الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا تنظر موسكو لعملية -عاصفة الحزم- العربية ضد الحوثيين باليمن

فالح الحمراني

2015 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكن روسيا مخلصة لنفسها لو انها اتخذت موقفا مغايرا ،غير المعلن رسميا من التطورات العاصفة في اليمن وحولها، اي بعد انزال المملكة العربية السعودية والتحالف الذي اقامته من عشر دول عربية وباكستان، الضربات الجوية بمواقع حركة " انصار الله" التي تمثل الطائفة الحوثية التي تمت بصلة للفكر الشيعي باطاره العام.
وتجدر الإشارة هنا الى ان الطرف الثالث الاخر في التطورات هو الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبطانته في مؤسسات القوى والامن، ووحدات قواته التي هيئت لانتصارات الحوثيين في تعز وعدن. والحديث عن الدعم الايراني للحوثيين يحمل المبالغة ويخفي الاسباب الحقيقية ولعب القوى الاقليمية والعالمية، التي مورست وراء الكواليس،التي ادت الى تدهور الوضع في اليمن وقيم المجازر.
روسيا انطلقت في قراءتها للاحداث في اليمن، في رسم موقف مستق من ثوابت عقيدة سياستها الخارجية القائمة على منح الاولوية للامم المتحدة في تسوية الخلافات الدولية والاعتماد على الحوار الواسع بين مكونات المجتمع، حيث تنشب أزمة ورفض الالتجاء لأساليب الحلول العسكرية والقوة، علاوة على ضبط القوى والدول الاجنبية نفسها، من التدخل بالشان الداخلي للدول التي تنشب فيها ازمة.

وسارعت الخارجية الروسية مع الاعلان عن عملية " عاصفة الحزم" بتشر تعليق عن الوضع في اليمن. وانعكس الموقف الرسمي الروسي في التعليق في نقطتين اسياسيتين الاولى : توجيه اشارة للاطراف المتورطة في النزاع الى شعورها (موسكو )ببالغ القلق من التطورات في اليمن، التي وصفتها بالصديقة والتي حرصت دائما على دعم سيادتها ووحدتها وسلامة اراضيها، ودعوة كافة الاطراف اليمنية وحلفاؤها الخارجيين لوقف على الفور كافة الاعمال القتالية، واعتماد الحوار بين كافة القوى السياسية اليمنية المؤثرة، كطريق وحيد لتسوية الخلافات والتناقضات العميقة القائمة.
ولم تطرح موسكو ردا مباشرا عن مدى تطابق تدخل التحالف الذي اقامته السعودية في الشان اليمني وانزال الضربات الصاروخية على مواقع فيها، رغم الاشارة الى ان التحالف تلقى طلبا من الرئيس ( الهارب) عبد ربه منصور هادي. ولكن الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش اشار الى ان ميثاق الامم المتحدة يشير الى ان مجلس الامن الدولي هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن حفظ الامن والسلام في العالم. وعن دعم بعض الدول بما في ذلك امريكا عملية العاصفة الحازمة قال لوكاشيفتش "ان هذه اولوياتها الخاصة."
وتنظر موسكو الى التطورات على انها تحدي خطير لأمن المنطقة خاصة على خلفية انعدام تسوية الازمة السورية وتفاقم بؤر النزاع في كافة انحاء الشرق الاوسط. وتقول : ليس ثمة احد يمتلك الحق بالرهان على ان الاسلوب العسكري يحل عقد المشاكل القائمة بل على العكس ان محاولات تسوية الوضع بالطرق العسكرية يمكن ان يؤدي الى تركات خطيرة وليس فقط على نطاق اقليمي.!
وتتبنى موسكو في موقفها من التطورات في اليمن، ذات الموقف من النزاعات الاخرى، حيث تسعى لإقامة علاقات بكافة اطراف النزاع وتبقى مفتوحة حتى لتلك القوى التي تصفها بعض القوى الدولية بانها "منبوذة"، ولنتذكر بهذا الصدد علاقاتها بحزب الله وحماس وكافة القوى السورية... ومن هذا المنطلق فانها تمتلك علاقات طيبة بالحوثيين او حركة " انصار الله"، وحتى يقال ان لديها نفوذا وسطهم، وتبادلت معهم الزيارات العلنية والسرية، ولكن هناك معطيات موثوقة عن ان روسيا رفضت عرضا من الحوثيين بتسليمهم السلاح مقابل منح روسيا استثمارات كبيرة في اليمن بما في ذلك في مجال النفط. روسيا لم تتورط.
وبالاضافة الى ان روسيا ترتبط بعلاقات تقليدية باليمن بشقيه، وهو من الدول المستوردة للسلاح الروسي، فلها مصالح في البحر الاحمر ومنطقة باب المندب، حيث تمر سفنها المدنية والعسكرية، ولدى سفنها العسكرية التي تشارك بمحاربة القرصنة في المنطقة نقطة توقف في جزيرة سوقطرة اليمنية. ان الاستقرار في اليمن من خلال الوفاق بين القوى المتحاربة وحل مشاكلها سلميا يصب في مصالح روسيا تلك.
على صعيد موقف الخبراء الروس فهناك راي مفاده ان سبب الازمة يعود بالأساس الى انهيار التوازن الذي كان قائما بين مكونات الجسد السياسي لليمن، وخاصة بعد تهميش "حزب الاصلاح" والذي ادى بدوره الى تفكك "اللقاء المشترك" الذي يعتبر احد الكتل السياسية الهامة في اليمن وبالتالي تقوية الحوثيين واستثمارهم الفراغ السياسي وعقدهم تحالفا مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ويقول بعض الخبراء الروس ان البلاد في ظل التطورات المتسارعة، تشهد استمرار استعادة نظام توازن القوى والتوازن المقابل. ولا أساس من الصحة بان مقاتلي حزب الله او ايران سوف يشاركون في المعارك القادمة، نظرا للبعد الجغرافي ولانشغالهم في النزاعات بسوريا والعراق. وان الحوثيين وبسبب الضربات الجوية سوف يلجأون الى المناطق الجبلية التي اعتادوا عليها حيث قواعدهم العسكرية، وان ملاحقتهم هناك ستسفر عن وقوع خسائر كبيرة بين المهاجمين من القوات العربية. وان المملكة العربية السعودية ستدفع قوات الحرس الوطني والوحدات المصرية، باعتبارها الاكثر جاهزية قتالية للعملية البرية ضد الحوثيين.
ويرى هؤلاء الخبراء ان دخول جيوش التحالف لليمن سيؤدي الى تعزيز جناح السفليين المتطرفين في الحياة السياسية اليمنية التطور التي ستكون له عواقب وخيمة.
بعض الخبراء الروس يُقَيمون القصف الجوي للتحالف المناهض للحوثيين بانه ذي طابع استعراضي اكثر من الحاقه بالفعل الخسائر العسكرية بالحوثيين ووحدات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وان غالبية سكان اليمن مازالت تتخذ موقف الحياد من عملية دخول قوات عربية في بلادها، ولاتوجد لديهم الرغبة بحمل السلاح لصالح احد اطراف النزاع.
• كاتب من العراق مقيم في موسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة