الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات عابرة حول -عاصفة الحزم-

على المحلاوى

2015 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


هذه بعض النقاط تعبر عن وجهة نظر فيما يجرى في دولة اليمن حاليا من أحداث
(1) ـ ما حدث من تحرك حربي إقليمي قادته المملكة العربية السعودية والحلف الخليجي، وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى، مثل مصر والمغرب والسودان وباكستان، مقرون بدعم أمريكي بهدف التأثير على ميزان القوة القائم بين القوى اليمنية المختلفة، بما يحدّ من النفوذ المتنامي لقوى سياسية يمنية معينة قد جاء بسبب غطرسة (وحمق) الرئيس السابق على عبدالله صالح وجماعة الحوثيين ، فهم (حسبا أرى) كانوا على قدر كبير من الغباء السياسي ، بحيث صعّدوا محاولاتهم المستميتة لاستكمال السيطرة على اليمن قبل قمة شرم الشيخ لإفقاد الرئيس اليمنى أي مقوم للشرعية، وكان من نتائج قراءتهم الغير الصحيحة للمشهد الإقليمي و التوازنات الإقليمية في المنطقة أن جعلهم لم يتوقعوا التحرك السعودي السريع، وهذا خطا كبير وقع فيه المخططين لديهم (إن كان عندهم مخططين!) لذا لم تكن هناك اعتراضات عربية أو دولية على التحرك السعودي من أجل ردع التدخل الإيراني باللعب في الفناء الخلفي للمملكة
(2) ـ ظهرت مصر ذات التاريخ العريق في هذه الازمة مجرد تابع يعمل تحت امرة شيوخ الخليج ، وبدت المملكة السعودية بمظهر من تقود العالم السني وصاحبة الكلمة العليا و القائد لتلك العملية والمتحكمة في قرارها ، و ظهر النظام المصري يحاول اللهاث وراء الركب فقرر المشاركة في العملية بقوات جوية وبحرية وربما برية ، وبدى (لدى البعض) اشتراكه في تلك العملية من باب رد الجميل من النظام القائم لدول الخليج لمساندتهم له في مواجهته لجماعة الإخوان المسلمين ، هذا الامر يوضح مكانة مصر ووزنها الحقيقي حاليا ، وللتغطية على هذا حاولت الصحافة المحلية مخاطبة الداخل وأصبحت تبيع الوهم لقرائها باصطناع بطولات للجيش المصري مبالغ فيها (الأسطول المصري يجبر الإيرانيين على الانسحاب من باب المندب) (اعتقال أول خلية للحوثيين في سيناء) ويذكرنا ما تقوم به وسائل إعلامه حاليا بصحافة ستينيات القرن الماضي
(3) ـ ما حدث ويحدث حاليا من تكون تحالف عربي سياسي وعسكري تطور خطير وغير مسبوق في العلاقات العربية وله تداعيات واسعة الأبعاد على الساحة العربية والإقليمية (إن نجحت تلك العملية ) وأوقن أن إسرائيل تدرس هذه التطورات باهتمام بالغ و عناية فائقة
(4) ـ تطور الأحداث حتى الأن أسكت وربما أضعف بشكل كبير فريق المطالبين من بعض الجنوبيين في اليمن بالانفصال عن الشمال وإن لم يكن قد قضى على هذا المطلب ، وهذا مكسب غير مباشر للوطن العربي بصورة عامة
(5) ـ إلى الأن لا نعرف ما هو الهدف النهائي لهذه العملية ، فإن كان الهدف هو عودة الحوثيين لحجمهم الطبيعي في اللعبة السياسية في اليمن فأعتقد أن فرص النجاح لهذه العاصفة كبيرة ، أما إن كان الهدف هو وإقصائهم للحوثيين عن المشهد السياسي أو القضاء عليهم سياسيا (كما ينادى البعض)فهذا سيؤدى (كما أعتقد) إلى فشل العملية برمتها ، لأن قهر الحوثيين وهزيمتهم لن يكون حلاً لمشاكل اليمن ، فلا توجد قوى سياسية وعسكرية في اليمن يمكنها السيطرة على اليمن بمفردها، و اجتثاث الحوثيين من اليمن أمرا مستحيلًا فهم جزء من النسيج المجتمعي والمذهبي اليمني، وهذا الامر (إن حدث) سيؤدى إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة وسينعكس هذا الأمر على المشكلة السورية بصورة مباشرة
(6) ـ هناك تناقضات عجيبة جمعتها الأحداث في هذه العاصفة
المملكة السعودية ـ (نظام ملكي غير منتخب يساند نظام جمهوري منتخب!) متزعمة "عاصفة الحزم" تدعى أن هدف العملية هو دعم الشرعية في اليمن بينما هي ذاتها من دعمت انقلاب السيسي على الشرعية في مصر ، حاربت أخوان مصر ورأت فيهم خطراً يهدد وحدة الجيوش واستقرار العروش وفى نفس الوقت ساندت أخوان سوريا!! ، ناصرت الثورة ضد القذافي في ليبيا ، ووقفت ضدها وقمعتها في البحرين ، واستقبلت وأوت من ثار علية ثوار تونس ،ناصرت مبارك ووقفت ضد ثورة المصريين في يناير ، بينما تدعم الثورة على الرئيس السوري ، (قديما ) دعمت على عبدالله صالح وتحالفت معه ضد الحوثيين ، (حاليا ) قصفت الأثنين معا
مصر ـ (نظام عسكري) لأول مرة يقف النظام القائم حاليا مع من يتهمهم بدعم الإرهاب (قطرـ تركيا ) في خندق واحد و نسيت مصر خلافاتها السياسية القريبة في سبيل عدم إرباك المشهد حاليا، بل والعجيب أن يقف الخصمان ( الإخوان المسلمين المطالبين بالشرعية ونظام السيسي المنقلب عليها ) مع شرعية الرئيس اليمنى المنتخب وضد الحوثيين الرافضين لها
الحوثيين يرفعون الرايات وينادون بالموت لإسرائيل بينما قواتهم تتجه لعدن ، والسعودية تصر على أدراج موضوع الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الاقصى على جدول اعمال القمة العربية بينما طائراتهم تضل الطريق فلا تتجه شمالا بل تتجه جنوبا لضرب اليمن!!
(7) ـ المخططين ل "عاصفة الحزم" كانوا متأثرين بأحداث حرب تحرير الكويت (على ما أعتقد)، وسيناريو تلك العاصفة (إلى الان ) أشبه بالعمليات العسكرية الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وحتى أسم تلك العاصفة العسكرية (أعتقد) أنه مستوحى من الاسم الأمريكي لحرب تحرب تحرير الكويت (عاصفة الصحراء )
(8) ـيقال يمكنك أن تبدأ الحرب ولكن لا تعلم متى تنتهى ، فنحن أمام حرب معقدة البدايات، ومعقدة المسارات ، فهل ستطول لبعض الوقت أم ستكون بالعملية السريعة الخاطفة ؟ احتمال الاستطالة الزمنية للصراع وارد بقوة ، فماذا سيحدث لو طالت تلك العاصفة ؟ أو بدأت تدخل في مسارات جديدة ، وهل من الممكن أن يتحول هذا التدخل إلى حرب استنزاف للقوات الخليجية من قبل الحوثيين واعوانهم ؟ ،وكيف ستتصرف إيران حيال ما يجرى وجرى؟ ، وكم من الوقت حتى تنتهى تلك المواجهة ؟، وكيف ستكون نهايتها ، وخاصة أنه سيترتب على شكل نهايتها تداعيات كثيرة في المنطقة العربية بل والشرق الأوسط برمته
لا أحد يملك التنبؤ أو الاجابة الشافية ،فكبار الكتاب والمحللين خابت تنبؤاتهم (محمد حسنين هيكل)
وحدها الأيام القادمة هي الكفيلة بأن تجيب على هذا الاسئلة ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً