الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاصفة الحزم وأوهام القوة

حسين علي الحمداني

2015 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


شكلت اليمن فرصة للملك السعودي لكي يقود ( الأمة العربية) التي ظلت بلا قيادة ،واليمن ايضا ميدانا آخر ووجها آخر للصراع القومي من جهة والطائفي من جهة ثانية ، ساعده في الوضع الإقتصادي الصعب للكثير من الدول العربية وفي مقدمتها مصر التي كان البعض يتفائل بقيادة عبد الفتاح السيسي لها ، فإذا بنا نتفاجىء بحاكم مستعد لأن يضع مصر تحت تصرفات السعودية مقابل مال مهما يكن فهو لا يساوي كرامة مصر التي ستهدر في اليمن.
والحرب الدائرة الآن على اليمن هي جزء من المخطط الساعي لتدمير المنطقة ،ما يجري في المنطقة العربية الآن هو ذروة ما يمكن أن تصل إليه الأمور من تعقيد عندما يجد البعض خيار الحرب،الحل الوحيد متناسين بأن الحرب لم تكن يوما حلا بقدر ما إنها مشكلة بحد ذاتها.
والحرب سهلة عند العرب ،خاصة وإن مفهوم البطل في العقل العربي هو من يصنع العرب لا من يصنع السلام ،واجزم بأن اغلب الحكام العرب يحلمون بالحروب اكثر من أحلامهم بالتنمية ولنا في مغامراتهم الكثيرة ما يجعلنا نجزم بأن الأمة ابتليت بهؤلاء.
والسؤال هنا ماذا بعد الحرب على اليمن؟ هل ستحسم الحرب النتائج على الأرض؟ بالطبع لا لأن التاريخ يؤكد لنا بأن الأهم من الحرب ما بعد توقفها،وعلينا أن نكون أكثر صراحة في تناولنا للأداء العربي السياسي منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا سنجده بأن العرب كقادة وحكام ارتكبوا أخطاء كبيرة وقاتلة في تعاملهم مع الواقع الجديد،فالتحالف الدولي الذي اسقط نظام البعث في العراق انطلق من الأراضي العربية،وما إن سقط هذا النظام حتى وجدنا من يتباكى عليه من الذين ساهموا بسقوطه،وهذا الأمر دفعهم لمحاربة الديمقراطية العراقية التي دفعت ألأغلبية العراقية أن تحكم مع إشراك ألأقلية،وهذا ما جعل الأغلبية من وجهة نظر هؤلاء (تبعية لإيران) وهو الأمر الذي جعلهم تحت مطرقتي تفكرين أحدهما قومي والآخر طائفي، ونتائجهما كانت صعبة على العراق ،خاصة وإن تلاقح (القومية مع الطائفية) إنتج لنا ويلات كثيرة كانت "داعش" أحد هذه النتائج.
الغياب العربي عن العراق جعلنا نقوي علاقاتنا مع إيران وفي مرحلة من المراحل مع تركيا ،وهو ليس خطأ العراق،بل خطأ من حاول تجريد العراق من محيطه العربي بشكل أو بآخر.
وهذا بحد ذاته جريمة ارتكبها العرب بحق العراق ولا زالوا يرتكبون الجريمة مع سبق الإصرار والترصد ، العراق من وجهة نظر العرب (ضاع) لأن (الشيعة ) يحكمون العراق،منطق غريب كيف لا يحكم الشيعة العراق وهم 65% من السكان! ومع هذا فليس الشيعة وحدهم يحكمون العراق ، معهم السنة والأكراد وهذه حقيقة يجب ان يدركوها.
مشكلة العرب مع العراق إنهم لم يدركوا بعد إن صدام سقط وانتهى ، وهذه المشكلة عليهم تجاوزها لكي يكونوا قادرين على فهم الواقع الجديد لا فرض واقعهم السيء علينا.
اليوم في اليمن ترتكب نفس الأخطاء،وبنفس المسميات فلا يمكن أن ينظر للشيعة في البلدان العربية على إنهم (أتباع إيران) ،لكن المشكلة أين؟ المشكلة في أنظمة الحكم العربية وخاصة الخليجية منها والتي تحاول أن تكون قطب رئيسي في المنطقة تأخذ دورها كما تريد هي وهذا ألأمر وجدناه حاضرا في سوريا والعراق ومصر وليبيا والآن في اليمن.ومن جانب آخر بأن الخلافات السعودية – الإيرانية يجب أن تحل بالحوار بين البلدين دون المساس بأمن دول المنطقة واستقرارها، فمن غير المعقول أن تكون اليمن ساحة لتصفية الخلافات كما كانت سوريا من قبل.
الحرب على اليمن لن تقضي على الحوثيين،وهم لا يطمعون بحكم اليمن كما روج البعض لذلك، ومن الطبيعي جدا أن لا يتم تجاوزهم في أية مفاوضات سياسية قادمة وهو الأمر الذي يجب أن يكون حاضرا لدى من يصنع طاولات الحوار بغض النظر عن مكانها،أما إذا تم تجاوزهم وتجاهلهم فإن ذلك يعني تراكم الخطأ وإبقاء حالة اللاحرب واللاسلم قائمة في هذا البلد خاصة وإن الشيعة في اليمن اليمن اكثر من عشرة ملايين اي 40% من السكان.
إن واحدة من النتائج الأولية للحرب في اليمن بأن الشعب اليمني مبني على أسس قبلية بحتة ولا يمكن أن ينسى ابناء اليمن مئات الطائرات التي قصفت مدنهم وهذا ما سيولد شرخا كبيرا في علاقات اليمن مع جيرانه العرب الآن وفي المستقبل خاصة وإن هذه الحرب من وجهة نظر الكثيرين (غير مبررة) ولها تداعيات كبيرة .
السعودية اليوم بنفسها تقود الحروب بشكل علني بعد أن ظلت تقودها بالخفاء ، هل كانت الرياض تنتظر أن تقع ايران في فخ اليمن؟ وإيران أكبر من ذلك ، فهي لم تقع في فخ سوريا ولا فخ العراق من قبل ويبدو بأن هزيمة داعش في العراق جعلت الرياض تفقد ما تبقى من اعصابها لتضرب في اليمن الذي لن يسكت عن ذلك ابدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دمقراطية الولي الفقيه
حسن ( 2015 / 3 / 29 - 20:45 )
اخي العزيز عن اي دمقراطيه تتحدث ونحنوا ليس لدينا قنانون احزاب حتى الان بالرغم من مرور اثنا عشر عاما على هذه العمليه البائسه التي سيطرت عليها مجموعة من المافياة وامراء الحرب مدعومة بمجموعه من المعممين يتزعمهم الولي الفقيه الجديد السستاني الذي يحج اليه الجميع ومن مختلف الطوائف لينال بركاته ووصل الامر بعصابة الاربعه في النجف ان تخرج علينا بشير النجفي ليفتي بعدم انتخاب المالكي ومن ناحيه ثانيه مافائدة الانتخابات اذا كان الفائز فيها لايكلف بتشكيل الحكومة فاي دمقرطيه تحاربها دول الجوار وهي اصلا غير موجودة واذا كنت حريصا جدا على الديمقراطيه اليس الرئيس اليمني هو مكلف من الشعب اليمني لادارة مرحله انتقاليه وان كل الاحزاب اليمنيه مشتركه بحوار لرسم معالم المرحلة المقبله بما فيهم الحوثي وصالح وهذا الاخير قد استخدم الحوثيين وبدعم ايراني واضح واجهه لتحقيق حلمه بالعوده للسلطه التي تربع على عرشها لمايقارب ثلاثين عاما خرج منها بثروة تقدر بخمسون مليار دولار من قوت الشعب اليمني الذي يتضور جوعا ويكفي المتاجرة بمعانات هذا الشعب ولكن شجعانا ولو لمرة واحده نعترف بان ايران وراء مايحدث في اليمن


2 - القربة المثقوبة ايران و الشيعة
علاء الصفار ( 2015 / 3 / 29 - 21:22 )
تحيات السيد الكاتب ح. الحمداني
تسقط السعودية بشكل مفضوح ومع امريكا بمأزق الحرب,فبعد غزو العراق صار ت السعودية البديل لنظام صدام في اشعال المنطقة بالحروب و الارهاب, وليصرخ الجميع ان ايران لديها نفوذ! نعم ان ايران لديها علاقات عريقة مع العراق وخاصة الشعبين,عانى من المخططات الامريكي, فقد قامت امريكا بقتل عبد الكريم قاسم محرر العراق وكذلك قامت امريكا بقتل رئيس الحكومة الوطنية الدكتور محمد مصدق.هكذا جاء البعث ليكون حليف لشاه ايران والسعودية الوهابية,بعدها جاءت الثورة الايرانية فحركت امريكا عميلها صدام ليخوض حرب بربرية وحين انتهت الحرب قامت السعودية بالتآمر على صدام فجاءت الدبابات الامريكية من السعودية لتغزو العراق,اليس هذه بربرية وهابية وليست نفوذ وحسب. العراق له الخيار الكامل في التصالح مع ايران والافادة من تجربة حرب صدام التي حرقت العراق, لكن امريكا اليوم تستخدم السعودية لشن الحرب على ايران, وهو طريق دمار العراق و ليكن طريق دمار المملكة الوهابية التي تتباك على العراق وتتهم شيعة العراق كعملاء لايران! لم يكن العراق عميل لايران بل يريد السلام معها, وهذا مرفوض امريكيا و لعميلتها السعودية!ن

اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في