الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانة

سمير هزيم

2015 / 3 / 28
الادب والفن


طلب صديقي مازن الذي نسكن معاً في شقة واحدة .. ان نلتقي باحدى المقاهي في الساعة الواحدة والنصف ظهراً في مقهى ستارباكس .. ذهبت الى الموعد في تمام الوقت المتفق عليه .. جلست انتظره .. بعد دقائق اتصلت به .. لأطمئن عنه ..
رد علي قائلاً انا في بيتنا .. تعال الى هنا ..
اغلقت هاتفي دون ان اجيب ..
لماذا طلب ان نلتقي هنا .. وذهب الى بيتنا .. هل يريد ان يضمن عدم وجودي في البيت .. ماذا يريد ..
فانا .. ليس لدي اسرار بين اغراضي المتروكة في البيت ..
كانت الدقائق تمر مسرعة .. طلبت فنجانا من القهوة بالحليب ..
وقررت ان لا اعود الى البيت ..
قضيت نهاري خارج في المنزل .. التقيت بامرأة سوداء .. تبحث عن رجل لبناني .. تعرفت عليه قبل خمس سنوات تزوجته كي يأخذ الجنسية .. أنجبت منه بنتاً سوداء .. طلبت مني ان أساعدها في عملية البحث عنه ..
وقد قالت لي انها ستعطيني تعويضا على مساعدتي ..
قلت لها انا جاهز لمساعدتك .. ولكن ليس لدي رغبة بان أأخذ مقابل مساعدتي لك اي تعويض ... اتفقنا ان نلتقي في نهاية الأسبوع بذات المكان في بوكا مول ..
رجعت مساءاً الى البيت .. لم اجد اي تغير في أمكنة ملابسي وحوائجي .. لم ادقق كثيرا لانه ليس لدي اسرار ..
لم ارى صديقي في ذلك المساء ..
في عتمة الليل البهيم .. بقيت افكر لماذا صديقي فعل هكذا .. هل كانت النية صافية ام ان في الأكمة ما وراؤها .. مضت الايام وكنت اقضي أوقاتي مع تلك السيدة السوداء .. ذات الجمال في صوتها وضحكتها .. اخذتها معي الى أماكن عمل اللبنانيين الذين أعرفهم والذين كنا نتعرف من خلالهم على لبنانيين اخرين .. لكن للاسف اننا لم نتمكن من معرفة ذلك الرجل .. الذي يحمل اسم أيلاي وكأنه غير اسمه .. وعلى الأغلب ان اسمه الحقيقي ايليا ..
في يوم الأحد قمنا والسيدة السوداء بنزهة الى الشاطيء الرملي .. قضينا الساعات المشمسة مع مياه البحر المائلة قليلا للبرودة ...
لكن قطعة حديد صغيرة أفسدت يومنا حين دخلت بقدم صديقتي السوداء التي تعرضت لنزيف حاد .. طلبنا على اثره الطوارئ لمعالجتها ... وقد أخذت إبرة ضد الجزاز ..
صديقي الذي يسكن معي لم التقيه بعد تلك الحادثة الا مرتين لم اساله او اعاتبه .. لماذا يوعدني بمكان ويذهب في ذات الوقت الى شقتي ..
صديقتي السوداء ارادت ان ترد لي جميلي .. فسألتني عن سكني .. وكيف أعيش وكم ادفع اجرة .. فقالت لي لدي غرفة إضافية .. يمكنك ان تسكن عندي .. ولا اريد منك اي اجرة .. عجبتني الفكرة وأحببتها .. فانا بحاجة لاحد ما اتحدث اليه باللغة الانكليزية ..
ارسلت الى صديقي رسالة قلت له بانني سأترك الشقة وساسكن في مكان اخر ..
الحياة الجديدة كانت اكثر جمالا .. مع السيدة السوداء .. كان كل شيء يسير على ما يرام .. احترمها .. وكانت مرتاحة لسلوكي معها ...
في احدى الليالي .. وبعد دعوة احد الأصدقاء التقيت بصديقي الذي كان يسكن معي في ذات الشقة .. حضر مع زوجته .. وكان معه شخص اخر عرفني اليه قائلا انه شقيقي علي .. كان علي يتحدث بلكنة لبنانية .. سألته لماذا يتحدث باللكنة اللبنانية .. قال انه كان يعيش في لبنان قبل قدومه الى امريكا .. وقد حصل على الجرين كارت من زواجه من امريكية .. في السهرة كان علي يجلس بجانبي .. اتصل بهاتفه الجوال .. انتظر قليلا ثم ارسل رسالة صوتية يعرف عن نفس ورقمه قائلا انا أيلاي وهاتفي .... اتصل معي
هل يمكن ان يكون هو أيلاي الذي ابحث عنه ...
سألته : اين زوجتك .. قال : طلقتها منذ سنتين ..
لماذا طلقتها .. لم أكن على وفاق معها .. اين هي الان : لا اعرف !!
هي بيضاء ام سوداء .. ؟
هي سوداء ..
هل أنجبت منها اولاد ..؟
أنجبت منها بنت ..
هل تصرف عليها ..؟ لا
لماذا ؟ لا اعرف اين هي .. لقد هربت أمها وأخذتها معها ..
اذا وجدتهم هل تعيد العلاقة فيما بينكم ..؟ لا لا اريد
وابنتك .. ماذا ستفعل معها .. لا اريد احداً منهما ...
انه أيلاي. شقيق صديقي مازن
هو الذي تبحث عنه صديقتي السوداء .. ماذا افعل ؟
في تلك السهرة ..كان مازن عاتباً عليي لانني تركت المنزل له لوحده وأصبحت الأجرة غالية عليه .. ثم قال لي انا ومنذ زمن وانا منزعج منك .. لانك عندما اتيت الى امريكا .. لا تريدني شريكاً معك شغلك ..
ولكن يا مازن انا شريك مع شخص انت وهو في حالة عداء ..
لم يكن مازن مرتاح لوجودي في الحفلة .. فهو مرتبك .. كلما يتحدث معي ...
رجعت في ساعة متاخرة الى البيت .. دخلت بهدوء شديد الى غرفتي .. فتحت القيسبوك ..قرأت ما كتبه أصدقائي وأجبت على المسجات الواردة ..
في الصباح التقيت مع السيدة السوداء ... سألتني عن السهرة التي أمضيتها ..
ثم اطلت في الأسئلة معها .. لماذا تريدين ان تصلي الى زوجك السابق أيلاي ...
قالت أيلاي شخص حقير .. لدي حساب خاص معه .. انني أكرهه ...
ماذا تريدين ان تفعلي معه ان وجدتيه .. اخرجت من حقيبتها مسدساً .. وقالت : سأقتله ..
ويحك .. ماذا فعل بك كي تقتليه .. لقد اخذ توقيعي وبصمتي على اوراق .. وأخذ كل املاكي .. وباعها بسعر رخيص ...
ماعدا هذا البيت .. لانه مازال باسم ابي ..
قلت لها ولكنك تورطيني بجريمة سيحاسبني القانون عليها ان ارشدتك الى مكانه ... لا تهتم .. لن اعترف بانك انت الذي ساعدتني ...
بعد اربعة ايام .. جاءني تبليغ بان ضرائب كبيرة مترتبة علي ..
راجعت دائرة الضرائب RIS تفاجأت بان بيزنس باسمي .. ليس لي أية علاقة به وعليه ضرائب كبيرة ..
دققت في الأوراق .. وجدت توقيعاً غير توقيعي ..
كلفت محامي بتقصي الحقيقة .. تبين ان مازن عمل صفقتين تجاريتين كبيرتين باسمي وان صورة جواز سفري موجودة ضمن الأوراق ... والكوربريشن باسمي ..
استمريت بالتقصي .. تبين ان مازن هو الذي فعلها .. فقد اخذ جواز سفري في ذلك اليوم الذي استغفلني بالمجيء الى البيت .. وصور جواز سفري .. وعمل البزنس باسمي ...
كان المي كبيراً ..
رجعت فوراً الى البيت .. وابلغت صديقتي السوداء ان أيلاي هو شقيق مازن .. اذهبي ..وافعلي ما تشاءين ... أنهما شقيقان ولكنها اولاد حرام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو