الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي في ما يجري في اليمن

بشير الحامدي

2015 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


رأي في ما يجري في اليمن
انقسام الطبقات الفقيرة التي تمثل الأغلبية في كل بلد واحتداد هذا الانقسام ليصل حد الاقتتال المسلح كما يجري في اليمن اليوم وفي العراق وكما جرى في لبنان أثناء حقبة الحرب الأهلية ليس مرده تغلغل الفكر الطائفي وتناقض مصالح الناس على قاعدة الانتماء الطائفي فقط بل أساسه غياب مشروع طبقي صريح مناهض لهيمنة البرجوازيات الطائفية التي تدفعها مصالحها و أدوارها و ارتباطاتها في منعطفات محددة من الصراع بين فئاتها إلى حل تناقضاتها عبر تفجير الصراع المسلح والاقتتال والحرب الأهلية التي يذهب ضحيتها دائما أبناء الطبقات الفقيرة من كل الطوائف. ويظهر أن مسار الثورات العربية قد أعاد وبشكل واسع إلى الواجهة الانقسام والصراع على قاعدة الانتماء الطائفي والذي يعبر بجلاء تام على غياب مشروع حقيقي للتغيير الاجتماعي لدى الطبقات صاحبة المصلحة التاريخية والموضوعية في التغيير.
أن يُعوِّمَ الصراعُ الإقليمي هذه الحقيقة هو بالضبط ما تدفع إليه القوى الاستعمارية وما يريده وكلاؤها الاقليميون في الحلفين المتقابلين حلف إيران ومن وراءها وحلف آل سعود ومن وراءهم.
ليس هناك حروب بلا أهداف ومجرد نزهات.
الحروب لا تقوم إلا لتفرض وضعا جديدا أو للردع.
وحرب الطيران السعودي ليست أكثر من حرب للردع.
الصراع في الأصل هو بين أمريكا و إيران ولكن على الرقعة لا نرى أمريكا بل نرى بيدقها ومن معه هو الذي يتحرك ويخوض الحرب نيابة عنها كما في الجهة الأخرى لا نرى إيران بل نرى بيدقها الحوثيون ومن معهم.
آل سعود يخوضون حرب طيران في اليمن لتحقيق ثلاثة أهداف مباشرة:
ـ منع إيران من السيطرة على مضيق باب المندب لأنه لو وقع ذلك لشلت كل الحركة التجارية والنفطية على قناة السويس وميناء العقبة وميناء إيلات.
ـ تحجيم قوة الحوثيين وحلفائهم إلى الحدود التي تضمن توازن القوى محليا.
ـ إضعاف موقف إيران التفاوضي في ملف البرنامج النووي مع أمريكا.
هذا ما تهدف إليه "عاصفة الحزم" لا أكثر.
إنها مقدمة لتسوية تضمن استمرار توازن القوى الاقليمية.
لهذا فالصراع الذي يخاض في اليمن اليوم أسبابه وما دفع إليه ليس جديدا إنه يجب البحث عنها في استراتيجية الحروب المحدودة الامريكية وفي إخفاقات الطبقات الفقيرة و أصحاب المصلحة التاريخية والموضوعية المتناقضة مصالحهم مع مصالح البرجوازيات العميلة والوكيلة ومع قوى الاستعمار على التوحد على مشروع تغيير طبقي جذري متجاوز للطائفية ومناهض للاستقطابات الاقليمية ومستقل عنها.
إنه مشروع الأغلبية التي لا تملك إنه المقاومة المستقلة عن البرجوازيات و عن الأنظمة وعن الطوائف وضدها كلها.
إنه المقاومة ومواصلة تنفيذ المهام المناهضة للقوى الاستعمارية ووكلائها البرجوازيات المحلية.
إنه ما يجب أن يفضي إليه الطور الراهن في مسار الثورات العربية .
ــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
27 ـ 03 ـ 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوز الغزواني برئاسة موريتانيا وخصمه يشكك في النتائج |الأخبار


.. ما السيناريوهات المتوقعة في الجولة الثانية من الانتخابات الت




.. نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل هي


.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بفرنسا.. تحالفات ومسا




.. ملء خامس لسد النهضة.. كيف تتفاعل مصر مع إعلان إثيوبيا؟ • فرا