الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمة الغربان والملك سليمان

كاظم الحناوي

2015 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



من المعروف ان الغربان سبق وجودها وجود الملك سليمان الذي أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً. حتى اتاه الملك. حينها تجلى له الرب في الحلم ...فقال له سليمان: انت اظهرت الى ابي رحمة ... وانت ملكتني مكان اخي وانا لا خبرة لي في الحكم (1)...
فكان معمرالغربان احد معلميه . فقد لاحظ الملك سليمان ان احد الغربان التي تاكل على مائدته كل يوم ياتي متأخرا ولا يصل الا مع آخر الطير وينهض من المائدة اولها فتعجب من امره وسأله عن ماوراء هذا التصرف... وعاد الغراب ليعطي درس لسليمان بعد ان اعطى الدرس الاول لقابيل حين بعث الله بذلك الغراب الذي أعطى درساً عملياً في كيفية التخلص من اثار الجريمة. وكلما تطاول الإنسان بقدراته وطغى أعاده الله إلى مواطن العجز وذكره بها...
وشرح الغراب للملك سليمان اسباب العجلة في الاياب و التأخر في القدوم لمائدة الملك بالقول :
لي والد معمّر سقط مع الزمن ريشه واصبح قطعة لحم واخاف عليه من الطير أن تأكله فأنا أجثم عليه وأحميه منها ومن عاديات الزمن وهوام الأرض فإذا ذهبت الطيور سارعت بالمجئ واعود قبل عودتها...
فسأل الملك سليمان الغراب المعمّر عن اغرب مامر في حياته فقال :
وقعت ذات يوم على سور مدينة كبيرة مبنية كلها من لبنات ذهب تلمع بيوتها في ضوء النهار حتى تكاد تخطف الابصار..
وشرح الغراب المعمر زياراته المتعاقبة لتلك المدينة فيجد كرم اهلها وجمال بنائها الى ان حدث ذات عام ان تغير حالهم
وتلمست سبب التغيير فوجدت ان الله سلط عليهم حية عظمى اخذت تاكل مواشيهم وتشرب مياههم حتى لم يبقى لهم مايكفيهم وتدريجياً فقدوا كل شي وانتهى الامر بالحية بعد ذلك ان كفت نفسها في بئر واسعة عميقة ليس فيها الا الرمال التي ردمت البئر عليها ...
وتحول السور خراباً والبلاد يبابا ولم اكد احط رجلي على مابقي من السور الا وحجر يرسل علي فضربني في عيني وتبين ان الذي ارسل الحجر إنما كان جائعاً ويريد ان يأكلني فطرت مذعوراً...
الصورة المأساوية لدى العرب في كل العصور التاريخية كان بطلها الغربان فيها دلالة على الفراق والشؤم والخراب والعرب قوم متطيرون لاعتقادهم بالطيرة وهي مراقبة الحيوان المذبوح وهو يرتجف في اثناء ذبحه لمعرفة المستقبل من حركاته وهو يرجف رجفة الموت وقد انتقلت اليهم الظاهرة الخرافية من العبرانية ومعتقد اليهود بلفظ (تير) وهو يطابق اللفظ العربي . يزيد اعتقاد العرب بالتطير حينما يسود: الجهل والنرجسية ويصبح لديهم مبدأ إزالة أمة لمحاربة لمة فليس بينهم من يختلف على من نقتل ولماذا؟ .
الذي تقوده الغربان كما يعتقد العرب يصبح ابا المرقال ..
ويقول الشاعر العربي عنترة في اطلال محبوبته بالخروج من التطير والشؤم الى المأساوية في المشهد حين يقول :
بالأمس كان بك الظباء أوانسا ......... واليوم في عرصاتك الغربان
الملك سليمان هو احد ملوك بني اسرائيل ...اتخذ لنفسه زوجات كثيرات من الاقوام وثلاث مئة جارية فازاغت نساءه قلبه وفي زمن شيخوخته مالت زوجاته بقلبه الى الهة غريبة.. فغضب عليه الرب وخاطبه : بما انك لا تحفظ عهدي ولا تعمل بفرائضي التي امرتك بها فساخذ المملكة من يدك واعطيها لرجل من رجالك (2).
1- سفر الملوك ( الكتاب المقدس الانجيل والتوراة) (الملوك الاول3)
2- سفر الملوك ( الكتاب المقدس الانجيل والتوراة) (الملوك الاول 11))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق التسلح العالمي يحتدم في ظل التوترات الجيوسياسية


.. جنوب إفريقيا تقدم طلبا عاجلا لمحكمة العدل لإجراءات إضافية طا




.. إخلاء مصابين من الجيش الإسرائيلي في معارك غزة


.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |




.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي