بالعمل ضد المصالح الامريكية
علاء الصفار ( 2015 / 3 / 28 - 19:50 )
تحيات الاستاذ جاسم محمد
كثر الحديث عن الطبقة العاملة والحزب الشيوعي والطبقة الراسمالية الصناعية لزمن ماركس ام لينين.العمل الثوري بكل بساطة ولا تسطيح, للاحزاب الشيوعية في البلدان النامية هو نضال لصاح الفقراء والكادحين.لقد ارسى فهد (يوسف سلمان) النضال الثوري في العراق فقارع سلطة الملك و وقف ضد الاستعمار وجمع حول الحزب الفلاحين والفقراء.عمل هوشي منه على تحرير الفيتنام بدون التنظير في امر تطور الطبقة العاملة في الفيتنام وكذلك كاسترو و شي جيفارا. اليوم النضال الطبقي يتصاعد في اليونان وامريكة اللاتينية والبرتغال واسبانيا وايطاليا, ليتلوى جسد البلدان الراسمالية( دول السوق الاوربية).مهمة الاحزاب الشيوعية العربية اليوم هو اعاقة مشاريع امريكا واوربا بالسيطرة على العراق ام مصر وسوريا, بهذا يعمل الشيوعيين على تعميق ازمة امريكا مما يتيح للبروليتاريا في المركز استغلال الازمة الاقتصادية لضرب سلطة الراسمال.و ليس الجلوس في المنطقة الخضراء مع قوى الاسلام السياسي التي تعمل على تعمية النضال الطبقي وابراز الصراع الطائفي بمعية امريكا!وكماعمل الشيوعيين الاوائل على تحطيم حلف بغداد.التنظير يجب يصحبه عمل ثوري!ن


2 - الاستاذ علاء الصفار الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2015 / 3 / 29 - 05:44 )
لكن في العراق لايوجد هذا العمل الثوري الخلاق بل مسايرة المركب الاميركي اسمى تحية


3 - وهم الشيوعيه
حسن ( 2015 / 3 / 29 - 13:50 )
بما ان الفكر هو انعكاس للواقع الموضوعي وبما ان الواقع الموضوعي في حالة حركه وتغير دائم وان كل شئ من حولنا يتغير ويتطور لذلك اجد ان اعتبار الشيوعيه هي المرحله النهائيه للتطور هي فكره طوباويه لاتختلف عن جمهورية افلاطون المثاليه لان وجود مرحله نهائيه يعني بالضرورة الجمود والسكون وهذا محال .ماريد ان اقوله :ان النظريه الماركسيه قابله للنقد والتطوير وعدم اعتبارها كتابا مقدسا كما يفعل رجال الدين.


4 - الاخ حسن تحية
جاسم محمد كاظم ( 2015 / 3 / 29 - 17:01 )
ليس المهم الاسماء قدر انتهاء الظلم واستغلال الانسان وسمها ماشئت تحية

اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ