الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابن الشرعي - الفساد

سليمان عباسي

2005 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الابن الشرعي( الفساد
هناك اتفاق عام أن الفساد مستشر في معظم أنحاء الوطن العربي إن لم يكن في كل دول العالم , والمتتبع لقضايا الفساد
في وسائل الإعلام المرئية أو المقرؤة يشاركني الرأي فيومياّ نسمع عن فضيحة فساد تطال الكبار
كما تطال الصغار إبتداءاّ من ليبيريا وانتهاءاّ بالولايات المتحدة الأمريكية مروراّ في أوروبا وأسيا ,
مما يؤكد أن الفساد أصبح ظاهرة عالمية وليس ظاهرة تختص بها دول العالم الثالث كما يشاع ويروّج
والفساد تلك الكلمة ذات الحروف الأربعة تعني بكل بساطة( إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب
الخاص) ويندرج تحت هذا العنوان الكثير والكثير من المحن والمعاناة , ومن أكثر المحن الناتجة عن ممارسات الفساد هي إرتباط الفساد بالفقر نتيجة توزيع ثروات الوطن بما يتناسب وينسجم مع مصالح فئات قليلة منحلة معدومة الايمان بالدين والعقيدة ومعدومة الانتماء إلا ألى ما يخدم مصالحهم الشخصية ومصالح من يشاركونهم في هدم وإضعاف القيم الأخلاقية والثقافية للمجتمع .وما دفعنا إلى تلك المقدمة استمرار حالة التعمية في حالتنا الفلسطينية ( 63% نسبة الفقر بين أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ) واستمرار الإختباء خلف الشعارات الكبرى لتبرير حالة الفساد وسوء الإدارة والانحرافات التي شوهت النضال الوطني الفلسطيني .
إن طرح شعارات مثل لماذا الآن وعدم ملائمة التوقيت والأولوية لإزالة الاحتلال وترتيب البيت
الفلسطيني مما يتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة إلا استمرارا لحالة التعمية تلك , فالفساد استشرى إلى حدود لا يمكن السكوت عنه مع الآخذ بعين الاعتبار بأن الفساد يعتبر خيانة لمسيرتنا الوطنية ولدماء آلاف الشهداء واغتيالا للحلم الفلسطيني .
ولتوضيح الصورة أكثر ( رغم اعتراف الجميع بوجود الفساد ) سنكتفي بذكر ملفان من بين عشرات الملفات المهملة والتي تشير إلى مئات المتهمين والمعروفين للقاصي والداني .
1- نشرت (الحياة ) في ملحق الوسط بتاريخ 16أب2004 مقتطفات من ملفات الفساد المعروضة على المجلس التشريعي الفلسطيني وتقول إحدى الفقرات إن عدد التهم الموجهة إلى أحد كبار
مسؤولي الآمن هي 41 تهمة موزعة ما بين الاختلاس وألإبتزاز وألإغتصاب والإتجار
بالمخدرات إلى التعاون والمتاجرة مع المستوطنين إلى التغطية على العملاء والمساهمة في
تهريبهم من العقاب .
2- ملف الأسمنت المصري وقيام مسؤولون فلسطينيون ذو مناصب عليا بتوريد الأسمنت وتسريبه
إلى إسرائيل للمساهمة في بناء جدار الفصل العنصري .والمضحك المبكي إن معظم هؤلاء ما يزالون
في مناصبهم يزاولون عملهم النضالي وطرحهم للشعارات الكبرى .
من المؤكد أن الإصلاح لا يتحقق بالتراشق بالاتهامات فهو عبث يؤدي الى إنتشار الفوضى والغوغائية
كما أنه لا يتحقق بمجرد تحويل الملفات إلى المجلس التشريعي الفلسطيني للإطلاع ومن ثم إغلاقها لعدم
ملائمة التوقيت في المرحلة الراهنة .وبالتالي إن الإصلاح لا يتحقق إلا بالتبني الجدي لعدد من الإجراءات :
1- تفعيل خطط الإصلاح المعروضة على المجلس التشريعي الفلسطيني عام2000و2002 .
2- توحيد المؤسسة القضائية الفلسطينية وإبعادها عن السلطة التنفيذية بتشريعات واضحة ومحددة .
3- تحويل ملفات الفساد والمنتفعين من السلطة إلى النائب العام الفلسطيني شريطة أن يتمتع بصلاحيات
مطلقة تتيح له الحرية في اتخاذ العقوبات المناسبة بعيداّ عن الابتزاز والتهديد أو التدخل من السلطة
التنفيذية أو أي جهة أخرى .
4- الكف عن ذر الرماد في العيون عبر طرح لجان لا حول لها ولاقوة كهيئة الكسب غير المشروع .
5- التركيز على العامل البشري الفلسطيني وتطويره وذلك بتعبئة كافة الموارد الفلسطينية لدعمه ورفع
المعاناة عن كاهله المثقل أساساّ .
أن التركيز على تنظيف البيت الفلسطيني قبل إعادة ترتيبه عبر التنفيذ الجدي للبنود السابقة هو الخطوة الأولى
لاستئصال هذا الورم السرطاني من جسدنا الفلسطيني المنهك وأي كلام غير هذا هو اغتيال وخيانة وطنية
عظمى لكل ما هو مشرق ومضيء في مسيرتنا النضالية .

سليمان عباسي----دمشق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة