الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناعور

محمد الرديني

2015 / 3 / 29
كتابات ساخرة


حوار بدأ بالسؤال الشخصي ثم تعداه،كالعادة،الى ازمة العراق.
هذا الحوار الذي تفصله آلاف الكيلومترات بيني وبين زميلتي سماء الخليلي التي هذه وصفت الازمة حين قالت ازمة العراق مثل الناعور.
لم اجد اكثر دقة من هذا التشبيه:حصان مربوطة عينيه بقطعة قماش ولايدري لماذا سوى انه يدور ويدور حول بئر الماء لساعات طويلة،ساقيا محاصيل الفلاح ويروي عطش الخضروات ولكنه لايدري انه يدور ويدور في دائرة.
هل صحيح ان ازمة العراق مثل حصان الناعور؟
العراق والحصان يدوران في نفس الدائرة وكلاهما وضعوا لهما قطعة قماش على عينيه حتى لايرى ماهو فاعل بل عليه ان يدور ويدور.انه امر محير ان يخلو العوراق العظيم من ساسة بمعنى الكلمة يديرونه ليحل محلهم مهرجون من الدرجة العاشرة.
هؤلاء الساسة،وهي كلمة تطلق جزافا،تركو كل مشاكل البلد واتجهوا مرة الى البحرين واخرى الى اليمن وثالثة الى سوريا،لم يجرؤ احدهم ان يخرج علينا ويقول مايجب قوله في احتلال الموصل وسبايا الايزيدين والمسيحيين والاطفال والشيوخ.
في البصرة يريدون اقالة المحافظ وفي ذي قار يردح الجميع في اجتماع مجلس المحافظة وعلى رأسهم سعادة دولة رئيس المجلس،وفي بغداد يتعارك النواب وكادوا ان يضربوا رئيس المجلس بعد ان تلاسنوا معه.
في بابل اطنان من المشاكل ونفس الوزن في تكريت وصلاح الدين.وحذارى من "يجيب واحد سيرة ايران بالنص"فتهمة العمالة للاجندة الخارجية جاهزة ولابد من تصفية الحسابات مع هؤلاء لأنهم موتورون وعملاء للاجنبي.
الكل يعرف ان ايران ليست جارة مخلصة ولايمكن ان تمد يدها للسلام خصوصا وان القائد المظفر قاسم سليماني يتجول بالعراق وكأنه في طهران ويبدو انه تقلد منصبا جديدا كمبعوث سلام الى اليمن.
لايعرف هؤلاء المهرجون ان العراق بل كل الشرق الاوسط معرض للتقسيم بعدها تندلع الحرب التي لايعرف احد حجم دمارها.
هؤلاء المهرجون يعرفون مايريدون بالضبط:هناك المحاصصة تحت شعار "شيلني واشيلك" وهناك سكرتير خاص للشؤون المالية يقدم كشف الحساب اليومي وياويله لو اخطأ بعدد الاصفار فانه يخير مابين الاستقالة او كاتم الصوت.
هؤلاء المهرجون ينتظرون ساعة الصفر حين ينقلب السحر على الساحر ويسحبوا جوازاتهم الاجنبية من الادراج ليهربوا محملين بالغنائم،وهي غنائم "كاش" واخرى حولت الى بلد الهجرة وغنائم السيدة الزوجة التي اشترت سبائك ذهبية ستكون عونا لها في بلاد الغربة.
ابعد هذا هل هناك افضل من تشبيه ان هذا الشعب مثل حصان الناعور؟ مجرد سؤال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاحول ولا قوه
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 3 / 29 - 12:12 )
سيدي الرديني , شعبنا العراقي معصوب العينين , تتقاذفه الآميه والطائفيه يحركها بعض اعضاء البرلمان , لا حول له ولا قوه , الناعور والحصان هو من حصه الحكومه السابقه وبعض نوابه , مع التقدير


2 - عزيزي الدكتور قاسم الجلبي
محمد الرديني ( 2015 / 3 / 29 - 21:23 )
نعم ان شعبنا معصوب العينين ولابد من ان نغضب لذلك عسى ولعل ان تنتابنا حالة صحو
لقد تعبنا من الدوران وحان الوقت ان نقف على قدميناونوقف هذا العبث
شكرا لمرورك وتقبل مودتي

اخر الافلام

.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال


.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا




.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك