الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد رؤية : ماذا بعدعاصفة الحزم ؟!

محمود الزهيري

2015 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لعل السؤال الخطر الذي يتوجب أن يتبادر إلي أذهان المهمومين بالشأن العربي / الإسلامي بوجه خاص , والدولي /الإقليمي بوجه عام , يكمن في محاولات البحث عن إجابات تكاد تكون مرعبة أحياناً , وكارثية في أحيان كثيرة , لما لها من قراءات مدركة للنهايات المأساوية الكارثية لعاصفىة الحزم في نهايات مطافاتها بأبعادها العربية / الإسلامية , والإقليمية الدولية , حسب العديد من الإجابات المرتبكة أوالتي تتحلي بالمجاملة أو الإنحياز الديني / الطائفي / المذهبي , أو الإجابات المرتكزة علي كٌتل المصالح المجردة , وهذه تكاد تكون أصدق الإجابات , والإجابات الأكثر صدقاً يكون مبناها علي قراءات متأنية للأبعاد الإستراتيجية المستقبلية التي تتعدي حدود الصراعات الدينية الطائفية المذهبية إلي حدود أخري تتمركز حول الأبعاد البؤرية للجغرافيا الطبيعية أو السياسية لدول المنطقة العربية / الإسلامية , وأولها المملكة العربية السعودية واليمن , والعراق وسوريا والأردن , وعلي نفس المنوال مستقبل الجغرافيا الليببية في الآجال القريبة , ومستقبل الجغرافيا المصرية في نهاية المطاف , حتي يمكن إستكمال المشروع الشرق أوسطي الجديد , كبديل لا إنساني , ولا حضاري , عن مشروع الشرق الأوسط الكبير , والذي كان بمثابة توطئة أو تمهيد لجعل الدولة العبرية علي رأس دول المنطقة الشرق أوسطية والتي تضم الدول العربية / الإسلامية , وتكون السيادة والزعامة إقتصادياً وتجارياً للدولة العبرية عبر وسائط الإقتصاد والتجارة بإعتبارهما بدائل للتطبيع السياسي المبني علي معاهدات بين الأنظمة الحاكمة , ليتعداه إلي تطبيع بين الشعوب , وتبدي جلياً أن هذا التطبيع بمثابة درب من دروب المستحيل , ونظراً لتغير الوضع السياسي / الإجتماعي للدول العربية حاملة لواء الممانعة والصمود والتصدي في الماضي , متمثلة في سوريا والعراق وليبيا واليمن , وما أحدثته ثورات ماتم تسميته مجازاً بثورات الربيع العربي , وثورة تفتح اللوتس المصرية , وما أنتجته من جرائم وكوارث في كل من سوريا وليبيا واليمن , ويكفي ما تمر به الدولة العراقية الممزعة أشلاء , بفعل الصراعات الدينية الطائفية المذهبية , ويكفي ماتمر به مصر من صراعات في الشمال مع الجماعات الدينية الأصولية بمرجعياتها الجهادية حسب رؤية العديد من المحللين والمهتمين بالشأن المصري , وكذلك ماتعانيه الدولة المصرية المهترأة بصنائع جماعة الإخوان المسلمين في الداخل المصري , والصراع بين رجال أعمال الحزب الوطني المنحل من جهة أخري , ليكون الدور الأخير علي تغيير جغرافية الدولة المصرية , ومن هنا كان مشروع الشرق الأوسط الجديد كبديل عن مشروع الشرق الأوسط الكبير .

ومن هنا يتواتر التساؤل المزعج عن عاصفة الحزم , ليكون منطوقه : ماذا بعد عاصفة الحزم ؟! , وستكون الإجابات حسبما تم سرده فيما سبق , ولكن تظل الإجابة كامنة في اشتعال حدة بؤر الصراعات الدينية الطائفية المذهبية علي الحدود بين معظم دول الخليج العربي واليمن والعراق وسوريا ولبنان , في حالة تحرك إيراني متصاعد بإتجاه الدفاع عن الشيعة في معظم الأماكن المتواجدين بها , وعلي ذات المنوال تسير المملكة العربية السعودية , ليغذي كلاً منهما أبناء الطائفة المذهبية , ثم تتسع تلك الصراعات لتنتقص أجزاء من الجغرافيا علي أرض الصراع , وتتم إدارة المعارك بمفاهيم دينية / سنية / شيعية , وتأتي أدوار الإعلام الأسود ليروج لمفاهيم التكفير والتلعين , تخديماً علي المشروع الأكبر المستتر وراء تلك السوءات الطائفية والمذهبية الدينية , لينال بدوره من الجغرافيا حيث توازنات القوي القائمة عليها , ليستكمل مشروع الشرق الأوسط الجديد , إعمالاً لتفتيت المفتت , وتجزءة المجزأ , وستكون المملكة العربية السعودية من ضمن الدول التي يشملها مشروع التفتيت والتجزئة إلي عدة دول حسب المخططات الأمريكية بأبعادها المتعددة سواء مايتعلق بالبعد الديني الطائفي الأصولي الراديكالي أو بالبعد الخاص بالتخديم علي الصهيونية العالمية / الماسونية , ثم يأتي دور الأقليات الدينية والعرقية الأخري لإستخدامها كوقود في إدارة الصراع , ليتم إضعاف الدول العربية / الإسلامية بشقيها الشيعي والسني , ثم يتم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية ليتم ترسيم حدود الجغرافيا السياسية من جديد , وصولاً لما تتغياه من الحياة بالمجان علي حساب الأغيارعبرتطبيق فعلي لنظرية الإستلاب لثروات تلك الشعوب , وبأسباب يتبدي منها أنها راجعة لجرائم العرب والمسلمين / السنة / الشيعة , وأن الولايات المتحدة الأمريكية ماجاءت بحضورها الكثيف سوي للإنتصار للإنسان والإنسانية والحقوق العالمية الكونية بأبعادها العولمية .

ثم تأتي حلقات الصراع لتشمل مضيق باب المندب , ويكون مثار سيطرة أمريكية بداعي الحفاظ علي أمن البحر الأحمر عبر الحفاظ علي السفن وناقلات البترول العملاقة , وحماية الأساطيل الأمريكية والغربية , وفي ذات الوقت إنتقاص من سيادة المملكة العربية السعودية والدولة المصرية , وليتم إنتقاص الجغرافيا من أطرافها سواء علي مستوي الأرض أو البحر , في حالة تسيد الولايات المتحدة الأمريكية علي الفضاء والجو !
وهذه الرؤية مجرد تصور مبدئي , وسيكون له دراسة مستفيضة في القريب ..
ويظل السؤال الحائر المرتبك يفرض ذاته علي كافة الأوساط , عن ماذا بعد عاصفة الحزم !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل