الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الأرض .. ألفلسطينية ؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يوم الأرض .. ألفلسطينية ؟!
يُصادف يوم الاثنين المُوافق لل- 30 من أذار ، يوم الأرض ..الخالد .. فهل هو حقا خالدٌ في النفوس والأذهان ؟؟ والسؤال الأصعب أيضا هو، هل تبقّتْ أرضٌ فلسطينية ٌ لِنُدافع عنها ونفتديها بالأرواح ؟!
المؤسف في الأمر ، بأن الأجيال الجديدة وتحديدا ابناء العشرية الثانية من العمر ، بما في ذلك طلاب وخريّجو الثانويات ، لا يعرفون "قصة " يوم الأرض ، رغم أن الحدث قريب العهد بحساب السنين ..
فالإضراب والمُظاهرات الحاشدة التي انطلقت في ال- 30 من أذار ، سنة 1976 ، لم يمرَّ عليها أربعة عقود، وها هي أجيال كاملة لا تعرف لماذا نُضْرِبُ في هذا اليوم أو نخرج في مظاهرات ونُقيم المهرجانات الخطابية !!
وللتذكير فقط ، فيوم الأرض هو اليوم الذي خرجت فيه الجماهير العربية من مواطني دولة إسرائيل في إحتجاجات ، مُظاهرات وإضراب شامل عمّ كافة مناحي الحياة ، بما في ذلك الإضراب عن العمل والدراسة، وذلك إحتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية بمُصادرة ما تبقّى في أيدي العرب ، من أراضٍ بعد مصادرة غالبية الارض ، سابقا ..
ورغم ان السلطة ومن خلال بعض اعوانها حاولت إفشال الخُطوات الإحتجاجية ، إلا أن تصميم الجماهير على الدفاع عن القليل الذي تملكه ، أفشلَ مخططات السلطة وأعوانها ، وسجّل "نصرا" تاريخيا للكفِّ على المخرز ..!!
لقد كان الثمن الذي دفعته هذه الجماهير ، باهظا وخصوصا في الأرواح ، ففي يوم الأرض 76 سقط ستة شهداء على مذبح الدفاع عن الأرض والمسكن ...
لقد تجلّت آنذاك وحدة لم يسبقها مثيل ولا تلاها مثيل كذلك ..كان "بطلها " الشعب كُلُّه ، لكن شاعرنا خالد الذكر توفيق زيّاد تصدّر المشهدُ مع زملائه في رئاسة السلطات المحلية العربية من الوطنيين الغيورين على أرضهم ووطنهم .
وها نحن وبعد أقل من 4 عقود نكتشفُ بأن أبنائنا وبناتنا لا يعرفون عن يوم الأرض سوى أنهُ يوم تُضربُ فيه المدارس ... يوم عطلة أخر ..
من المذنب في هذا التغييب للوعي الوطني ؟؟
تكاتفت مجموعة من العوامل على "تغييب " ذكرى يوم الارض من الأذهان والقلوب . لكن ، في رأيي المتواضع ، تتحمل الأحزاب والحركات السياسية القسط الأكبر في عملية "النسيان " هذه . فالأحزاب والحركات السياسية وعلى رأسها الحزب الشيوعي والجبهة الديموقراطية ، إنشغلت في صراعات داخلية وعلى خلفيات شخصية وشخصانية ، ليس للأيديولوجيا فيها نصيب ..!! مما تسبب في تفتت وتشظّي هذا الجسم الوطني الكبير ،إلى فلقات صغيرة .. فمن رحم الجبهة خرجت الحركة التقدمية (ذات الطابع القومي)، ومن ذات الرحم ، خرج التجمع (حركة عزمي بشارة ) ..!!
انشغلت هذه الفلقات بآلْهَم (الشخصي ) وأهملت قضية الجماهير . لكن للإنصاف كان لهذه الحركات والأحزاب ، نشاط موسمي واعلامي من خلال صحفها الحزبية ....
أما العامل الآخر وصاحب ذات الأهمية ، فهو جهاز التعليم على كافة مستوياته .. ومع علمنا بأن وزارة المعارف (التربية والتعليم ) هي من تتحكم في المضامين التعليمية العربية ،إلا أن المدراء والمعلمين يستطيعون تكريس حصة دراسية أو أكثر لإستذكار والتذكير بيوم الأرض ..
بينما يتحمل الأهل جزءا من المسؤولية عن تربية وتثقيف أبنائهم أيضا ً ..
وفي أعقاب إضراب يوم الارض سنة 1976 ، تبنّى الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده هذا اليوم ، وقامت دُول عربية ايضا بتبنيه .
لكن ما حدث على صعيد الشعارات والخطابات لم ينعكس على الصعيد العملي ، فالفلسطينيون يفقدون ومع بزوغ كل فجر قطعة من أرض "دولتهم " العتيدة لصالح بناء المستوطنات . وقليلا قليلا يُصبح من المستحيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها .... القدس ... ؟ ابو ديس ....؟ رام الله ؟ البيرة ؟ولربما وعاصمتها قرية ، قراوة بني زيد ، مثلا ..؟!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لكم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 3 / 29 - 17:00 )
الاستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم
اعتزاز و تقدير
تحية لكم و ليوم الارض و كل من هوى شهيدا في سبيلها و من تعذب لاجلها و كل من يتحسر عليها و هو يراها تُسرق صباح مساء
يبدو ان لا وجود للقدوة التي يلتم او يلتف حولها الشباب
و يبدوا ان تعب الحياة و حجم الالام اتعبت النشيء الجديد من المتعلمين و المعلمين فتقاعسوا او اُجبروا على ذلك
يجب ان تكون هناك وقفه كل يوم خميس نهاية الاسبوع تسمى بوقفة يوم الارض و كذلك كل يوم سبت او الأحد اي بداية الاسبوع
و يجب ان يكون هناك امتحان يفضل ان يكون شفوي لكل الطلاب بكل المراحل بهذا الخصوص
اكرر التحية لكم ايها الكريم و عاشت امنا الارض


2 - ولكم الشكر
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 30 - 08:28 )
شكرا زميلي العزيز
قد يأتي يوم يتم فيه دمج الناراتيف الفلسطيني بشكل عان في المنهاج الدراسي .
وحتى حينه
لك مودتي


3 - إلى عبد الرضا حمد جاسم (1): امنا الأرض
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 3 / 30 - 09:03 )
(عاشت امنا الارض) هو شعار فاشيستي


4 - أُمنا الأرض ؟؟!!
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 30 - 10:01 )
تحياتي للزميل يعقوب واهلا وسهلا
لا أرى في مصطلح امنا الأرض مصطلحا فاشستيا من منطلقين
أولا : نحن أبناء الأرض ، مهما اختلفت معتقداتنا ، فعليها نحيا ومنها نأكل ونلبس و..و.. وفيها نُدفن . فهي أمنا التي ولدتنا أيضا بالمعنى المجازي .
ثانيا :الام بمعنى -منطقة جغرافية - أو وطن ، لكن بشرط ان لا تكون البقعة الجغرافية ، فوق الجميع على طراز المانيا فوق الجميع.
لك تحياتي


5 - إلى قاسم حسن محاجنة (4): اللغة هي الإديولوجية
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 3 / 30 - 11:55 )
كيف تميز كتابةً فاشستية عن غيرها؟
إبحث عن ثلاث كلمات: الدم والأمة والأرض

اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة