الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح العراقي وهموم الناس والوطن

عصمان فارس

2015 / 3 / 28
الادب والفن



المسرح العراقي وهموم الناس والوطن

في بداية السبعينات أدركنا إن المسرح عبارة عن وطن كيف ننقل هموم الناس الى هذا الوطن الصغير الذي إسمه المسرح ؟ فاالخطاب المسرحي يبدأ من مخاطبة وعي الجمهور وخلق مسرح مثقف يثير وعي الجمهور ويحرك الشارع وفي زمن الحروب والموت المجاني وكبث الحريات والاحتلال والجوع تبدأ وظيفة الفنان على عكس ونقل صورة الواقع .وكانت الريادة لخلق الوعي لدى المتلقي وجود معاهد الفنون الجميلة في بغداد والسليمانية والبصرة وأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد في تنمية الوعي لانساني ودور الاساتذة الفنانين في نقل علم المسرح وإزالة الجدار مابين المتلقي والمسرح. كنا شباب ونتلقى التعليمات من أستاذ وفنان مثل إبراهيم جلال ونستمع الى نقاشاته القيمة والشيقة بخصوص وظيفة المسرح وهو يصرخ المسرح لايعني محاكاة الطبيعة كما يقول أرسطوا المسرح بالنسبة لنا محاكاة للواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي كنا نشعر ببوادر التغييرمسرح يخاطب القلب والعقل ومسرح عبارة عن خطاب وحديث انسان مع انسان ومسرح الاحتجاج والمطالبة بالحقوق المسلوبة
وجدنا المنهج البريختي وهو المنهج المناسب للتعبير عن الهموم على خشبة المسرح ومعظم المسرحيات والفرق المسرحية أنتجت لغة مسرحية جديدة ووظيفة المسرح مخاطبة الانسان عندما يكون اللقاء حميمي وودي مابين الممثل والجمهور لقاء دم ولحم وعقل وقلب مسرح الحياة والاداء الانفعالي وجهآ لوجه دون أسوار مع المتلقي واستراتيجية العمل من خلال المناظرات والمحاظرات والمناقاشات وأهذاف تعليمية والاستمتاع وتوفير المعرفة والخبرة والدراسات المتعمقة لأشكال المسرح والورش الفنية وتنمية خيال المتلقي وللنقد المسرحي دور كبير في إستقطاب الجمهور والتعريف بإتجاهات المسرحية والكاتب وكيفية وصول المسرحية الى الجمهور من خلال البيانات المهمة والفنية وجذب وتنمية الذوق السليم وأحدات المسرحية والعاملين في المسرحية ، فمثلآ مسرحيات الاطفال وكسب جمهور وطلاب المدارس على شكل أفواج يتدفقون الى المسرح مثل سرب الطيور ومسارح مخيفة ومظلمة لبنايات قديمة وموضوعات مثيرة ومكبرات الصوت وخلق إجتماع يسمح للطلاب الاطفال أن يشعروا بالمتعة والفانتازيا والشعور بالامان وان يكون الوقت المحدد ليس أكثر من ساعة لكي يستطيع الجلوس والتركيز ويكون اسلوب السرد فعال ومشوق
بغداد كانت تفوح برائحة الادب والفن والسياسة بغداد كانت لذيذة بشوارعها وناسها وسحر الحياة ورئة الثقافة شارع السعدون وصالات السينما والمسارح والمكتبات وكانت الموسيقى والكتاب غداء الروح وكنا نبحر في قارب السعادة كنا نقرأ جميع المذاهب الفنية والادبية والواقعية والواقعية الاشتراكية في المسرح والسينما والادب ماكنا نعرف المذاهب السنية والشيعية وكانت مسارحنا ملتقى لسحر الحوار المبهر والخلاق وكان يوم المسرح العالمي وشهر أذار ربيع العمر في بغداد ليس مجرد مناسبة فنية بل كان وبدون مبالغة حدثآ وطنيآ وإنسانيآ نحتفل به مثلما نحتفل بأعيادنا الثقافية العامة وكنا نتطلع اليه من عام الى عام وكنا نتطور ونكسب المزيد من الخبرة والمتعة والفرح ، أجيال تلتقي تحت خيمة الوطن المسرح جيل الرواد وجيل الوسط وجيل الشباب الذي مافتيء يفرخ المواهب في فن الكتابة والتمثيل والاخراج وسائر فنون المسرح وكنا سعداء بمسرحنا مسرح الكلمة والموقف ومتعة الفكر وربما كنا على أبواب صحوة فنية تشهدها الساحة الثقافية والصحافة والنقد المسرحي والدراسات الاكاديمية وبغداد كانت ملتقى لكل التيارات الفنية رغم فوهات ومدافع سلطة الرقيب فرق مسرحية أهلية خاصة وفرق حكومية وعروض معهد الفنون الجميلة وأكاديمية الفنون الجميلة وعروض مسرح الريبرتوار على طول السنة تعرض مسرحيات محلية وعربية وعالمية وجمهور رائع وافواج وقوافل من المحافظات تزور المسارح وصالات السينما ووجود لوج للعوائل
وكان المسرح لاينتمي لأهل المسرح فقط ولكنه كان فن الجماهير وفن الشعب والكل كان يسعى حادآ لربط قضايا المسرح بقضايا الحياة والفنان العراقي كان يحمل قلبآ يفيض من الحب والود وكان فيضان دجلة والفرات وهو يهب حياة الفن خصبها ونماءها وكان هدف الجميع أن يجعل من المسرح ومن الفرق المسرحية مؤسسات ديمقراطية ونبراسها فرقة المسرح الفني الحديث بكل العاملين وفرقة مسرح اليوم وفرقة المسرح الشعبي وفرقة العراق المسرحية وفرقة الخنساء والفرقة القومية للتمثيل واساتذة وطلبة أكاديمية الفنون الجميلة ومعهد الفنون الجميلة ومسارح كربلاء ونينوى والبصرة والحلة وجمعية الفنون الجميلة في السليمانية الكل ساهم في تقديم تجارب الشعب الحياتية وواقعهم المعاش والمقصود هنا خلق مسرح لصيق بهموم وطموحات الانسان العراقي البسيط وكانت الساحة الفنية تزخر بكوادر فنية من أروع الفنانين العراقيين وأرقاهم في الطرح والتفكير وفي تقديم اجود العروض المسرحية
والتجارب والابتكار ومعظم المسرحيات كانت تمتاز بالجدة والطرافة والاثارة المسرحية بذكاء والالتحام مع القضايا المعاصرة وتميزت بعض العروض بالتأويل والذكاء واستعمال الرموز والشفرات والالتحام بقضايا الواقع ومحاولة الخروج من فخ العقائدية الجامدة والتخندق الحزبي ربما سقطت بعض الفرق في براكين السياسة او تناولهم لمواضيع وفرضيات يسارية في النشاط المسرحي والثقافة المسرحية وتبني دور الوعي للواقع والحياة الاجتماعية والتغلغل في أعماق قطاعات واسعة من الناس وخلق جيل ومتلقي واعي هذا لايعني الخطاب السياسي لكن محوره الخطاب المسرحي
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان