الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فخ ايران اليمني

خالد الصلعي

2015 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


فخ ايران اليمني
************
ماذا ربحت ايران من توريط النظام العربي في مستنقع اليمن ؟؟ الكثير طبعا ، ولأن النظام العربي الذي تمثله المملكة السعودية بأموالها فقط ، لايمتلك حس الاستقراء ، ولا موهبة التخطيط ، ولا القدرة على الدراسة ، ولا نصب الفخاخ سيخرج في جميع الأحوال خاسرا . لسبب واحد هو رهانه على الخسارة الأخلاقية والسياسية منذ نشأته الأولى باستقوائه بالمال السهل ، اما ايران التي تمتلك فضلا عن البترول والغاز عقولا علمية ، وعقولا استراتيجية ، فهي تعرف كيف تخرج من مثل هذه الأحداث منتصرة . فهي مرتاحة ، وتكتفي بالتصريحات التنديدية ، كوثائق ومراجع مستقبلية ، بينما هي تدشن مع الغرب آخر خطوات التطبيع الشامل ، وتقوم في نفس الآن بتعزيز تواجدها في المجال الحيوي المحدد في سوريا والعراق ، وهي تعلم أن مواليها من الحوثيين أصبحوا ورقة رابحة في اليمن ، وأي اتفاق في هذا البلد لابد وأن يمر منهم . فالقصف الجوي لم يحسم يوما معركة ما ، وان خلف أضرارا متفاوتة .
لقد كانت ايران تدرك بالتمرس السياسي الهادئ والطويل النفس ،أن تمادي الحوثيين في الاستيلاء على جل منافذ السلطة في اليمن والأخطاء السياسية التي كانت ترتكبها بين عشية وضحاها سيوقظ الميت العربي من سباته . فمسألة تدخل القوى الغربية في اليمن لم تعد مطروحة بعدما أعطت تجربة الحرب التماثلية أكلها في كل من العراق وسوريا ، وصار العرب يتقاتلون فيما بينهم وينهشون لحم بعضهم باسم الدين ، ومن أجل الثروة والجاه والمنصب . فهي عملت على رمي عظم دولة فقيرة ومنهارة ، وتعتبر من النماذج الصارخة للدول الفاشلة ، ولا تتوفر على أي وزن نفطي قد يسيل لعاب الغرب عليها ، وان كانت تعد من الناحية الجيوستراتيجية ذات أهمية قصوى باعتبارها ظهر المملكة السعودية الذي يؤرقها ألمه ، ومن ناحية أخرى باعتبارها الممر المتبقي كهامش للمناورة من قبل جل أنظمة المنطقة وعلى رأسها اسرائيل والسعودية . فاللعبة واضحة ، واي قراءة للأبعاد المتداخلة ، ستجعل القارئ يقر أن ورقة اليمن استعملتها بحرفية عالية ايران لوضع الأنظمة العربية أمام واقعهم المرير وحقيقتهم الفاضحة . والوقوف على واقعها العسكري الضعيف والمهلهل .
وهذا ما ستبرزه ايران خلال الأيام القليلة ، باعتبارها لاعب اقليمي مهم . فلعبة الشطرنج تتطلب مهارة عقلية وذهنية رفيعة ، والتفاوض شاء من شاء وأبى من أبى سيكون مع ايران عبر الوسيط الحوثي ، ما دام الأمر يتعلق بوقف النار ، والعودة الى المربع الأول الذي وسعته جماعة الحوثي بتحالفها مع جماعة الرئيس اليمني السابق الشهير بدهائه السياسي ، والعارف بعقلية الأنظمة العربية .
لقد ابان العرب مرة أخرى عن تفاهتهم وتهافتهم ، وافتقادهم لأي حس تفاوضي أو سياسي او ديبلوماسي ، فاما الخنوع التام ، واما هيجان الثور . وهذا يعد في علم السياسة المعاصر ، بفراغ الخزان الاستراتيجي عن آخره .
بينما تتوفر ايران على خزان استراتيجي مملوء عن آخره ، وهي من حيث الأخطار العسكرية في منأى عن أي توتر اقليمي مشتعل ، لكنها في نفس الآن تجيد تويتر المنطقة على نار هائدة .
لقد عرت ايران عن الأنظمة العربية امام شعوبها ، وكأنها كشفت آخر أوراق التوت التي أسقطتها الثروات العربية البهية ، فهذه الأنظمة قادرة على اهلاك نصف الشعب من أجل تثبيت الموالين لها في كراسيهم ، بينما اسرائيل ترغي وتزبد في وجه الفلسطينيين الذين باتوا محاصرين من كل الجوانب بعدما استفرد بهم نظام السيسي وتركهم نهبا لفاشية نتانياهو .
بينما ايران تتفاوض مع الغرب على أساس من يدير المنطقة ويتحكم فيها ، بين الرقم واحد والرقم اثنين ، بين ايران واسرائيل . أما العرب فمهتمهم هو قتال بعضهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من